موقع أمريكي يكشف جهود واشنطن في معاداة و«شيطنة» الحكومات المناهضة للإمبريالية

أشار مقال نشره موقع «مينت برس نيوز» الأمريكي إلى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أطلق، خلال مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية، عدة مزاعم مثيرة للدهشة، مثل الادعاء بأن «كوبا غزت فنزويلا وسيطرت على الجهاز الأمني هناك»، وأن العقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا «ليست موجهة ضد الشعب الفنزويلي».
وقال المقال: ما جاء مثيراً للدهشة بشكل أكبر هو ادعاء بومبيو أن «حزب الله»، وهو حزب سياسي يتمتع بتأييد واسع في الديمقراطية اللبنانية، وإيران كانا «نشيطين في فنزويلا، الأمر الذي يشكل خطراً على الأمن القومي لأمريكا»، لافتاً إلى أن العديد من وسائل الإعلام استندت إلى مزاعم بومبيو تلك، على ما يبدو، لتبرير التزام الولايات المتحدة بالتدخل في فنزويلا، الذي قد يكون باستخدام القوة العسكرية، وذلك من خلال محاولة الربط بين الحكومة الفنزويلية والمقاومين للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وأوضح المقال أنه إذا تمكنت الولايات المتحدة من إزاحة الحكومة الفنزويلية الحالية باستخدام المزاعم ضد إيران و«حزب الله» كذريعة، فإنه يمكنها حينها ربط التدخل ضد فنزويلا بضرورة التدخل بالدول التي تعد مصدراً لتلك الذرائع، أي لبنان وإيران، وتالياً يمكن القول: إن جهود تغيير النظام المدعومة من قبل الولايات المتحدة، والتي تستهدف إيران، قد بدأت بالفعل، والمسؤولون الأمريكيون الذين يروجون لتلك المزاعم هم أنفسهم الذين ضغطوا لمدة طويلة من أجل شن حرب استباقية ضد إيران.
وأشار المقال إلى أن مزاعم بومبيو تلك أصبحت ببطء موضوع نقاش لإدارة ترامب على مدار العامين الماضيين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تأثير بومبيو نفسه، الذي أطلق مزاعمه في أوت 2017، وإلى مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي ساعد على تعزيز المزاعم بأن «الحكومة الفنزويلية على صلة بحزب الله» من خلال علاقاته بمعهد «غيتستون» للدراسات الذي تولى بولتون إدارته من عام 2013 ولغاية 2018، واستخدمه للترويج لتلك الادعاءات خلال تلك الفترة، على الرغم من غياب الأدلة الملموسة.
وتابع المقال: وبالمثل، فإن العديد من مراكز الأبحاث الأخرى المرتبطة بالمحافظين الجدد كان لها دور فاعل في الترويج لمزاعم أن «إيران ليست في فنزويلا لإقامة أي تحالف طبيعي، ولكن من أجل توفير غطاء للأنشطة غير القانونية» المزعومة، كما زعم بولتون أن إيران تستخدم فنزويلا «للوصول إلى احتياطيات اليورانيوم الكبيرة في البلاد»، ما يوحي بأن فنزويلا مرتبطة برغبة إيران المزعومة بالحصول على أسلحة نووية وتطويرها. إلا أن العلماء المستقلين قد دحضوا منذ زمن طويل تلك المزاعم، مؤكدين أن رواسب اليورانيوم الفنزويلية ضئيلة، ويتعذر استخراجها على الأغلب.
ومن الجدير بالذكر، وفقاً للمقال، أنه لم يظهر أي دليل ملموس على أي علاقات غير شرعية بين حزب الله وفنزويلا، أو بين إيران وفنزويلا، ويقتصر الأمر على التلميحات التي قدمها أفراد ومنظمات لهم مصلحة راسخة في «شيطنة» حكومات معادية للإمبريالية في أمريكا اللاتينية وخارجها.

ترجمة وتحرير ـ راشيل الذيب

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023