هل أزف يوم تحرير العراق وفلسطين، قولوا معنا آمين…بقلم د أنور العقرباوي

هل أزف يوم تحرير العراق وفلسطين، قولوا معنا آمين…بقلم د أنور العقرباوي

كان في كل مرة تسقط فيها طائرة مغيرة للكيان الصهيوني فوق سماء عربية، كان رحمه الله “أبو شحادة العزة” على الدوام وبصوت واثق يردد “يعيش الجيش العراقي”! كنا في بواكير الشباب وهو عجوزا، كان ندائه يشحذ النفوس فينا ويجدد الأمل لدينا، بأن يوم تحرير فلسطين قد أوشك قريبا، حتى ذات مساء جاءنا خبر وفاته، انتابنا ليلتها حزن شديد ولوعة، أنه قد غادر الحياة قبل أن يشهد تحرير فلسطين معنا!

استوقفنا اليوم شريط فيديو، يرددوا أطفال فلسطين فيه، رسالة شكر موجهة إلى الشهيد قاسم سليماني، يعبرون فيها عن إمتنانهم بالمواقف الصادقة والمشرفة له، التي تجلت بالدعم اللامحدود والمساند للقضية الفلسطينية، كم تمنينا من خلالها لو أتاح البعض لأنفسهم الإنصات إليها، أو بدقيق العبارة أن يكونوا عند حسن ظن أحفادهم هؤلاء بهم، ومع ذلك فإن الأمل لا يزال يحدونا بل ولن يفارقنا، طالما أننا اليوم كلنا في الهم شرق ومستهدف، أن تتوحد كلمتنا وأن تصفى نفوسنا، إن كان أمر ومستقبل هؤلاء السنابل حقا يهمنا.

تمحورت التعليقات والتحليلات على مدار الساعات الماضية، على كلمة سماحة السيد حسن نصر الله، والتي يمكننا بكل ثقة اختصار كلمته بالقول، أنه قد بلغ السيل الزبى وطالما أن الموت حق، فأهلا به مادام تحرير العراق وفلسطين هما المستحق، اللتين في سبيلهما المنى يستحق، وأنه لا سبيل إلى ذلك إلا بالمقاومة، التي سوف تلاحق الأعداء في كل مكان وحيثما ثقفوا، وأن ما بعد الحدث الأليم ليس كما قبله، فانتظروا أيها المنتظرون.

البرلمان العراقي بدوره أضاف رصيدا لكلمة سماحة السيد، عندما صوت لصالح طرد القوات الأجنبية من العراق، على الرغم من الغصة التي تركها في نفوسنا البعض، عندما تغيببوا عن سابق تخطيط وإصرار عن حضور الجلسة، الذي يصعب على أطفال فلسطين أن يستوعبوه، وعلى أبو شحادة في مثواه الطاهر أن يصدقه!

بالتأكيد أن الإنتقام “الرسمي” على عملية الغدر بتقديرنا، فإنه سيكون قرارا على مستوى دولة وازنة ومتزنة، مؤلما ومؤثرا ومقنعا، لكنه لن يسمح بإشعال حرب شاملة، الذي سوف يعيد للشهداء اعتبارهم، ويهدأ نفوس العامة منا. أما القرار “الإستراتيجي” الأهم، الذي سوف يضع حدا للهيمنة والغطرسة الصهيو-أمريكية، فإنه ذلك الذي يقع على عاتق محور المقاومة، الذي أخذه على نفسه سيد المقاومة، ويكفينا أن نمعن النظر في ملامح سيد المقاومة حتى نستوعبها، والإصغاء بتركيز إلى نبرات صوته حتى نفهمها، حتى نبني عليها من اليقين، بأن الإحتلال الصهيو-أمريكي لن يكون له وجودا لا في العراق ولا في سورية عاجلا وليس آجلا، وأنه على الصهاينة ومن يدعمهم ويدور في فلكهم أن يأخذوا علما بذلك، وعلى أطفال فلسطين أن يستبشروا بأن وعد الحاج سليماني قائم لن يخيبه أحد، وأن ثقة أبو شحادة بالجيش العراقي، لم تكن سوى نفاذ بصيرة، عندما سيعود رافدا فاعلا في محور المقاومة، على طريق تحرير فلسطين كامل فلسطين، من النهر حتى البحر.

اللهم آمين آمين….

 

*فلسطيني واشنطن

 

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023