هل أصبح الخلاص من الهاشمين ضرورة وطنية وقومية ملحة؟…بقلم د. أنور العقرباوي*

هل أصبح الخلاص من الهاشمين ضرورة وطنية وقومية ملحة؟…بقلم د. أنور العقرباوي*

تناولت ولا تزال ردود الأفعال والتعليقات والأعمدة والحراكات، في سياق النقد والإدانة والتحليلات، التي حفلت بها بعض وسائل الإعلام والتنفيس الإجتماعي المكتوبة والمرئية، نبأ الإعلان عن إتفاقية الذل والإذعان، التي استغل الموقعون عليها من الهاشميين والأمريكيين في توقيتها، إنشغال الناس أثناءها في اجراءات الوقاية جراء تفشي جائحة الكورونا والأعداد المتزايدة من الوفيات، في ظل التخبط في إدارة الأزمة والإنشغال في حبك المؤامرات، دون أن نلحظ أو أن نسمع عن أي مبادرة وطنية شجاعة متقدمة، تضع النقاط على الحروف ضمن برنامج وآلية واضحة وقيادة نزيهة، التي من شأنها أن تحول دون إستفحال آل جدعون بالإستهانة بكرامة الوطن وشعبه، وعلى ضرورة التخلص من آفتهم في أقرب وقت ممكن، حرصا على أمن ومستقبل الوطن، الذي يشكل استباحته تهديدا لأمنه والقومي العربي معه، قبل فوات الأوان!

وإذ أنه من الغني علينا الإسهاب في الحديث عن تاريخ الهاشميين، الذي يدركه القاصي والداني الحافل بالتفاصيل، والموثق في أرشيف المخابرات البريطانية والأمريكية والصهيونية، من شيم الخزي والخيانة والعار التي يندى لها الجبين، منذ ما أطلق عليها الثورة العربية الكبرى وصولا إلى عبد الله الثاني، الذي ساد في عهده، الجوع والإنحلال الخلقي ورواج المخدرات والفساد، ولم يتوانى خلاله من نهب البلاد، ورهن مستقبل الأجيال القادمة للصناديق والبنوك الدولية، وحديثا وبالتأكيد ليس آخرا التنازل عن سيادة البلاد، فإن العرف في المسؤولية لدى كل من يعيها ولا يخشى من تحمل عواقبها، يقتضيه الأمر عند كل منعطف مهم وخطير، في التوجه إلى الشعب مباشرة بكل صراحة وثقة، حتى يكون على بينة من أمر ما يدور حوله وداخل وطنه ومستقبله، وما عداه في غياب الصراحة والشفافية، فإنه سوف يعزز لدى الجميع القناعة، فيما عرف عن الهاشميين بمقايضة الشرف والكرامة، طالما بقي العرش وهو الأهم في أمان، حيث يتوجب على الشعب حينها الاستمرار ولو كان وحده في تحمل المسؤولية، في الدفاع عن إستقلال بلاده وصيانة قراره الوطني!

أما وقد أصبحت أبعاد المؤامرة بالكثير من تفاصيلها واضحة للعيان، يوما بالشام وآخر بالشرق الجديد وغدا من النهر إلى الفرات بالتأكيد، وإزاء حجم الإستغفال واللامبالاة في التنازل عن سيادة الوطن، المقرون في الإستهانة بمشاعر وكرامة أهل البلاد الشرعيين، وخيانة وصية شهدائه الأبرار، فإنه لابد لكل غيور على مصلحة الوطن ومستقبله، في الوقت الذي لا نقلل فيه من أهمية الحراكات الشعبية، على ضرورة أن يقابل هذا الإستهتار، الذي يمس تاريخهم وشرفهم على تنوع منابتهم، بالعمل السلمي المنظم الذي يدرك ضمن برنامج وطني ما يريد تحقيقه، وتقوده ثلة من ابنائه الشرفاء الأردنيين أصحاب الحق الشرعيين على مختلف مشاربهم، حتى إسقاط هذا النظام الوظيفي العميل والتخلص منه إلى غير رجعة، قبل أن يستعر الجوع والفقر والهوان بالشعب، الذي لن يزيده غير القهر والإستعباد، ودون الحاجة حتى نذكركم بالفتاة ذات الإثني عشر ربيعا، التي تناوب على اغتصابها الجنود الأمريكيين في أوكيناوا اليابان عام 1995، والتبول على جثث القتلى الأفغانيين، وما قد رسخ في الذاكرة من التعذيب في سجن أبو غريب، في الوقت الذي تنص فيه إتفاقية الإذعان، على أن لا وصاية قضائية أردنية على تصرفات المستعمرين!

وفي النهاية، وعلى ضوء ما نعرفه ويعرفه الجميع عن تاريخ الهاشميين، دعوكم من نفاق الكثيرين التي لا تتجاوز مطالبهم، سقف نظام حكم ملكي دستوري وحكومة منتخبة، ومن ثم دعونا أن نذكركم، أنه ما أن يرتفع صوتكم على القهر والفساد والإستعباد سلميا، ونكررها للمرة تلو الأخرى سلميا، فإن أول من سترتعد فرائضه خشية منكم، هو الغرب وفي مقدمته الأمريكان أنفسهم، قبل أن يجروا أذيال خيبتهم حتى لا تسقط ورقة التوت التي يسترون خلفها نفاقهم، من مزاعم الدفاع عن حقوق الإنسان، ونشر الحرية والديمقراطية، طالما كنتم ولا تزالون جديرون بالحياة الحرة الكريمة، على مخلتف منابتكم ومشاربكم، حماية لكم وأمن أمتكم القومي معكم.

* فلسطيني واشنطن

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023