هل اليسار خُلق ليكون فقط في المعارضة وتجييش الشعب..!!؟ بقلم الدالي البراهمي

بقلم: الدالي البراهمي ناشط سياسي
لقد عجز اليسار التونسي منذ نشأته عن بناء جبهة سياسية قوية والمحافظة عليها، بسبب الانقسام والتشرذم والصراع على التموقع وحرب الزعامة .
استشهاد شكري بلعيد والحاج محمد ابراهمي استفاد منه اليسار التونسي ونجح في تكوين الجبهة الشعبية و راهن عليه نسبة محترمة من الشعب التونسي في الانتخابات التشريعية لسنة 2014 وظن أن اليسار سيخرج من الدوامة التي عصفت به منذ سبعينات القرن الماضي .
ولكن لم يتعلم من دروس الماضي ورفضت الجبهة الشعبية فكرة المشاركة مع غيرها في تشكيل حكومة ائتلافية اثر نتائج الانتخابات التشريعية لسنة 2014 .
وكلما يطلب منها المشاركة في السلطة، الا ووضعت شروطاً تعجيزية لم تقبلها بقية الأطراف السياسية المعنية بالحكم.
صحيح كتلة الجبهة الشعبية بقيت متماسكة في المعارضة طيلة المدة النيابية ، ولكن في نفس الوقت خارج البرلمان شهدت عدة خلافات وتصدع وتشتت ومنهم من شارك في السلطة بصفة فردية ومنهم من اسس دكاكين يسارية جديدة …
في الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2019 ، وجد اليسار التونسي نفسه في دومة التشتت بسبب الانا وحب الزعامة وكانت النتيجة صفر ولم يحصل الا على مقعد يتيم في البرلمان .
وهذا ما جعلهم يشعرون بخيبة أمل قاسية، وادخلوا اليسار في نفق مظلم وطويل .
اصبح واضح المشهد السياسي في تونس منقسم إلى اربعة جبهات سياسية كبرى وهي الأتي : التجمع والاخوان واليسار والوسطيين .
الان اليسار في تونس في حاجة إلى إصلاحات جذرية في الخطاب السياسي وطريقة التعامل مع خصومه وترك الخلافات الداخلية الضيقة والعمل على بناء جبهة يسارية قوية تجمع ولا تفرق ، ولا يجب ان تكون مرة اخرى سلم لصعود الاخوان او التجمع إلى السلطة عبر الاستقطاب الثنائي …!
فمتى يستفيق اليسار التونسي من غيبوبتهم ويكفون عن تخريب بيوتهم بايديهم وتدمير أنفسهم ويتداركون وضعهم الماساوي ؟؟!!!

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023