هل بدأ انهيار أمريكا؟…بقلم وضاح عيسى

هل بدأ انهيار أمريكا؟…بقلم وضاح عيسى

أثار مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد خنقاً على يد الشرطة الأمريكية استياء كبيراً تجسد في احتجاجات عارمة داخل الولايات المتحدة، أعقبتها تظاهرات في معظم أنحاء العالم منددةً بالممارسات اللاإنسانية والعنصرية التي تقوم بها الإدارة الأمريكية ضد شعبها وشعوب العالم على نحو يؤكد زيف ادّعاءاتها بشأن “حرصها” على الديمقراطية و”رعايتها” حقوق الإنسان.
جريمة مقتل فلويد تحولت إلى قضية رأي عام عالمي أدان الممارسات الأمريكية بمختلف أشكالها وألوانها، فالجريمة العنصرية الحديثة التي ارتكبتها الشرطة الأمريكية هي صورة مصغّرة عن الإرهاب الأمريكي الذي تمارسه الولايات المتحدة تجاه شعوب العالم أجمع.
وعلى الرغم من كلّ الأصوات المندّدة بجريمة الشرطة الأمريكية بحق فلويد، فإن ترامب ما زال مصرّاً على التمادي في القمع الوحشي ضد المحتجين ومهدّداً باستخدام أشدّ أساليب العنف، ما يثبت على نحو لاشكّ فيه عنصرية الإدارة الأمريكية ولا أخلاقيتها، وأن الجريمة نهج ثابت في السياسات الأمريكية لا تستثني منه حتى شعبها، ضاربةً عرض الحائط بكل القوانين الإنسانية الدولية التي لم تشفع حتى للصحفيين، ما يعرّي “ديمقراطية” أمريكا الكاذبة وتبجّحها “بحرصها” على حرية الرأي والتعبير.
كما لم يغب عن المتنافسين في سباقات الانتخابات الرئاسية الأمريكية، استثمار هذا الوضع المتأزم في الداخل الأمريكي وتوظيفه في لعبتهم الانتخابية لكسب رأي الشارع الأمريكي المنقسم بين مؤيد لعنصرية الإدارة الأمريكية ورافض لها، فترامب يعمل لكسب رأي أصحاب الفكر العنصري للفوز بولاية رئاسية جديدة، بينما منافسه جو بايدن يقف في الجهة المقابلة متخذاً من عنصرية ترامب عاملاً ضده للفوز عليه، وإن كان في حقيقة الأمر جميع الرؤساء الأمريكيين وجوه متعددة لعملة واحدة.
إن تواصل الاحتجاجات في الداخل الأمريكي ضدّ الممارسات العنصرية الأمريكية واتساع رقعة التظاهرات العالمية المندّدة بالسياسات الأمريكية والرافضة لها، قد تكون مؤشراً على بدء انهيار الولايات المتحدة ونهجها نتيجة الانعدام الأخلاقي الذي كان سبباً رئيساً لانهيار أغلب الإمبراطوريات عبر التاريخ البشري.

waddahessa@gmail.com

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023