هل تتجه العراق نحو حرب اهلية!؟…بقلم محمد النوباني

هل تتجه العراق نحو حرب اهلية!؟…بقلم محمد النوباني

صحيح ان اهل العراق أدرى بشعابه ولكن كان واضحاً منذ البداية بأن موافقة المقاومة العراقية و ايران على تمرير قرار تعيين مصطفى الكاظمي رئيساً لوزراء العراق في البرلمان العراقي في السابع أيار مابو الماضي كان بحمل في طياته نسبة مخاطرة عالية لأن الرجل اقرب اديولوجباً وسياسياً لأمربكا من ناحية ولأن إدارة ترامب ترفض اي كومبرومايس لا يضمن لها الحصول على معظم الكعكة العراقية من ناحية اخرى.
وقد جاء قيام ما يسمى بقوات مكافحة الآرهاب العراقية، بأوامر مباشرة،من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ،بأعتقال عناصر من قوات ألحشد الشعبي العراقي ومستشارين ايرانيبن في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة، بذريعة أنهم كانوا ينوون إطلاق صواريخ ارض -ارض من منطقة الدورة بإتجاه اهداف امريكية في بغداد ومحيطها ليؤكد بأن الكاظمي قد حسم أمره وقرر العمل مع الامربكيين ضد المقاومة العراقية والمصالح الإيرانية في العراق.
وقد أوضح البيان الذي صدر في أعقاب تنفيذ عملية الاعتقال أن قوات مكافحة الإرهاب تحركت الى موقع الحدث بعد ان تم إعلامها من قبل القوات ألصديقة اي، القوات الامريكية ، بوجود مخطط ايراني كان من المفترض تنفيذه مساء الخميس ٢٥ حزيران على الجمعة ٢٦ حزيران والمتضمن اطلاق صواريخ ثقيلة نوع ( ارض – ارض ) من منطقة الدورة – البوعيثة وحدد الموقع بالضبط بإتجاه المنطقة الخضراء في بغداد حيث مقر السفارة الامريكية، وقد كان لافتاً ان العملية اشترك فيها أضافة لجهاز مكافحة الارهاب العراقي قوة من جهاز المخابرات العراقي وقوات النخبة الامريكية الخاصة بمساندة وغطاء من طائرات ( مأهولة ومسيرة ) وأدت إلى إعتقال مجموعة مسلحة من عناصر الحشد الشعبي مكونة من عناصر مسلحة من كتائب حزب الله و كتائب النجباء وعصائب اهل الحق ومعهم ضابط ايراني ومرافقيه عدد( ٢ ) وفني توجييه واطلاق.صواريخ موضحاً أن القوة المداهمة تمكنت من الاستيلاء على ثلاث منصات معدة لاطلاق صواريخ ارض -ارض معدلة روسية الصنع.
هذا التطور الخطير ،إن دل على شيء فهو يدل على الخطأ الفادح الذي ارتكبته فصائل المقاومة العراقية وايران عندما وافقوا على تعيين مصطفى الكاظمي مسؤول المخابرات العراقية السابق والمعروف عنه بانه رجل امربكا الاول في العراق في منصب رئيس الوزراء لإنهاء الفراغ الدستوري الذي استمر لخمسة شعور رغم معرفتهم بأنه عميل امريكي الولاء وما يربطها بامريكا اكثر بكثير مما يربطه بالعراق وايران.
فألرجل كما أكدت كتائب حزب الله العراق في حينه متهم بتقديم معلومات للولايات المتحدة الامريكية مكنتها من تنفيذ عملية إغتيال قاسم سليماني قائد قوة القدس في الحرس الثوري الايراني وأبو مهدي المهندس نائب هيئة الحشد الشعبي العراقي في غارة جوية أمربكية على سيارة كانا يستقلانها قرب مطار بغداد مطلع العام الجاري.
وغني عن القول أن تهمة من هذا النوع كانت تتطلب تقديمه إلى القضاء للتحقيق معه وإنزال أقصى العقوبه به في حال إدانته وليس تعيينه في أرفع منصب في البلد كتسوية بين نقائض يستحيل التوليف بين مصالحها.
إن قيام حكومة ألكاظمي بإيعاز من قوات الأحتلال الامريكي بإعتقال كوادر من فصائل المقاومة العراقية هو أمر في غاية الخطورة لأنه قد يكون مقدمة “لعرقنة” الصراع في العراق، اي لتحويله من صراع لطرد القوات الامريكية من بلاد الرافدين الى صراع ببن العراقيين انفسهم تحت عنوان مضلل هو سحب السلاح من المليشيات و حصره بيد الدولة
لكي يراق الدم العراقي مدراراً ويبقى الاحتلال الامريكي جاثماً على صدور العراقيين الى الابد.
ولذلك فإن المطلوب هو إفهام حكومة الكاظمي بأنها في حال أصرت على خدمة الأجندات الامربكية وليس العراقية فإنها ستسقط سواء من خلال حجب الثقة عنها في البرلمان وإن تعذر ذلك فبألقوة.
ومن فشل في لبنان لن ينجح في العراق.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023