هل سيكون ترامب آخر رئيس للولايات المتحدة الامريكية!؟…بقلم محمد النوباني 

هل سيكون ترامب آخر رئيس للولايات المتحدة الامريكية!؟…بقلم محمد النوباني 

هناك حكمة دياليكتبكية معروفة تعلمناها منذ نعومة اظافرنا وهي ان الامبراطوريات الكبرى الظالمة لا تبقى متربعة على عرش العالم الى الابد فهي في مرحلة معينة تهبط وتصعد مكانها امبراطوريات اخرى ،تقول الحكمة “لو دامت لغيركم لما وصلت اليكم”،

ولكن لكل قاعدة استثناء ففي حالات معينة قد تنهار دول عظمى عادلة كما الاتحاد السوفياتي السابق نتيجة لسوء ادارة او بفعل مؤامرة دولية وهذا بحث آخر لا صلة له بموضوع هذه المقالة.

ويمكن لأي راغب بالاستزادة حول هذا الموضوع أن يعود لكتب ألتاريخ القديم والحديث والمعاصر ليرى بسهولة ان عملبة هبوط وصعود لم تتوقف منذ نشوء الدول فهناك دول سادت ثم بادت وهناك دول لم تكن تغيب الشمس عن املاكها الاستعمارية ثم تقلصت وتقهقر نفوذها وهكذا دواليك. وغني عن القول بان الامبراطورية الامريكية التي طغت وتجبرت وظلمت لن تشذ عن الدخوال في هذه الحركة الحتمية التاريخية فهي قامت على انقاض الهنود الحمر ومارست الظلم بحق الشعوب الأخرى كما انحازت لاغنيائها ضد فقرائها واصبح استمرار بقائها بنفس السياسات الظالمة التي تنتهجها معيقا ومعرقلا لمسيرة البشرية.

ولكي ندخل في صلب الموضوع الذي نحن بصدده فقد لاحظ الفيلسوف والمفكر وعالم اللغويات الأمريكي ناعوم تشومسكي في حديث مطول ادلى به مؤخرا لمحطة ( DlEM25 Tv) بأن خطابات ترامب تذكره بخطابات الزعيم النازي الالماني التي كان يستمع اليها عبر المذياع من دون أن يفهم كلماتها ولكنه كان يشعر بالتهديد الذي يتركه صداها وهو نفس الشعور الذي تتركه خطابات ترامب مع فارق ان الاخير لا توجد لديه الكثير من الاديولوجيا وبالتالي فهو بهذا المعنى ليس فاشيا لكنه بالتاكيد “معتل اجتماعي” ولا يهتم الا بنفسه ومن هنا يأتي مصدر خطورته على امريكا وعلى العالم. برمته

هذه ألخطورة عبر عنها ترامب عندما طلب بالأمس من ميليشياته المسلحة التي أخرجها الى شوارع بعض الولايات الامريكية ومنها ماتشيغان تحرير هذه الولايات من الديموقراطيين بألأضافة الى المطلب الذي في البداية وهو أعادة فتح الاقتصاد وانهاء الحجر ألمنزلي.

ولكي نفسر سبب هذا الانقلاب الترامبي على النظام “الديمقراطيية “الذي وصل بفضلها الى الحكم لا بد من الأشارة الى ان ترامب كان قبل جائحة كورونا يعتقد أن مسالة بقائه في البيت الابيض لفترة رئاسية ثانية مدتها اربع سنوات باتت محسومة ولا يستبعد انه كان يتطلع الى ما هو ابعد من ذلك أي البقاء في منصبه مدى الحياة ولسان حاله يقول رؤساء الصين ومصر وروسيا الذي سيبقون في مناصبهم مدى الحياة ليسوا بأفضل مني.

ولكن الامر الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن عدم أصغاء ترامب للتحذيرات المبكره التي وجهت اليه في وقت مبكر حول مخاطر انتشار كورونا على بلاده من المخابرات المركزية الامريكية وخبراء الصحة وإصراره على ان هذا الوباء هو انفلونزا عادية بسبب انشغاله في تحضير وتنفيذ عملية أغتيال قائد قوة القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني لمصلحة اسرائيل وأمور شخصية تجارية كانت هي السبب في اخفاقه في التصدي الناجح للوباء الامر الذي تسبب بمقتل ٣٥ الف امريكي حتى الآن وليس الصين و منظمة الصحة العالمية اللتين اتهمهما بالتقصير لصرف الانظار عن رعونته وتقصيره.

لا اريد ان استبق الاحداث ولكن دعوة ترامب لانصاره المسلحين لتحرير بعض الجمهوريات من الديموقراطيين هي دعوة صريحة للعنف والتصرف خارج القانون على الطريقة الفاشية في الحكم وقد يؤدي ذلك الى تشجيع بعض الولايات بالانفصال عن الاتحاد وبالتالي الى الدخول في منطق الحرب الاهلية كما حدث في الفترة الممتدة بين الاعوام (1861-1865) حينما قررت 11 ولاية جنوبية الانفصال عن الاتحاد وتم إخضاعها بالقوة.

وفي انتظار ماذا سيحدث فان الأوضاع في الولايات المتحدة والعالم ستكون مفتوحه على سيناريوهات ستة:

الاول :بقاء الوضع على حاله انتظارا لموعد الانتخابات الرئاسية القادمة لتحدد صناديق الاقتراع من هو الرئيس..

الثاني: أن يتم عزل ترامب من منصبه باية وسيلة كانت لأن بقائه في منصبه بات يشكل تهديدا للسلم المجتمعي في الولايات المتحدة الامريكية من ناحية ويعزز من خطر اندلاع حرب نووية مدمرة من ناحية ثانية كما لاحظ تشومسكي في المقابلة آنفة الذكر 

الثالث: ان تؤدي سياساته الى صعود اليمين الشعبوي الفاشي وسيطرته على مفاصل الحكم في الدولة الامريكية الأمر الذي سيؤدي الى كوارث داخلية وخارجية وكورونا لعبة صغيرة مقارنة معها 

الرابع: ان تؤدي سياساته الى تفكك الولايات المتحدة الامريكية وتشظيها الى ولايات متناثرة كما ادت سياسات جورباتشوف الى تفكك وانهيار الاتحاد السوفياتي السابق.

الخامس: أن تحدث حرب اهلية تكون شرارتها خروج بعض الولايات من الأتحاد. 

السادس: اندلاع حرب نووية حرارية لا تبقي ولا تذر.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023