وحدة المعركة والعُمق الاستراتيجي…بقلم: أحمد صوان

وحدة المعركة والعُمق الاستراتيجي…بقلم: أحمد صوان

لاشك في أن المباحثات التي احضنتها دمشق مع رئيسي أركان القوات المسلحة في العراق وإيران قد أسفرت عن قرارات ومخرجات ستجد مرتسماتها كوقائع على الأرض، وحقائق من أجل المضي بحزم وإصرار وإرادة في طريق أولوية مكافحة الإرهاب، ومن يدعم هؤلاء الإرهابيين من دول ضامنة للحرب الإرهابية المفروضة على سورية على امتداد كل سنوات ما بعد بدء هذه الحرب بأشكالها وأساليبها وخططها لأخذ سورية إلى مجهول وإلى فوضى دموية متوحشة ومتغولة.
أما وقد تعزز الانتصار، وتعمقت المواجهة ضد الإرهاب وداعميه، فالطبيعي تطوير ودفع مسارات التنسيق والتعاون والتشاور بين كل من إيران والعراق وسورية إلى ما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة والمنشودة في القضاء على الإرهاب واستئصاله بتحقيق النصر الكامل والناجز على أدواته وضامنيه من دول أرادت الاستثمار والاشتغال على توظيف الإرهاب للتلاعب بوحدة وسيادة سورية والعراق على حد سواء، وكذلك مناصبة إيران العداء باعتبارها الحليف الأساسي في مكافحة الإرهاب، والشريك الصديق والوفي للعراق وسورية في هذه المواجهة.
لاشك أن تحقيق ما يطلق عليه بالربط الجغرافي وفتح المعابر الحدودية يوفر كل المناخات الإيجابية والبنّاءة لتفعيل العمق الاستراتيجي بين هذه الدول، وذلك برفع وتائر الدعم التقني واللوجستي، ومجالات التنسيق العالي لتطهير كامل الجغرافيا السورية والعراقية من الإرهاب والإرهابيين، وبسط سيطرة الدولتين على كامل أراضيهما، وضمان أمن الحدود الذي بات يشكّل وحدة مترابطة لا تتجزأ مادامت المواجهة غير قابلة للتجزئة أيضاً.
إن الحصيلة التي جرى الحديث عنها في ختام المباحثات أكثر وأبعد من أن يتم حصرها برسائل سياسية أو إعلامية لأن اجتماع القيادات العسكرية لكل من سورية والعراق وإيران هو بالنتيجة في ضوء التطورات الراهنة غير عادي لأنه كما يؤكد السيد الرئيس بشار الأسد هو «لقاء للمبادئ التي تتميّز بها شعوبنا ونفخر بها وأهمها الكرامة وعزة النفس ويعبّر عن وحدة المعركة والخندق».

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023