وقاحة دعاوى دول الغرب ومنظماته على إيران…بقلم محمد الرّصافي المقداد

وقاحة دعاوى دول الغرب ومنظماته على إيران…بقلم محمد الرّصافي المقداد

المتابع للسياسة الخارجية الإيرانية، يراها مواكبة لأهداف النظام الإسلامي، ومتطابقة مع فكر قائد ثورته الإمام الخميني الذي يعتبر مجدّدا للدين في عصرنا الحديث، وباعث صحوة طلائع شعوبه، وخطواته التي بدأها أوّل مرّة، متوازنة من حيث كونها مستجيبة لقِيَمِ الإسلام العظيمة، في مقاومة الظلم والظالمين ورفض العدوان أيّا كان مأتاه، فمنذ سنة 1979 إلى اليوم، لم يسجّل العالم على إيران إعتداءً واحدا على جار من جيرانه، ولو على سبيل الخطأ، ولا صدر منه استفزاز، من شأنه أن يعطي انطباعا، بكونه مؤشّرٌ كاشفٌ عن نوايا النظام الإسلامي تجاه جيرانه، والعكس هو الذي حصل من الطّرف المقابل، فقد شُنّت عليه حرب عدوانية أرادت تصفيته، استمرت ثماني سنوات، لم يجني منها مقترفوها على كثرة عددهم – ومن نظر إليه بعين الإنصاف رآه عالميا- شيئا سوى الخسارة، ولعنة التاريخ لمن اشترك فيه، ومن حرّض عليه، وأعان على شنِّه، وساعد على استمراره طيلة تلك السنوات، بعدما خلّفت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وضياع جهود كبيرة، لو استثمرت في مواجهة العدوّ الصهيوني – ذلك العدوّ الحقيقي  واقعا- لأسهمت بشكل فعال في القضاء عليه، وإنهاء وجوده من على أرض فلسطين.

وبقدر ما اجتهدت إيران في بناء جبهة مقاومة للإستكبار والصهيونية، تنفيذا لمشروعها الكبير من أجل تحرير فلسطين والمنطقة من هاذين العائقين الكبيرين، اجتهد أعداؤها – الصهيونية والاستكبار وعملاؤهما – في تشويه صورتها والتشكيك في أهدافها، فقد استطاعت الوهابية التكفيرية، بما ملكته من امكانيات مادّية ضخمة، من مغالطة عقول من صدّقهم من عامة النّاس، بأن ايران هي العدوّ الأخطر على الأمّة، ولا يزال هذا التشويه الخبيث سائدا، لدى من وقع تحت تأثير تلك الدعايات المغرضة .

حملات دعائية متواصلة لم تهدأ يوما، إلا لتجمع ما لديها من بهتان جديد يستهدف إيران، استغلالا لأبسط القضايا المتعلّقة بها، ففيما مضت دول عربية نحو الغاء حكم الإعدام كقصاص لمن ادين بقتل نفس بشرية دون وجه حق، استجابة لرغبات دول تريد أن نتخلى عن حكم شرعيّ اراده الله رادعا لجرائم القتل، بقيت ايران ملتزمة بحكم القصاص الالهي العادل لمن تعمّد قتل نفس بشرية دون وجه حق، وكان موقع الحُرّة قنّاص كل شاردة وواردة عن إيران، سبّاقا لنشر كل ما يعتقده مسيئا لها، ولو بنحو من الإحتمال الضعيف، وقد نقل الموقع أنّ السلطات الإيرانية أعدمت فجر الأربعاء، رجلا محكوما بتهمة القتل عندما كان في سن 17 عاما حين اعتقل، وفق ما ذكر مصدر قضائي، وذلك رغم دعوات منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، بينها منظمة العفو الدولية لوقف تنفيذ الحكم.

ونفذ حكم الإعدام بآرمان عبد العالي (25 عاما) في سجن رجائي شهر قرب طهران، بموجب “قانون القصاص” (الإسلامي)، الذي كانت تطالب به عائلة الضحية، كما أفاد موقع السلطة القضائية “ميزان أونلاين”، ونقلت عنه فرانس برس. وحكم على الرجل مجددا بالإعدام عام 2020 في محاكمة جديدة، لأن المحكمة اعتبرت أن الشاب كان مسؤولا عن أفعاله في غياب أدلة تثبت العكس، وفق منظمة العفو الدولية.(1)

ولم يتأخر اصطفاف المواقع الخليجية وراء ما اعتبرته غضبا وصدمة دولية، من تنفيذ السلطات الإيرانية حكم الاعدام بحق الشاب الإيراني القاتل، الذي ارتكب جريمته قبل بلوغه السن القانونية، فقد أدلى موقع العين بدلوه في الحادثة، ناقلا احتجاجات الخارجية البريطانية والفرنسية، فيما أصدرت منظمات حقوق إنسان والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي بيانات، تتهم إيران بخرق التزاماتها الدولية عبر إعدام الشاب، الذي ارتكب جريمته وهو دون السن القانونية 18 عاما، مطالبين إيران بالكفّ عن تنفيذ أحكام الإعدام بحق الذين تراهم قُصّرا، بينما يعتبرهم القضاء الإيراني حسب القانون الإسلامي بالغين مكلّفين، لا تسقط جرائمهم ولا الأحكام الصادرة بحقّهم.(2)

الغرب يدرك جيّدا – ومشرّعوه على قناعة تامة – بأن أنجع طريقة للحدّ من ظاهرة القتل العمد المنتشرة بين مجتمعاته، هي إصدار أحكام القصاص العادل بحق مرتكبيها، كما نص عليها القانون الإسلامي، ففي القصاص كما قال تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب )(3) لكنها بسبب انحراف اعضاء المنظمات الحقيقية الدولية، ومعاداتهم للأحكام والتشريعات الإسلامية، ترفضها جملة وتفصلا، وتذهب بمجاميعها اللائكية إلى إلغاء أحكام الإعدام، وباذلة جهودها في تشجيع الدّول العربية والاسلامية على ذلك، هو محاربة لأحكام الإسلام، وعمل لئيم لإبطالها باختلاق الأعذار المبررات الواهية، تحت عنوان الدفاع عن حقوق الإنسان، المُتمثّلة في الشذوذ والإنحراف الفكري والعقائدي والسلوكي.

الحرب المستعرة على إيران أخذت اشكالا متعددة، اقتصادية وسياسية ودينية بدعايات مغرضة، هدفها تشويهها وتنفير النّاس منها، ولقائل أن يقول: هل نجحت تلك الحملات في التأثير عليها داخليا، كما نجحت جزئيا في تقديمها، لمن تأثر بدعاية أعدائها مشوّهة؟ حملات التشويه والدعاية بحق إيران ستسقطها حقيقتها، وستفنّدها جهودها الصّادقة التي بذلتها، ولا تزال من أجل انجاح قضايا ومشاريع الأمة الإسلامية، وهي في مساعيها الخيّرة لا تنتظر جزاء ولا شكورا من أحد، سوى هذا الخالق الذي اختارها للإعلاء راية دينه، أحبّ من أحبّ وكره من كره.

المراجع

1 – رجل أوقف بسن 17 عاما بتهمة القتل

https://www.alhurra.com/iran/2021/11/24/

2 – صرخة دولية في وجه انتهاكات إيران والسبب إعدام هذا الشاب

https://al-ain.com/article/world-iran-execute-young-man

3 – سورة البقرة الآية 179

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023