“ليبيا الدسمة”..أين زعماؤنا؟…بقلم حازم العواضى

الهدوء الذي بدأت ملامحه تتشكل في سوريا يقابله تصاعد التوتر في “ليبيا الدسمة” كما تسميها الصحافة الغربية، تحدث الكثيرون عن محاولة نقل المعارك الجيوسياسية الواضحة الاصطفافات من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا، الهدف تقسيم ليبيا فعليا و اللعب أعمق في استقرار بلدان الجوار تونس و الجزائر، هنا نشير إلى تغير جغرافيا القتال مع المحافظة على نفس الأدوات التي تجيد صناعة العراقيل و التوتر و نسف أي محاولة للحلول السلمية و بالنظر إلى عمق الصراع في ظل الحالة الدولية الراهنة، نقول في ظاهر الأشياء تركيا ومن معها على طرفي النقيض من مصر ومن معها …ولو فكرنا من خارج الصندوق وجمعنا كل الأجزاء المبعثرة …الصراع الدولي للسيطرة على موارد الطاقة والتسابق لزعامة العالم بين القوى العظمى الصين -أمريكا ..ثم فهم الدور الجيوسياسي التي تقوم به تركيا لصالح أمريكا في المنطقة وعضويتها في الحلف الأطلسي إضافة إلى الاسترخاء المصري للنفوذ الأمريكي وخندق المقايضات التى ألقت فيه سيادتها هي ودول الخليج، والبحث عن مادة الجرمانيوم والفاديوم والتربة الفريدة terre rare…التي يفترض وجودها بكثرة في بلدان الشمس وصحراء شمال افريقيا حيث تمسك الصين بمقود تصدير هذه المواد لشركات التكنولوجيا الرفيعة haute technologie، أظن لا يبقى لنا إلا أن نستنتج أن لا السراج ولا حفتر يمثلان السيادة الليبية، فالمزايدات وتنزيه شق عن آخر لا معنى صادق له … فهم آخر صندوق للأدوات صراع الهيمنة والنفوذ وفرض النموذج الحكم في الدول التوتر أو كما سماهم دونالد ترامب دول shithole countries .

أمريكا تحرك كل أدواتها لمنع أي فراغ تستطيع الصين الولوج منه لتعزيز نفوذها خاصة وقارة أفريقيا أصبحت قبلة المستثمرين والناهبين على حد السواء، المعركة الجيوسياسية تتطلب النفس الطويل والدراية السياسية وقوة الإستشراف الاستراتيجي المبني عن مشروعك الخاص ..وهنا مربط الفرس، هل لنا نحن دول المنطقة مشروعا خاصا بنا نقيم على أساسه خياراتنا وحتى اصطفافاتنا؟

التساؤل موجه لزعماء العرب أين أنتم ؟ الثروات تنهب والأوطان تسرق والشعوب تستغيث …

في بلدان الشرق الأوسط تحاول أمريكا جاهدة تأليب الفقراء والمهمشين ضد التيارات المقاومة للهيمنة المفروضة بالسلاح والتواجد العسكري وتصوير المقاومة على أنها السبب في الأوضاع الاقتصادية المتردية والفساد السياسي المحيط بالحكومات وعرقلة الاستثمارات الخارجية ووضع التنفس الاقتصادي في كفة والمقاومة وبيئتها في كفة أخرى، هذا كان كلام الكاوبوي الأمريكي بامبيو مع السياسيين في لبنان .

الحملات المسعورة عبر منصات التواصل الاجتماعي وتجييش المفردات والمصطلحات المستفزة لتناغم المجتمعي بين شعوب المنطقة تستغله القوى المعادية لإيجاد دعم من بعض الجهات لاستهداف مباشر للقوى الوطنية يقابله صمت في جوفه رضا، الحشد الشعبي في العراق مثالا واضحا حيث تم استهدافه مرات عدة من قبل القوات الأمريكية الرابضة هناك ثم نسمع بعض القنوات التلفزية العراقية تستحسن الحدث وتبرره.

النار تستعر والمنطقة فوق براميل من المتفجرات وحروب التحدي ستفتح على مصراعيها بصيص الأمل موجود في كلمات… في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها أمتنا الإلتفاف الجماهيري حول المقاومة هو خيارنا الاستراتيجي وكل الحراك الشعبي داخلي نقيمه على الأساس التالي …الحراك الذي لا يلتحق بالمقاومة هو حراك مشبوه أو مشوه خراجه لغيرنا وسيكون رافعة لاعداءنا يحوله سكينا حادا على رقابنا متى شاء .

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023