بات واضحاً للعيان أن مرحلة مواجهة الأصلاء، أي «إسرائيل» وأمريكا ومن لفّ لفهم من حلفائهم من العربان بدأت بعد هزائم الوكلاء الإرهابيين ونحن على يقين بأن مصير الأصلاء مهما تغطرسوا سيكون بلا ريب مصير الوكلاء نفسه.
نعم، جميلة هي لحظات الفرح وقدسية الانتصارات التي يحققها بواسلنا في كل الميادين، ففي الأمس القريب كان تحرير دير الزور من الإرهاب، وقبلها حلب وقلعتها الشامخة، واليوم الغوطتان وبساتينهما الغناء، وغداً إلى الجنوب.. نعم إنها الحرب، وستكون «إسرائيل» التي سعت إليها، وتآمرت من أجلها، ووظفت القوة الأمريكية والمال الخليجي في خدمة مخططاتها، الخاسر الأكبر ومعها كل الذين يقرعون طبول الحرب من عربان الخليج.
لاشك في أن الوجود الأمريكي المباشر في منطقة التنف ما هو إلا لحماية آخر ما تبقى لها من أدوات، وأيضاً آخر ما تبقى لها من فلول «داعش» الهاربين من ضربات جيشنا الباسل، يضاف إلى ذلك العامل الإسرائيلي الذي يبرز اليوم أكثر سفوراً بعد أن تلطى سنين خلف الوكلاء.
وما نية واشنطن من نشر ما يسمى «قوات عربية» إلا فخ للعرب وللمنطقة عموماً، يريد الأمريكيون من ذلك أن ينسحبوا من الصراع الذي أشعلوه بأيديهم وإلقاء المسؤولية على جيوش وإدارات سياسية عربية تعمل بالوكالة ومتنازعة فيما بينها وهي غير قادرة على التفاهم في أراضيها وداخل النظم التي تحكمها، ولكن ما وراء ادعاء واشنطن «بالحرب» على «داعش» هو سعيها لإشعال حرب عربية- إيرانية لخدمة مخططاتها.
بات واضحاً أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة مواجهة مع الأصلاء، ولكن المؤكد أننا مصممون على استعادة حدودنا وبسط سيطرتنا الكاملة على كل أراضينا وقد خبرنا نيات الأعداء وخبروا عزمنا وقدرتنا على التصدي، ونحن نجيد اختيار الزمن والمكان وأدوات تحقيق النصر.
باختصار: إن شعبنا يجيد ويتقن أبناؤه صناعة الشهادة، كما يجيدون صناعة الحياة، ويتسابقون لنيل شرف الشهادة وعناق تراب الوطن، وسوف يكون لنا النصر في آخر المطاف مهما امتلك الأعداء، الأصلاء والوكلاء ومن يدور في فلكهم، من آلات دمار وماكينات إعلامية وفبركات تلفيقية فلن يكون مآل أي غازٍ إلا الهزيمة أمام إرادة المقاومين المدافعين عن قدسية أوطانهم وشرف كرامتهم، وستظل سورية الفعل والإرادة والرقم الصعب، وسوف تُسقِط كل محاولات النيل من مواقفها القومية ووجودنا وكرامتنا.

 تشرين