أحلام أردوغان المريضة!…بقلم: د. تركي صقر

أحلام أردوغان المريضة!…بقلم: د. تركي صقر

منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية التي ساهم بالقسط الأكبر من فظائعها ما انفك رئيس النظام التركي رجب أردوغان يطبل ويزمر لإقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» فهو لم يكتف بما سفك من دماء السوريين والمتاجرة بعذابات نزوحهم وفواجع لجوئهم وما سرق من نفطهم وقمحهم ومصانعهم وآثارهم وما دمر من ممتلكاتهم بل راح يحاول تحقيق أحلامه المريضة باختلاس أرضهم واغتصاب ترابهم الوطني تحت مسمى إقامة «منطقة آمنة» في الشمال يزعم تارة أنها لدرء خطر «داعش» وهو الذي احتضنه ودعمه ويزعم تارة أخرى مزاعم هذيانية من مثل زعم أنه لإسكان اللاجئين وملء الفراغ الذي سيتركه انسحاب القوات الأمريكية من شمال الفرات إذا صدق ترامب في تنفيذ الانسحاب.
لقد كانت أحلام أردوغان المريضة في بداية الحرب العدوانية على سورية أكبر بكثير من إقامة «منطقة آمنة» في الشمال السوري فكانت أوهامه توحي له بإمكانية وضع اليد على سورية كلها ولذلك قاده خياله الأرعن المهزوز إلى إطلاق حماقات عجيبة لكن عندما حطم الجيش العربي السوري جنون العظمة الأردوغاني هذا وخاصة بعد تحرير حلب ومعظم الأراضي السورية عاد ليطالب «بمنطقة آمنة» وسط مناورات ومراوغات كثيرة في أستانا وسوتشي لاقت رفضاً قاطعاً من الجانبين الروسي والإيراني فانتقل يستجدي سيده في البيت الأبيض ليعطيه كلمة السر ويقدم له الغطاء اللازم لإقامة «المنطقة الآمنة».
يبدو أن رحلة أحلام أردوغان المريضة والطويلة بإقامة «منطقة آمنة» قد باءت بالفشل فلا ترامب أعطاه الغطاء حتى الآن واكتفى بالضحك عليه حين قال له «سورية لك» إثر إعلانه الكاذب والمخادع عن سحب قواته ولا روسيا أو إيران قبلتا من قريب أو بعيد بهذه الفكرة مستحيلة التطبيق وعرضت عليه موسكو بديلاً معقولاً قابلاً للتنفيذ ألا وهو اتفاقية أضنة الموقعة عام 1998 التي ناور لتعديلها من دون جدوى فوصل أخيراً إلى الإعلان أنه سيقيم «المنطقة الآمنة» بمفرده ما يعني الإفلاس والفشل الذريع.
tu.saqr@gmail.com

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023