إرتباك في القيادة الاسرائيلية ورسائل الاعتذار لا تجدي…وقرار الانتقام بيد السيّد

إرتباك في القيادة الاسرائيلية ورسائل الاعتذار  لا تجدي…وقرار الانتقام بيد السيّد

حزب الله يغلق دائرة الرعب على اسرائيل، والشواهد على ذلك كثيرة وواضحة، وآخرها، المؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، بعد اجتماع طارىء في مبنى وزارة الحرب الاسرائيلية بتل أبيب، هذا المؤتمر يؤكد حالة الارتباك التي تعيشها القيادة الاسرائيلية.
عندما أعلنت اسرائيل عن حدث أمني في الجبهة الشمالية، كانت تحارب نفسها، اعلان نابع من الهاجس المسيطر على قيادة تدرك في قرارة نفسها أنها أعجز من أن تشن حربا على المقاومة، وتخشى من رد فعل حزب الله، على جريمة استشهاد أحد مقاتليه في سوريا علي كامل محسن… وما يرعبها أنها لا تعلم كيف وأين ومتى سيكون هذا الرد.
حالة الاستنفار العالية في صفوف الجيش الاسرائيلي وأجهزة تل أبيب الأمنية، يكشف حجم الرعب الذي يعيشه الكيان والقلق الذي يلف قيادة لم تفارق مفترق الخوف.. ومحاولة اختراع الانتصارات الوهمية باءت بالفشل الذريع الذي أدركته العديد من الجهات والعواصم.
واستنادا الى مصادر عليمة فان اسرائيل تستخدم كل القنوات طمعا في التهدئة، ولم تعد اتصالات القيادة الاسرائيلية تقتصر على الرسائل السرية من تحت الطاولة، فهذه القيادة تعيش هذه الفترة تحت ضغط شديد، فلجأت الى عقد المؤتمرات واعلان حالة الاستنفار وتحريك محطات الباتريوت الى الجبهة الشمالية، وتجنيد الابواق الاعلامية، لعلها تردع حزب الله، الذي أعلن صراحة بأن الرد على العدوان قادم.
حاولت اسرائيل تجنيد كل أصدقائها بمن فيهم الروس لتمرير رسائل لحزب الله مفادها أن تل أبيب لا ترغب في كسر قواعد الاشتباك، وانها متمسكة بالحفاظ على الهدوء القائم على الحدود الشمالية وأن لا يصل التوتر الى حد الاشتعال والانفجار.
لقد كشف رد حزب الله على أقوال القيادة الاسرائيلية وتصريحات رئيسها ونائبه، أكاذيب هذه القيادة، ورفض الحزب اغلاق الملف بدون الانتقام ومعاقبة تل أبيب على كسرها لقواعد الاشتباك.
وتفيد تقارير حيادية أن بيني غانتس وزير الدفاع الاسرائيلي هو أكثر الاشخاص ادراكا بعدم جهوزية الجيش للدخول في التحام مع مقاتلي حزب الله، وبشكل أدق عدم جهوزية العمق الاسرائيلي لمواجهة وابل من الصواريخ تدرك المواقع الاسرائيلية التي يحتويها بنك الاهداف لدى حزب الله، هذه الصواريخ التي لا تعرف اسرائيل حتى الان مداها ودقتها.
بيني غانتس، الذي تولى دورا مهما خلال رئاسته لهيئة الاركان لاعادة تأهيل وحدات الجيش وتحقيق جهوزيتها القتالية لمواجهة حزب الله، يعلم حيدا أن هذا الحال ويضاف اليه ما تعانيه اسرائيل من وضع اقتصادي صعب وانتشار جائحة كورونا، والخلافات السياسية بين الاحزاب داخل الائتلاف أن الجيش ليس جاهزا للانزلاق نحو ميدان المواجهة مع المقاومة في لبنان.
وبالنسبة للمؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه نتنياهو وغانتس، فانه فتح بابا جديدا لتوجيه الانتقادات من جانب خبراء وضباط سابقين وقيادات سياسية، حيث أجمعوا على أن خروجهما الى مؤتمر صحفي هو دليل ارتباك، ومحاولة للحيلولة دون انزلاق اضطراري نحو مواجهة عسكرية مع حزب الله.
هذا التطور على الجبهة الشمالية، لا يعني أن اسرائيل أعادت التهدئة الى هذه الجبهة، وانما رسخت موقف المقاومة وجدية تهديدها بالانتقام، وسيبقى هاجس الخوف مسيطرا على اسرائيل وقيادتها.. حيث من المتوقع أن تندلع المواجهة بين حزب الله واسرائيل في كل لحظة، فالشهية العدوانية لاسرائيل كبيرة وهي لن تتوقف عن جرائمها واعتداءاتها، والمواجهة مفتوحة مع ايران في أكثر من ساحة قائمة وموجودة، وحزب الله عضو في محور المقاومة وله دور كبير في التصدي لكل الترتيبات والمخططات الاسرائيلية الامريكية.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023