إستقالة حسان ذياب هزيمة لمحور بأكمله حتى يثبت العكس؟!.. بقلم محمد النوباني

إستقالة حسان ذياب هزيمة لمحور بأكمله حتى يثبت العكس؟!.. بقلم محمد النوباني

بداية يجب ان نعترف ان استقالة حسان ذياب هي دليل على ان منظومة الفساد في لبنان هي اقوى من الدولة وتسيطر على مفاصلها كما قال رئيس الوزراء اللبناني المستقيل حسان ذياب في خطاب الاستقالة.المتلفز الذي ألقاه مساء امس.
وبهذا المعنى فإن الاستقالة ليست هزيمة شخصية له فحسب بل هي هزيمة لقوى محور المقاومة ولكل شرفاء لبنان وبالتالي في المنطقة وانتصار للمحور الصهيو-امريكي-الرجعي العربي في لبنان والمنطقة والعالم حتى يثبت العكس.
وهنا فإنني لا ازاود على احد ولكنني أضع النقاط على الحروف لأن ما قاله نائب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي لفضائية الميادبن على برنامج المسائية الاخباري مساء امس من ان المكون السني في لبنان يريد عودة سعد الحريري رئيساً للوزراء وبأن الحريري سيعود شاء من شاء وأبى من أبى يشي بان هناك توافق دولي وإقليمي ولبناني على عودة هذا الفاسد الى الحكم ليتسنى للفاسدين إفشال عمل لجنة التحقيق في حادثة المرفأ قبل أن تبدأ عملها.ولتشريع الفساد ونهب المال العام وحماية منظومة الفساد بقوة الدولة
وغني عن القول في هذا المجال ان لا احد يستطيع القول بان هذا النهج يخدم قوى التقدم والتحرر في لبنان.
فألعنف الرجعي بحاجة الى عنف ثوري لمواجهته وألحاق الهزيمة به وليس إصلاحات وتسويات ترسخ وجوده وتضعف من إمكانية مواجهته مستقبلاً .
فالحديث يدور ليس قديسين بل عن مصاصي دماء وناهبي مال عام ومستعدين للمشاركة في قتل شعبهم كما حصل في كارثة المرفأ وأي تساهل معهم سيؤدي فقط الى المزيد من التغول والوقاحة واحكام السيطرة عل مفاصل الدولة كما قال حسان ذياب في خطاب الاستقالة..
صحيح ان وضع قوى المقاومة اللبنانية معقد وجبهة الاعداء واسعة جداً ولكن الركون لموقف مخادع من ماكرون والوعد لا رصيد له من ترامب بانه سوف يعقد اتفاقاً فورياً مع ايران في حال فوزه في إنتخابات الثالث من تشرين ثاني نوفمبر القادم فهذه سذاجة عربية تذكرني بسذاجة العرب الذين صدقوا وعود بريطانيا عبر رجل نهاباتها الشهير لورنس العرب بانها سوف تعطيهم دولاُ متحررة ومستقلة في حال مساندتها في الحرب العالمية الأولى ضد الامبراطورية العثمانية،فصاروا وحصدوا سايكس بيكو.
عود على بدء فإن استقالة حسان ذياب نزلت برداُ وسلاماً اسرائيل وفهمت في تل أبيب على انها تعبير عن وهن وضعف أصاب حزب الله في جبهته الداخلية ولذلك فقد قررت فور تلاوة بيان الاستقالة تخفيف الإجراءات التي اتخذتها على الحدود مع لبنان وسوريا إعتقاداً منها أن التطورات التي جرت في لبنان لن تسمح لحزب الله بالرد على إستشهاد عنصره في سوريا في غارة إسرائيلية على مطار دمشق..
في الختام لقد مللنا وجوه الفاسدين وسدنة وخدم الاستعمار والصهيونية في لبنان و الوطن العربي ونحن بحاجة الى ثورات جماهيرية تكنسهم جميعاً لا الى إصلاحات تبقيهم في السلطة ليعيدوا إنتاج فسادهم وطغيانهم.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023