التسفير الى بؤر التوتر: 9 تونسيين مسؤولون عن ترحيل المتطرفين إلى مناطق الصراع في العراق وسوريا

أجرى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الأمريكي دراسة حول الجهاديين التونسيين في مناطق الصراع في سوريا والعراق، الذين “جرى تسهيل انتقالهم عبر الأراضي التركية من خلال 5 محطات في مدن تركية مختلفة، يديرها 9 تونسيين: أبو عمر التونسي، أبو عبيدة التونسي، أبو محمد التونسي، أبو العباس أو التونسي، أبو سعيد التونسي، أبو بشير التونسي، أبو زيد التونسي، أبو حمزة التونسي، أبو دجانة التونسي”.

وقد أبرزت الدراسة الكثير من التفاصيل الهامة حول أعداد وأسباب الانخراط الجهادي التونسي في الخارج، أهمها ما يلي:

أولًا: الشبكات اللوجستية التونسية التاريخية في العراق وفرت روابط سهلة للانطلاق نحو الجهاد في سوريا.

ثانيًا: مجموعة “أنصار الشريعة” في تونس ساعدت في إقناع تونسيين كثر بتبني نهج الجهاد الأجنبي في الخارج.

ثالثًا: الحكومة التونسية لم تسع بشكل استباقي إلى منع الأفراد من السفر للقتال في الخارج حتى عام 2014.

رابعًا: عدد التونسيين الذين انخرطوا في مناطق الصراع في سوريا والعراق كان أقل مما افترضه المراقبون (يصل العدد إلى 2900 مقاتل، وليس 6000 كما افترضت العديد من التقارير السابقة). هنالك حوالي 3 آلاف تونسي جرى تعبئتهم من أجل الجهاد في الخارج، لكنهم لم يصلوا إلى مناطق النزاع.

خامسًا: إن التعبئة للجهاد في الخارج كانت ظاهرة عامة في تونس، ولم تكن مقتصرة على مدينة أو منطقة معينة.

سادسًا: برغم أن المقاتلين التونسيين انضموا في البداية إلى جبهة النصرة، لكن غالبيتهم انتهوا إلى القتال داخل صفوف تنظيم الدولة الإسلامية بمجرد الإعلان عن وجودها في سوريا في افريل 2013.

سابعًا: من بين الدوافع الكثيرة التي دفعت بالتونسيين إلى السفر إلى العراق وسوريا: الإيثار، ومكافحة الاستعمار، وخيبة الأمل من السياسة التونسية ما بعد الثورة، والسعي وراء الفرص الاقتصادية، وإنشاء الخلافة، والمآسي الشخصية، والتطرف في السجون، والانتكاسة الشخصية، والرغبة في الفداء، والإحساس بالفراغ الديني، وكذلك الطائفية.

ثامنًا: لعبت النساء التونسيات دورًا هامًا في تطوير لواء الخنساء، وهي مجموعة قتال نسوية تابعة لتنظيم داعش.

تاسعًا: كان التونسيون من الرجال والنساء على حد سواء بارزين في إدارة الخلافة في تنظيم الدولة الإسلامية وكذلك جبهة النصرة.

عاشرًا: وفقًا لجمعية إنقاذ التونسيين المحاصرين في الخارج، عاد 970 تونسيًا إلى ديارهم من العراق وسوريا.

حادي عشر: لقي 552 تونسيًا جهاديًا حتفهم في سوريا والعراق، بينما توجه 1378 إلى مناطق الصراع في ليبيا ما بين 2014 و2016.

ثاني عشر: إن مستقبل الحركة الجهادية التونسية يتركز الآن في سجون البلاد.

ثالث عشر: تفيد البيانات الموثقة أن الجهاديين التونسيين استخدموا الأراضي التركية للوصول إلى سوريا. وبحسب الوثائق التابعة لداعش، فإن الجانب التركي احتوى على 5 محطات عبور للتونسيين وغيرهم من المقاتلين الأجانب؛ في أنقرة وكيليس وأورفة وعنتاب وريهانلي وأوفرا. وتفيد المعلومات كذلك أن 9 تونسيين عملوا في مجال تسهيل عبور الجهاديين من على الأراضي التركية. علاوة على ذلك، استخدم العائدون التونسيون الأراضي التركية للوصول إلى المغرب ثم إلى تونس.

رابع عشر: وجدت الدراسة أن التونسيات الجهاديات شاركن بشكل نشط في إدارة الخلافة وعمليات التجنيد في العراق وسوريا. الغالبية من تلك النساء ذهبن إلى مناطق النزاع برفقة أزواجهن، رغبة بـ”العيش في ظل دولة تطبيق المبادئ الإسلامية”. من بين هذه النساء “أم فطيمة”، و”أم براء التونسي”، و”أم ريان”، وكذلك “أسماء بن سالم”. وبحسب الدراسة، ليس هنالك أي دليل ملموس على أن التونسيات شاركن في “إراحة” المقاتلين جنسيًا، أو ما يعرف باسم “جهاد النكاح”. ومن الجدير ذكره أن محاولات النساء لتجنيد الجهاديين لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة؛ فقد ألقت الأجهزة الأمنية التونسية في مايو/أيار 2018 على نساء يستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تجنيد عناصر إرهابية في الخارج.

كيو بوست 

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023