التطبيع مع الصهيونية تطبيع مع العنصرية المتوحشة

التطبيع مع الصهيونية تطبيع مع العنصرية المتوحشة

بقلم: صلاح الداودي |

انها عبودية الاستسلام مضافة إلى توحش العنصرية الصهيونية. نعم يشجع التطبيع على العنصرية الصهيونية تماما كما يشجع على الارهاب الصهيوني. أولا لأنه ينحاز لكيان يصنفه العالم كله عدا رعاته ووكلاءه على انه كيان عنصري. وثانيا لأنه يساعد على افلات أكبر آلة إرهاب في العالم من العقاب الأممي، حتى إذا كان هذا العقاب المفترض مجرد سراب. وثالثا لأن العدو يحصد حصانة جديدة من كيانات جديدة، حتى دون أن تعلن ذلك، فهو يزايد بها بجرها تحت أقدامه على انه يستحق الصداقة والشراكة والتحالف والمسالمة والأنسنة والاعتراف. 

 

ها قد صوتت كل من واشنطن وتل أبيب ضد ميزانية الأمم المتحدة لعام 2021 التي تحظى سنويا بالإجماع. قالت المندوبة الأمريكية الدائمة كيلي كرافت إن تصويت بلادها ضد الميزانية “يوضح تمسكها بمبادئها ودفاعها عن الصواب” على حد قولها. وقالت انها لا تقبل أبدا “التصويت بالإجماع من أجل الإجماع فحسب” حسب زعمها. وأوضحت أن واشنطن “اعترضت على قرار الميزانية بسبب تخصيص جزء منها لتمويل اجتماع خاص بمناسبة الذكرى الـ20 للمؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية الذي يعقد في ديربان في جنوب إفريقيا عام 2001”.

 

ومثلها تماما وصف مندوب كيان العدو الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جلعاد إردان، وصف تصويت واشنطن ضد ميزانية الأمم المتحدة “بالخطوة النادرة”. وأضاف في رسالة وزعها على الصحافيين: إن تصويت واشنطن جاء ردا على تحيز الأمم المتحدة المستمر ضد “إسرائيل” وعزمها على تخصيص الأموال لحدث يحتفي بمناسبة الذكرى الـ20 لمؤتمر ديربان لمكافحة العنصرية”. وأردف: “نعلم جميعا أن هذه الأموال لن تستخدم لدعم حقوق الإنسان ولكن لنشر المزيد من معاداة السامية والكراهية تجاه “إسرائيل”.

 

يقع ذاك والعالم لم ينس انكارهما لمجلس حقوق الإنسان في حد ذاته في عصر المندوبة الأمريكية المتصهينة نيكي هايلي القريب ودون أن نتحدث عن اليونسكو والاونروا وغيرهما وجميع القرارات الأممية ذات العلاقة بفلسطين وارضها وانسانها ومقدساتها. ويقع ذلك ضد إدانة مؤتمر ديربان للاحتلال واعتباره يمارس نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين في أرضهم المحتلة منذ عام 1967. هذا دون أن نتحدث عن احتلال 48 وما قبلها.

 

وبالمناسبة، وهذا هو هدفنا من هذا المقال، نستطيع أن نستشرف منذ الآن ان كل ما سوف يقدم علبه العدو، إذا نجح، من ضم سوف يكون تعزيزا للعنصرية وما سوف يرتكبه من قضم سوف يكون تعميقا للعنصرية وما سوف يقترفه من جرائم هدم واستيلاء على الارض وتجريف المقدسات ونهب الثروات وتقطيع الجغرافيا وتمزيق البيئة وتهجير الإنسان وتخريب العمران والآثار والتاريخ في المدن والقرى وعلى الحدود العربية برا وبحرا وجوا… كل ذلك سيكون جرائم فصل إنساني وفصل طبيعي وفصل جغرافي وفصل اقتصادي وفصل حياتي وحيوي بكل المقاييس وكل المعاني والابعاد. وهذا مربط التوحش العنصر أو تفافم العنصرية المتوحشة الصهيونية التي تتقدم الآن تحت راية التطبيع وتحت يافطة الاندماج الإقليمي مع العدو وتحت غطاء موالاة الاحتلال الآخذ في التوسع في عموم المنطقة. والذي لا يسقط إلا بالمقاومة في ارهابه وفي عنصريته وفي احتلاله قبل وبعد كل شيء.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023