“الثعلب الأحمر”…بقلم عارف العلي

“الثعلب الأحمر”…بقلم عارف العلي

زيارات متتالية ومتتابعة لسمسار «صفقة القرن» غاريد كوشنر للنفخ تحت نار «طبخة القرن» كلما بردت ليعاد تسخينها حتى تنضج ولا تفسد.. كوشنر الذي يطلق عليه عارفوه «الثعلب الأحمر»، لأنه مخادع ومراوغ ويتميز بدهاء ويعد رمزاً للمكر والخبث والشر، لصفاته المركبة هذه عقد ترامب لابنته «إيفانكا» عليه، وأوكل له مهمة إدارة حملته الانتخابية وأعطاه كلمة السر لدفتر حساباته.. وسماه مهندس صفقاته الصعبة وأطلق يده لإتمام «صفقة القرن».
جولات الثعلب الأحمر إلى المنطقة تهدف إلى تحقيق بعض الفقاعات في الشق الاقتصادي.. وحتى السياسي لإنقاذ سيده ترامب وسليل نسبه نتنياهو المقبلين على الانتخابات القادمة.
واشنطن تعوّل على الكرم الطائي من بعض الدول العربية التي لم تخذلها الذي لم يخذلها يوماً لتمويل ما أطلق عليه «الازدهار» و«السلام الاقتصادي» بعد أن تحول التطبيع مؤخراً من تحت الطاولة إلى فوقها من قبل بعض المشيخات، وهذا مهر مجاني للكيان الصهيوني وتسويقه بل ومحاولة دمجه في محيطه تحت ذرائع وحجج مايسمى (الخطر الإيراني).
من المؤسف أن الإدارة الأمريكية وأزلامها عندهم كل شيء يباع وللبيع، وله ثمن، ولا فرق عندهم إن كان تاريخاً أو جغرافيا أو عرضاً أو مقدسات أو حتى وطناً.. وهذا لأن أمريكا قامت على جماجم الهنود الحمر، وكذلك «إسرائيل» قامت على حساب الفلسطينيين.. لا أحد ينكر أهمية هذه الإغراءات المادية وحاجة الفلسطينيين لهذه الخدمات التي حرموا منها بسبب الاحتلال لكن صناع القرار الصهيو-أمريكي يجهلون أو يتجاهلون فيزيولوجيا الشعب الفلسطيني وتمسكه بقضية وطنه وإصراره على تقديم القرابين حتى الشهادة أو النصر.. نحن نفهم ما يقوم به كوشنر ومعلمه ترامب، وظنهما بأن المسألة مادية، وكل شيء يباع وله ثمن، لأنهم تجار، وقد لمس الثعلب الأحمر من بعض المشيخات القبول والرضا والتي كانت فيما سبق تطبع مع «إسرائيل» بالسر، بينما اليوم رفع الغطاء وسقط القناع وذهب ماء وجههم وأصبح التطبيع فوق الطاولة بل وبحضور وسائل إعلام العدو الصهيوني.. بل اللافت والمخزي أن بعض المشيخات تعتذر وتؤجل وتخجل من استقبال الفلسطينيين، بينما تجاهر وتفاخر بلقاء أي صهيوني.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023