الحرس الثوري الإيراني الذي وضعه ترامب على “لائحة الأرهاب”

الحرس الثوري الإيراني الذي وضعه ترامب على “لائحة الأرهاب”

يعتبر الحرس الثوري الإيراني أو “حرس الثورة الإسلامية” (سپاه پاسداران انقلاب اسلامی) فرعا من فروع القوات المسلحة الإيرانية التي تأسست في 22 أفريل 1979 بأمر من مطلق الثورة الإسلامية الإمام روح الله الخميني بعد إنتصار الثورة عام 1979.

وخصص الدستور الإيراني المادة 150 للحديث عن الحرس وجاءت كالتالي: “تبقى قوات حرس الثورة الإسلامية، التي تأسست في الأيام الأولى لانتصار هذه الثورة، راسخه ثابتة من أجل أداء دورها في حراسة الثورة ومكاسبها، ويحدد القانون وظائف هذه القوات ونطاق مسؤولتها بالمقارنة مع وظائف ومسؤوليات القوات المسلحة الأخرى مع التأكيد على التعاون والتنسيق الأخوي فيما بينها”.

وبالتالي فإن الحرس الثوري هو جزء من القوات المسلحة الرسمية الإيرانية، وهو قوات عسكرية عقائدية، تهدف للدفاع عن البلاد وصون اهداف الثورة الاسلامية ومكتسباتها.

وقد اثبتت قوات الحرس الثوري جدارة في مختلف الساحات منذ بداية انطلاقها ولغاية الان سواء في الدفاع عن إيران خلال فترة الحرب (1980-1988) او في مرحلة البناء والاعمار فضلا عن حفاظه على جهوزية دائمة للتصدي الى جانب سائر القوات المسلحة الايرانية لاي عدوان خارجي، جنبا إلى جنب مع دعم حركات جيوش المنطقة وحركات المقاومة فيها للتصدي للإحتلال الإسرائيلي والجماعات الإرهابية.

شعار الحرس الثوري الإيراني

يحمل شعار الحرس الثوري كلمة “لا” التي ترمز الى عبارة التوحيد “لا اله الا الله” ويبين الرؤية والفكر العقائدي للحرس الثوري، أما الآية “واعدوا لهم ما استطعتم من قوة” تاتي في اعلى مكان من الشعار، والواضح من الآية هو العمل على تقوية القدرات والتجهيزات العسكرية والجهوزية الشاملة لمواجهة مختلف انواع التهديدات.

أما الدائرة الموجودة في اعلى الشعار فترمز الى الكرة الارضية والتاكيد على حضور الحرس الثوري في مختلف الساحات العالمية، وغصن الزيتون، مؤشر للسلام ويرمز اعتماده في الشعار الى ان الحرس الثوري مؤسسة داعية للسلام.
دوره الدفاعي

ساند الحرس الثوري الجيش الإيراني خلال حرب الخليج الاولى، ونفذت قوة الباسيج العديد من العمليات وقدمت الشهداء. ويشرف الحرس الثوري اليوم على برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية والذي يتضمن صواريخ مثل “شهاب 3” الذي يصل مداه إلى 2000 كيلومتر.

وقدم الحرس الثوري الدعم المباشر للجيش السوري خلال الحرب ضد الجماعات الإرهابية، وكان له دورا أساسيا في هزيمة هذه الجماعات وأبرزها تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين، كما ساند فيلق القدس القوات العراقية في معركتها مع تنظيم داعش وصولا إلى القضاء عليه في العراق.

وتشدد واشنطن على دور الحرس الثوري في دعم المقاومة في لبنان وفلسطين بالمال والسلاح والتدريب، الأمر الذي تتفاخر به قيادة الحرس الثوري، وتؤكده قيادات المقاومة.

ويُعتبر حرس الثورة القوة الرئيسية في حفظ الأمن الوطني في إيران، فهو المسؤول عن الأمن الداخلي بالإضافة إلى أمن الحدود كما يهتم بإنفاذ القانون وهو المُحرك الرئيسي للقوة الجوفضائية.

والحرس الثوري هو سلاح الدولة الإيرانية بقواته البرية، البحرية، الجوية ثم جهاز المخابرات، وباقي القوات الخاصة. يقود الحرس أيضا وحدة الباسيج القائمة على متطوعين والتي يبلغ عدد المُنتسبين لها ما يزيد عن 90 ألفا من الجنود النظاميين و300 ألف آخرون من جنود الاحتياط.

ويتواجد حرس الثورة باستمرار في مياه الخليج ومن المتوقع قيامه باحتواء أي هجمات تُصيب إيران بالإضافة إلى الرد على أي هجوم يستهدف منشآت الدولة.

تسيطر القوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية على قوات الصواريخ الاستراتيجية الإيرانية. وفي أوت 2013، قال وزير الدفاع السابق في إيران العميد أحمد وحيدي أن بلاده تحتل المركز السادس في العالم في انتاج الصواريخ. واكد أنها تدير آلاف عدة من الصواريخ الباليستية المتنقلة قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، بما في ذلك شهاب 3 بنطاق يصل إلى ألفي كيلومتر، وهو احدى دعامات الردع الاستراتيجي الإيراني.

الدور التنموي

بعد حرب العراق في الثمانينات، شارك الحرس الثوري بقوة في عمليات إعادة الإعمار في إيران ووسع نطاق جهوده الاقتصادية لتشمل شبكة واسعة من المشاريع التنموية بدءا من مشروعات النفط والغاز وانتهاء بالبناء والاتصالات، مرورا بمشاريع زراعية وتعليمية وإنشاء السدود بناء الطرق، بما ساعد في رفع مستوى معيشة الإيرانيين في المدن والأرياف.
تبعات قرار ترامب

يبدو من غافل القول الإشارة إلى أن إتهامات الإدارة الامريكية لأعدائها وخصومها بالإرهاب فاقد للمصداقية، لغياب الصفة لدى واشنطن وموقفها الإبتدائي المعادي، وتؤكد المعطيات عدم تجاوب المجتمع الدولي تباعا مع قرارات الإدارة الأمريكية “مفضوحة التحيز” وغير الموضوعية، خصوصا منذ إنسحاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب من الإتفاق النووي ووصولا إلى قراراته بشأن الأراضي العربية المحتلة وموقفه الأخير من القوات المسلحة للدولة الإيرانية وحرسها الثوري.
ويأتي قرار الإدارة الأمريكية بعد أن أدى دعم الحرس الثوري لجيوش المنطقة وحركات المقاومة فيها إلى الإنتصار على الإرهاب وإفشال سياسات أمريكا تجاه سوريا والعراق، وقبله إلحاق هزائم متلاحقة بالكيان الإسرائيلي، بالإضافة إلى دعم المقاومة العراقية ضد الإحتلال الأمريكي، ما عزز دور الحرس في ذهن واشنطن بوصفه المعطل الرئيسي للمشاريع والسياسات الأمريكية.

وقد أشار وزير الخارجية الأمريكية بالفعل في تصريحاته اليوم إلى دور الحرس الثوري في دعم حزب الله والجهاد الإسلامي وحماس، ولم ينس الإشارة إلى “تلطخ أيدي الحرس الثوري بدماء الأمريكيين” في العراق محملا إياه مسؤولية “قتل المئات من الجنود الأميركيين في العراق”.

يذكر ان الإدارة الأمريكية تتخذ قرارات متسارعة مع إقتراب الإعلان عن “صفقة القرن” لإنهاء القضية الفلسطينية، حيث صعدت من ضغوطها الإقتصادية على إيران وحركات المقاومة خصوصا حزب الله، عبر سلسلة عقوبات، وأعلنت ضم القدس المحتلة والجولان السوري إلى الكيان الإسرائيلي، وكانت قد انسحبت أيضا من الإتفاق النووي مع إيران، وكلها خطوات أحادية الجانب لم تلق أي تفاعل دولي، وندد بها المجتمع الدولي بما فيه الدول الأوروبية الحليفة لواشنطن.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023