العقوبات الامريكية على ايران…. زمن المواجهة الساخنة

ركب ترامب رأسه، وبدأ لتوّه تطبيق الدفعة الاولى من العقوبات على ايران، وما زال عرضه قائماً للقاء القيادة الايرانية أين ومتى تشاء…
إذاً: السندان والمطرقة، وأمريكا تسير في عدوانيتها الى أقصى ما تيسّر لها من قدرات وإمكانات غير آبهٍ بما سيكون، وكيف ستجري الامور…
الصين وروسيا وباكستان وتركيا رفضت جهاراً الالتزام بالعقوبات، وقرّرت أنها في مسارٍ تاريخيٍّ جديد، فأمريكا لم تعد القوّة المهيمنة القادرة على إلزام العالم ودوله بما تقرّره هي وبما يصدره الكونغرس أو الادارة من أوامر…
هذه واحدة من علامات تفكّك السيطرة الامريكية العالمية، بل دليل على أن العالم الحي، والقوى المتمكنة والصاعدة لم تعد تقبل لأمريكا دوراً كالذي كان، بل وتنهض في المعاندة والمواجهة وبذلك يتمدّد حلف الممانعة والمقاومة ليشمل أصقاعاً ويستقطب دولاً وقاراتٍ على امتداد الكرة الارضية كانت للتو إما حليفا لامريكا او قابلة بأوامرها وطلباتها، وفي هذا تطوّر عالمي بالغ الأهمية في رسم مؤشّرات المستقبل القريب وتطوّراته المغيّرة في الأزمنة والأحوال والجغرافيا…
قبل الحرب السورية والنصر المرسوم فيها، لم يكن في العالم من يرفض أوامر امريكا إلا سوريا وايران وحلف المقاومة، وفي سوريا تعملقت روسيا وأصبحت قوة حاكمة، وهزمت أوروبا واضطرت الى تغيير بعض أشرعتها، ونهضت آسيا لتقاوم وتتمثّل بما فعلته سوريا وايران وتثبت للعالم أن ممانعة الاوامر الامريكية ومقاومة تدخلاتها أمرٌ ممكن التحقّق ومجدي النتائج..
ترامب بدأ بالعقوبات، وايران تحصّنت، والكثير من الدول – والأهم بينها الاتحاد الاوروبي وآسيا – ترفض… فماذا له ولأمريكا أن تفعل…؟
ناتو عربيّ لمقاتلة إيران ..!! كذبةٌ سمجةٌ تبخّرت في الهواء…
“اسرائيل” أعجز من أن تفكّر في الحرب ضد ايران، فهي تقرّ بهزيمتها الاستراتيجية في سوريا ويخرج إعلامها ومنظّروها بمقولات؛ – إنّ الأسد صنع المستحيل – وبأن سوريا أنجزت انتصارات إعجازيّة وعجائبية، وأسطورية…
السعودية وحلفها في حالة أزمة تتعمّق وتزداد عزلةً، وخسارات في كل الاتجاهات، وتعلن الحروب الهوائية على كندا كمقدمة لإعلانها على دول أخرى، وكما في امريكا رجلٌ أرعن متوتر ومتقلّب يبدو أن العدوى انتقلت إلى الكيان الصهيونيّ والكيانات الاخرى من مشيخات الخليج وأخواتها…
المعطيات الماديّة والقدرات والتحوّلات تجزم بأن إيران أصبحت في قدرة عالية على تخطّي العقوبات واحتواء مفاعليها، وتنتج تحوّلات في البيئات المختلفة، وسيكون الخاسر الوحيد اقتصاديا وسياسيا وقيميا أمريكا وبيتها الاسود….
لا خوف من العقوبات، ولا خوف او ارتهاب من حروب غزوٍ خارجية، هذه اصبحت ثابتة الثوابت لا احتمال لتبدّلها سلبا…
الأزمة الاقتصادية الاجتماعية في ايران كما تقول القيادة الايرانية لا علاقة لها بالعقوبات وهذا أمر منطقيّ…. فقد تكون بيئاتها وعناصرها المسبّبة داخلية بسبب طول الحصار وظلاميته، وبسبب التعارضات بين التكتلات الاجتماعية والسياسية ومن تباينات المصالح….
ايران التي نجحت في تجديد نظامها وناورت واستطاعت ان تبلغ ما هي عليه من قوة اقليمية وازنة وحلفها الذي دأب على تسجيل الانتصارات التاريخية ولم يهزم في الحروب قط، مؤكد انها تتحسّب لكل ما هو جارٍ ولما يحاوله الأمريكيّ من العبث بالاستقرار الداخلي، ولها في ما جرى في سوريا نموذج، وتالياً في مجاوزته ومنع الأزمة من التفاقم والتحوّل الى مؤامرة كبيرة عليها…
في العقل البارد الايراني وفي تجاربها التاريخية ولا سيما في عهد الثورة الاسلامية ودولتها لا بدّ أن يكون المخطّط المضاد جاهزا وقادرا على الاحاطة بالازمة ومعالجتها بما يؤدي الى المزيد من التصليب، ومن نقل الأزمات الى بيئات ودول ومشيخات الخليج عملاء الامريكي وادواته….
فالزمن زمن صعود حلف المقاومة وقواه ودوله وتوسيع دائرته واستنهاض العالم للممانعة والمقاومة…

التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023