المجزرة بعد المجزرة في اليمن..وعهر “المجتمع الدولي”

الدكتور بهيج سكاكيني |

تحالف مصاصي الدماء الذين لا يشبعون….تحالف قتلة الاطفال الذي تقوده عش الدبابير الولادة للارهاب الاقليمي والعالمي…المجزرة بعد المجزرة ترتكب بحق الاطفال في اليمن وتحت غطاء من الامم المتحدة وبمشاركة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكل الادوات في المنطقة التي ارسلت جنودا مرتزقة لتقاتل الى جانب تحالف العهر السياسي والاخلاقي والانساني الذي لا ينتمي الى العروبة ولا الدين الحنيف…يعود مجددا بطائراته وبتحديد الاهداف والاحداثيات من قبل الامريكيين والبريطانيين ويرتكب جريمة اخرى ذهب ضحيتها 51 شهيدا 40 منهم من الاطفال التي لم تتجاوز أعمارهم عن 11 سنة والذي تحولت أجسادهم الى أشلاء متطايرة لا يمكن حصرها…”المجتمع الدولي” يطالب بالتحقيق في المجزرة والولايات المتحدة تطالب التحالف وبالتحديد السعودية بالتحقيق في “الحادث” تطالب المجرم بالتحقيق في إجرامه وساديته التي فاقت اية سادية في العالم أجمع على مدار التاريخ البشري لان الهدف هو إبادة شعب بأكمله بالقتل بأحدث الاسلحة التي انتجتها المصانع الحربية الامريكية والبريطانية والفرنسية…دول العهر السياسي والاخلاقي “تدين” المجزرة وتطالب بالتحقيق…

نقول لهؤلاء الوحوش الذين يتفننوا في إنتاج الاسلحة المدمرة إن كنتم جادون فيما تقولون ونحن نشكك في ذلك لا تطالبوا بالتحقيق بل اوقفوا شحنات الاسلحة وأوقفوا تقديم كل المعلومات من أقماركم الاصطناعية التي تراقب أجواء اليمن طيلة الوقت لتحديد بنك الاهداف وتمريرها الى الجبناء والمأجورين والمرتزقة الذين يقومون بقصف الاسواق الشعبية والمستشفيات والحافلات التي تنقل المدنيين.. ومحطات توليد الطاقة وشبكات توزيع الكهرباء والماء ومصانع الاغذية والادوية والمدارس والجامعات…الخ التي اصبحت وعلى مدار اكثر من ثلاثة سنوات من أولويات بنك الاهداف…

إن كنتم جاديين فعليا في “إدانتكم” أوقفوا دعمكم للحصار المطبق جوا وبحرا وبرا الذي تقوده السعودية والامارات على وجه التحديد ومشاركتكم الفعلية والعملية بهذا الحصار الظالم والغير شرعي والمخالف لكل القوانين والاعراف الدولية..

إن كنتم جادين في “إدانتكم” لكنتم شاركتم في إصدار قرارات من مجلس الامن لوضع حد للحرب والعدوان على اليمن الذي تقوده ادواتكم في المنطقة بدعمكم السياسي والعسكري والدبلوماسي واللوجيستي مقابل عشرات بل ومئات المليارات من الدولارات التي تذهب لدعم صناعاتكم العسكرية وحقن لانعاش إاقتصاد بلادكم على حساب دماء أطفال اليمن وغيرهم …

إن كنتم جادين في عملية “إدنتكم” إعملوا على توصيل الدواء واللوازم الطبية لمئات الالاف من اليمنيين من ذوي الامراض المزمنة الذي يموت الواحد تلو الاخر من عدم وجودها يوميا…نقول كل هذا ونحن على قناعة تامة انكم لن تفعلوا شيء من هذا القبيل لان الاوراق الخضراء الاتية من عش الدبابير أهم لكم من وكل ما تتقيئون به يوميا من “حقوق الانسان” و “حقوق الطفل” و “حماية المدنيين” .

ولكن من واجبنا ان لا نصمت وان نبقي قضية اليمن حية وأن ندق جدران الخزان كما قال المناضل الاممي والشهيد والكاتب المبدع غسان كنفاني في روايته رجال تحت الشمس.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023