المقاومة واحدة…بأيها ضَربت أوجعت

هشام البوعبيدي |

لم يستفق الصهاينة بعد والمتخندقون واءهم من صدمة اسقاط طائرة الـ “أف 16″، حتى فاجأتهم صواريخ الجيش العربي السوري وحلفائه لتدك معاقل لهم اتخذوها في الجولان المحتل ظنوا أنها حاميتهم من يوم آت لا ريب فيه، لتلفظهم كما يلفظ البحر ما تعفّن في جوفه من جيف وأقذار، ولعل اللافت في الموقف الصهيوني وحلف الشر الذي يمده من  أمريكان وعربان، مسارعته باتهام الجمهورية الاسلامية الايرانية والحرس الثوري بالوقوف وراء العملية، أملا في بخس قدرات الجيش العربي السوري وإنجازاته، والترويج لصورة مضلّلة عن المشهد العام بسورية على أنه صراع بين قوى وإرادات خارجية، بما يضفي، بالتالي شيئا من “الشرعية” على العربدة الصهيونية في “تأمين حدودها والدفاع عن نفسها” كما صرح وزير خارجية البحرين.

غير أن الموقف الايراني، كما الموقف السوري ومواقف بقية محور المقاومة، أكد أن تواجدهم في سورية جاء بناء على طلب الحكومة الشرعية وبالتالي وجودهم شرعي ويقتصر دورهم على الدعم والامداد اللوجستي والفني، وكل تحرّكاتهم تتم بالتنسيق مع القيادة السورية، لذلك فقرار استهداف مراكز قوات الاحتلال بالجولان هو قرار سوري بامتياز لا لبس فيه، وهو يرسم معادلة جديدة في ضبط خطوط وقواعد الاشتباك، ستتأكد أكثر مع تأمين دمشق ومحيطها، لنشهد في الأيام القادمة مفاجآت جديدة وانجازات عديدة ستذهل العدو الصهيوني ومحور الشر خلفه، الذي أعمته غطرسته وسفّهته حماقته وزيّنت له جوقة المطبّعين والمطبّلين سوء عمله.

إن محور المقاومة كالجسد الواحد تجمعهم أهداف ورؤى استراتيجية عميقة وليس مجرد خطط “تكتيكية” تنتفي بتحقيقها، لذلك فبأي ذراع للمقاومة أصبت العدو الصهيوني أوجعته، وهو انجاز الجميع الذي سيأتي على ما فعل المبطلون ويجعله هباء منثورا…إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا…أليس الصبح بقريب

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023