المكر السعودي في آخر ملاجئه المتوقّعة!!؟

 بقلم: محمد بن عمر  |

تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي تسريبا روسيا، مفاده أن النظام السعودي وحلفاءه، قد يلجأون الى أي عمل إرهابي، يستهدف الحرمين الشريفين، (المسجد الحرام والمسجد النبوي)، من أجل توريط الجيش اليمني ولجانه الشعبية، الذين درج اعداؤهم على تسميتهم بالحوثيين، وبالتالي، إتهام إيران بالوقوف وراء ذلك العدوان المحتمل، وإعطاء مبرّر لقوى تحالف الشرّ على اليمن، لمزيد من العدوان على أحرارها، ومن غير المستبعد – بناء على ذلك الإدّعاء- أن تشنّ حرب ظالمة أخرى على إيران الاسلامية. فرضية تبدو متوقعة، من نظام فاحت من تاريخ تأسيسه رائحة الغدر، وسالت باعتداءاته دماء الابرياء في الحجاز والعراق، ذهبوا ضحايا أطماع فرقة وهابيّة متطرّفة، ظهرت شاذة على مبادئ الاسلام، وعن القيم الانسانية، بتخطيط وتأسيس وتدبير استعماري بريطاني، لا يشك في ذلك سوى من تلوث عقله، بالميل اليها وتبني أفكارها، ( راجع مذكرات المستر هامفر Memoirs of Mr. Hempher المنشورة سنة 1868) .

لقد بدا هدف نظام بني سعود منذ نشأته، عدوّا لكل معلم إسلامي، فهو من عمد الى تدمير أضرحة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام، بتاريخ 8 شوال 1344 هجري الموافق ل 21/4/1924ميلادي، بدعوى أنها بدع في بنائها وزياراتها، وتؤدي بوجودها الى الشرك، وقد وثقت تلك الجريمة النكراء، صحيفة الكون /الصادرة عن مجلة الكفاح العربي، في عددها رقم 526 بعنوان( ال سعود يدمّرون أضرحة الصحابة)، وعنوان أصغر جاء فيه (عبد العزيز ال سعود يتظاهر بالاعتذار ويتّهم رجاله). وبمرور الزمن واستقواء شوكة الوهابية، وانتشار وباء دعوتهم، وتجرأ من تجرأ من دعاتهم، على مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعبّر عن أمله في إخراجه من المسجد، بعنوان توسعته ، ففي وثيقة سعودية مثيرة للجدل، كشفت عنها صحيفة (الأنديبندنت البريطانيةthe independent) سنة 2013 وأعيد نشرها سنة 2014، تقول إنها من إعداد عضو هيئة التدريس، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، الدكتور (علي بن عبد العزيز الشبل) – وما أكثر الالقاب الجوفاء عند الوهابية – وبحوزة لجنة رئاسة الحرمين، تدعو إلى تدمير قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ونقل رفاته إلى قبر مجهول، تحت غطاء توسعة المسجد، وبدعوى أساسية عرف بها الوهابية، اعتقادا وتطبيقا تقول: أن تعظيم المسلمين للقبر شرك ووَثنيّة. الوثيقة التي تأتي في 61 صفحة، وفق صحافي الجريدة (أندور جونسون)، جرى نشر جزء منها في مجلة لجنة الرئاسة بالسعودية، حيث تدعو إلى تدمير الغرف المحيطة بقبر النبي محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، وهي الغرف التي كانت تستخدم من قبل زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبناته رضوان الله عليهم، وتحظى بتعظيم من طرف المسلمين جميعا، شيعة وسنة على حد سواء. وأوضح الصحفي في مقاله بالصحيفة المذكورة، أنه جرى تعميم الوثيقة، على مُشرفي المسجد النبوي بالمدينة المنورة، محذرة من كون هذه الخطة، من شأنها أن تهدد بإثارة الفتنة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، بسبب رفض السنة والشيعة لها، مستدلّة بما نتج عن توسعة المسجد الحرام، من تدمير قرابة 95% من المباني القديمة في مكة، انتهاكا لآثار الاسلام وأماكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واستبدالها بالفنادق الفخمة، والشقق السكنية الراقية، ومراكز التسوق التجارية الكبرى. هذا ولا تزال أصوات علماء السنة والشيعة، تنادي بضرورة التنبّه لكل محاولة تصدر عن الجانب الوهابي والسعودي على حد سواء، فكل محاولة منشؤها الخبث، ستكون قطعا خبيثة، فآل سعود حكاما، ووهابيتهم شيوخا، رأسان فاسدان لجسد واحد، وكل ما قدماه لأهل الحجاز والمسلمين، لم يخرج عن إطار الفتنة والتفريق بين المسلمين، خدمة لمن كان له اليد والفضل عليهما، وقد اعتبر علماء الأزهر أن هذه الدراسة السيئة، والسعي الى تنفيذها، محاولة لإشعال الفتنة وإثارة غضب المسلمين، مؤكدين أن الأسانيد الشرعية التي اعتمدت عليها الدراسة باطلة، وأنه يوجد في القرآن والسنة ما يؤكد عكس ذلك، وقد استدلوا على مشروعية البناء على قبور الانبياء والصالحين، بما يقطع حجة الوهابية الواهية، ويدحض الشبهة التي رفعوها، في وجه ما درج عليه المسلمون أجيالا متلاحقة، وبنوا عليه عقائدهم، أمضوا عليه حياتهم . ما دعاني الى اثارة هذا الأمر الخطير، محاولة سابقة من النظام السعودي الوهابي، عمل فيها على اتهام اليمنيين (أنصار الله) باستهداف مكة المكرمة بصاروخ بالستي، وانطلى اتهامهم على كثير من الانظمة العربية والاسلامية وأحزاب سياسية اسلامية، وأطياف من مجتمعات شعوبها المدنية، سارعت للتنديد بذلك الاستهداف، مع أن الصاروخ لم يكن يهدف مكة اصلا – ولا كان حتى في اتجاهها – وانما كان موجها الى مواقع عسكرية سعودية تحديدا، ومن أطلق الصاروخ مسلم، لا شك في صحة اعتقاده بالإسلام، وما يستوجبه من قداسة لمكة والمدينة، تنفي أي تهمة موجّهة الى هؤلاء الابرياء، الصامدين في وجه اشرس هجمة عرفها تاريخهم المعاصر. بناء على ذلك، فمن المتوقّع أن تلجأ السعودية ووهابيتها الى استهداف الحرمين الشريفين، بعمل عدوانيّ – وما سبق منهم من الشناعة والفظاعة، يستوي في الجرم مع ما سيلحق -كمقدّمة لتوريط أحرار اليمن، والزجّ بإيران المتعاطفة معهم، والمنددة بالجرائم المقترفة بحق الشعب اليمني، في تهمة تكون الملجأ الأخير للنظام السعودي وحلفائه، والملجأ الأخير لهم من السقوط في المستنقع اليمني، وتحويل هزائمهم المتكررة فيه، الى إمكانية انتصار قد يأتي بالغش والخداع. القضية اليمنية مرشحة للتعقيد والتأزيم، وتورط جهات ودول اخرى، غير التي تورطت سابقا، ستقع فريسة طمعها، ولهثها وراء الاستدراج السعودي، لكن النتيجة في النهاية، ستكون الى جانب الحق اليمني المهضوم، الذي لا يزال أنصار الله وحلفائهم مستمسكين به، ومدافعين عنه بكل الرجولة والشرف والقوة، التي لم يعرفها شعب مستضعف مثلهم من قبل.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023