تحت حزب كورونا الحاكم، العزل الذاتي نشر للكورونا وابتكار للجهل الاصطناعي…بقلم صلاح الداودي

تحت حزب كورونا الحاكم، العزل الذاتي نشر للكورونا وابتكار للجهل الاصطناعي…بقلم صلاح الداودي

يعتبر التدمير الممنهج لقطاع الصحة العمومية وعدم تطوربها برنامج تخريب وطني وعالمي وأحد الأسلحة الفتاكة للعولمة الليبرالية وللبرالية الجرثومية في طورها الحالي. ويعتبر تجنب الكلفة الاقتصادية والمالية في الحرب على كورونا التي لا نرى منها إلا الألفاظ والصدور العارية للعاملين في القطاع والواقفين في الصف الأول للمواجهة والتضحية، يعتبر هذا التجنب للكلفة السبب الرئيسي الذي يقف وراء تفشي نظرية الحجر المنزلي في مجتمعات تحجر فيها الصحة ذاتها وتحجر المنازل ويغتال فيها الوعي وهو نية من نوايا المدرسين.

هذا الحجر الصحي الذاتي المنزلي الارادي هو لا صحي ولا طبي ولا منطقي ولا عقلاني ولا واقعي ولا ناجع ولا قابل للتطبيق وهو تهديد للمجتمع ولا يفعل إلا زيادة عدد المصابين في حالنا نحن هذه.

لقد لاحظنا وسيلاحظ الجميع مع مرور الوقت ان أكبر كذبة وأكبر كارثة هي ما يسمى العزل الذاتي أو الحجر الصحي المنزلي المستحيل دون وعي حاد ودون ظروف خاصة. وهو- هذا الذاتي الطوعي- اساس نقل العدوى وتدمير الاقتصاد بعد وضع الناس في بيوتهم بلا جدوى ثم اجبارهم على مواصلة فعل ذلك بلا جدوى. بينما العزل القسري أو الإجباري الطبي في مرافق محددة وتحت العناية الطبية والرقابة العامة هو الذي يحل المشكل ويختصر الوقت ويختزل التكاليف.

ولكن ذلك غير ممكن دون تدابير:

– الإغلاق التام الفعلي للحدود أمام تنقل الأفراد برا وجوا وبحرا

– إعداد مرفق يجمع فيه غير الممتثلين من الحالات غير المؤكدة في حجر قسري طبي

– جمع الحالات المصابة المؤكدة في مكان واحد

– إجراء أكبر عدد ممكن من الفحوص والاختبارات في مواقع القرار والإنتاج والمواجهة في المرافق الحيوية والاستراتيجبة في حياة الدولة والمجتمع وسلامة الوطن والشعب وضمان الصمود والمقاومة والانتصار (مستشفيات، ثكنات، موقع انتاج أغذية وأدوية، غاز، كهرباء، مياه، محطات تزويد بالوقود، نقل… الخ.)

– توفير عدد من الأسرة الضرورية ومعدات انعاش وأجهزة تنفس اصطناعي اضافية.

مكرر: المهم توسيع نطاق الحجر قسريا وطبيا وجماعيا وليس ذاتيا وصحيا ومنزليا في أماكن محددة وتوسيع قدرة الاستيعاب ورفع الاستعدادات والإمكانيات.

اننا أمام غياب آليات أدوات الذكاء الاصطناعي في الكشف والتعقب والمراقبة والمواجهة والوقاية والمعالجة والتي لا نتابعها إلا في الدراسات العلمية والإعلام الصيني، وزد على ذلك حالة الوعي التي تحتاج صحوة ضمير ثم ثقافة شاملة، نجد أنفسنا معزولين أمام ماكينة مركبة سياسية وإعلامية والكترونية واجتماعية تعمل على مدار الساعة على إعادة تشحيم ما ركبته من جهل متنسك على خداع عام على جهل متغطرس على تزييف للانفس على تمرد متمردي الجهالة على انصياع نظام الحكم لاولويات سوق الوباء المعولمة على الخضوع المجتمع للاوهام المستجدة، نجد أنفسنا حقا أمام ابتكار بريىء للجهل الاصطناعي.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023