تهديدات نتنياهو ….الغريق الذي يحاول إبقاء راسه فوق مياه البحر…بقلم د. بهيج سكاكيني

تهديدات نتنياهو ….الغريق الذي يحاول إبقاء راسه فوق مياه البحر…بقلم د. بهيج سكاكيني

“قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن 90% من المشاكل الأمنية لبلاده تنبع من إيران، مشددا على أن أي اتفاق توقعه الولايات المتحدة مع طهران حول برنامجها النووي لن يكون ملزما لإسرائيل”
الكل مدرك ومن ضمنها الإدارة الامريكية ودول الاتحاد الأوروبي ان المشاكل الأمنية للكيان الصهيوني ليست نابعة من إيران بل من السياسة العدوانية والتوسعية لهذا الكيان المسخ الذي وجد بالأساس ليشكل القاعدة المتقدمة للإمبريالية العالمية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية ونتنياهو يفهم جيدا ان توجه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ثانية للتفاوض مع إيران إنما هو بالدرجة الأولى لمصلحة الكيان وليس ضده. وموقف نتنياهو من خلال تصريحاته يمكن فهمه من زاويتين أولهما انه كالعادة موقف يريد ابتزاز الولايات المتحدة على وجه التحديد ليس فقط سياسيا، بل أيضا عسكريا وبحجم المعونات والتكنولوجيا الامريكية التي يريد للإدارة الامريكية والبنتاغون ان تزودها بها الكيان. أما الزاوية الثانية فهو خاص بنتنياهو ومستقبله السياسي في الكيان الصهيوني. فلقد رهن مستقبله السياسي منذ تسعينات القرن الماضي للعمل على منع إيران لتطوير معرفتها وقدراتها النووية والتهديد بين الحين والأخر بالقيام بتوجيه ضربات جوية لمنشآتها النووية، حتى لو أدى ذلك الى اندلاع حرب شرق أوسطية. وبالفعل قامت الحكومات التي ترأسها بصرف مئات الملالين من الدولارات على تدريب سلاح الجو الإسرائيلي في دول تملك تضاريس جغرافية مشابه للتضاريس الإيرانية وقد تم بالفعل ذلك في اليونان وإيطاليا بعد سماح قيادة الناتو بهذه التدريبات.
التهديدات الإسرائيلي لإيران ليس بالأمر الجديد ومضى عليه عقود من الزمن والجديد هو ان إيران وخلال العقود السابقة وبالرغم من العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها من قبل الولايات المتحدة و “المجتمع الدولي” ومحاولة عزلها سياسيا على الساحة الدولية والإقليمية استطاعت ان تطور ذاتها وعلى جميع الأصعدة وهذا باعتراف العدو قبل الصديق كما واستطاعت ان تصبح رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في المنطقة كما واستطاعت ان تقيم علاقات استراتيجية مع قوى صاعدة على الساحة الدولية وبالأخص روسيا والصين وبعض دول أمريكا اللاتينية وربما هذا ما جعل الاستدارة السعودية والخليجية ممكنة في الآونة الأخيرة بإعادة علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إيران. ولا شك ان هذه الاستدارة قد شكلت ضربة قوية للكيان الصهيوني ولنتنياهو بشكل خاص وهو الي كان يتفاخر بعلاقات التطبيع مع أنظمة الدول الخليجية والتي كان يأمل ان تلعب دورا في محور شرق اوسطي معاد لإيران.
ومن الضروري الاشارة أيضا الى ان الزيارة الأخيرة لوزير الخارجة الأمريكي بلينكون الى السعودية قد فشلت في ثني السعودية عن إعادة علاقاتها مع لإيران لا بل والبعد من ذلك فقد صرحت بعض الصحف الامريكية ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد هدد إدارة بايدن بكارثة اقتصادية للتصريحات التي أدلى بها سابقا ورفض ولي العهد الحاكم الناهي في السعودية طلب الإدارة الامريكية بأن تلعب السعودية كعادتها سياسة نفطية في صالح الولايات المتحدة ضمن منظمة الأوبك.
لا شك ان نتنياهو يشعر بخيبة أمل وهو يرى ان الآمال والتوقعات الشرق اوسطية التي بناها تتهاوى أمامه وأمام الكيان الصهيوني هذا الى جانب الوهن الذي أصاب الولايات المتحدة على الساحتين الإقليمية والدولية وكل هذا ينعكس بالتأكيد على مستقبله السياسي وتنامي الاحتجاجات والانقسامات داخل الكيان الصهيوني أصبحت في مجملها تشكل تهديدا حقيقيا لموقعه وإمكانية ذهابه الى المحاكمة والسجن لتورطه بالفساد المالي. وما تصريحاته النارية التي أطلقها الا محاولة بائسة ويائسة لا تقدم ولا تؤخر يحاول من خلالها كالغريق إبقاء راسه فوق مياه البحر.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023