ثورة دون إصلاح للتعليم..؟ بقلم محمد المي

كل الاحزاب التي تتحدث عن الثورة أو تنسب نفسها إليها هي الى يوم الناس هذا عالة على نظام زين العابدين بن علي لم تزد على نظامه شيئا بل تجتهد في تحقيق نسب النمو التي عرفتها تونس في عهده بل تستجدي كفاءات نظامه لتسيير الدولة ؟ ومع ذلك يتحدثون عن الثورة ؟
اخر أصلاح تربوي عرفته تونس كان في عهد وزير بن علي رجل القانون المعروف اليساري البرسبكتيفي ( نسبة الى حركة برسبكتيف) محمد الشرفي ومنذ ذلك الوقت لم يعرف التعليم اصلاحا أو مراجعة أو وقفة تأمل .
لا نتحدث عن البنية التحتية لمدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا فهو دون المستوى بكثير وهذه مسألة متفق عليها لا موجب للخوض في مناقشتها .
ولا تتحدث عن التوقيت والرعاية النفسية والاجتماعية داخل المدارس والمعاهد والجامعات ولا عن الترفيه والتثفيف فتلك من النوافل التي سنوليها جزءا من همنا اذا حققنا الفروض .
وانما تتحدث عن المقررات المدرسية وما تحمله من نصوص بائسة وبرامج هلامية توجب اعادة النظر والتفكير فيها .
هل يعقل ألا تحتوي كتب اللغة العربية في مختلف مستوياتها نصوصا لابن رشيق وابن شرف وابن هانئ والحصري والشابي والطاهر الحداد وحسن حسني عبد الوهاب وعلي الدوعاجي ومحمد العريبي ومحمد البشروش وجلال الدين النقاش والطاهر قيقة وابو القاسم محمد كرو ….وصولا الى الجبل الذي الذي يكتب وحاز جوائز وطنية وعربية ؟
هل يعقل ان يعجز حامل الاستاذية في اللغة العربية ان يقدم لك تعريفا بسيطا بالحصري القيرواني مثلا ؟ انه يقرأ ويتخرج ولا يعرف عن ادب بلاده وثقافتها شيئا كما لا يعرف عن اداب الأمم الاخرى شيئا كذلك !
قس على هذا المثال في بقية الشعب والاختصاصات وحتى تعرف العلة في ذلك انظر الى المقررات المدرسية ماذا تحتوي ؟ وماذا يدرس فيها ؟
حال التعليم يدعو للعجب في بلادنا وبذلك فان النشء الذي يحيا بيننا واموال المجموعة الوطنية التي تصرف عليه هي كالهباء المنثور ولا طائل من ورائها .
عدم الانتماء وضعف حب الوطن واسباب التخلف ورغبة الشباب في الهجرة وقابلية الدمغجة والانتماء الى المجموعات المنطرفة سببه فساد التعليم .
يتحدثون عن الفساد ولا يعتيهم غير الفساد المالي والاداري ونسوا الفساد المستشري في التعليم ؟ التعليم الذي يبني العقول ويهندس الارواح وتقوم عليه المجتمعات .
شارك على :

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023