دم الشعب اليمني “أرخص” من دم خاشقجي!! ؟

بقلم: د. عادل بن خليفة بالْكَحْلة (باحث أنثروبولوجي، جامعة تونس) |
صحيح أنّ ﴿من قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾. ولكنْ: كيف تنتفخ أوداجُ أردوغان (بتمثيل مُخفق) وكيف يغضب زعماء الغرب الأطلسي على تقطيع أوصال جمال خَاشقْجِي، ويُغْمِضون أعينهم عَنْ تَقطيع أوصال أطفال اليمن وحضارتها، وعَنْ احتلال سعودي- أمريكي بمشاركة دولة الإخوان الفاشلة في السودان وبتمويل إماراتيّ؟
هل دم خاشقْجِي دمٌ «نبيلٌ»، ودم مَرضى اليمن ومُعَوَّقِيه ومُصَابيه بالأوبئة دم «غُوِيم»؟!
يا لِنفاق أردُوغان والإخوان المسلمين!
يا لِخبث فراعنة الغرب!
بالأمس، كانت «تدوينات» الإخوان في تونس وجريدتهم تؤيد الاحتلال السعودي- الإماراتي ومصادرته للثورة اليمنية، واليوم يتحفظون بخجل لمقتل خاشقْجِي لأن الغرب الذي أيّد انقلابهم على الثورات العربية «غاضب» لمقتل خاشقجِي!! لم يقوموا إلى حدّ اليوم بمراجعة ذاتية لأخطائهم وضربهم لِلتوجه العَدَالي لثورات الشعوب، وتحالفهم مع الكُمْبرادور الخليجي والسلفية الجهادية لإسْقاط الدولة السورية المُقَاوِمة (رغم كل نقائصها). يا للتناقض! يا للسقوط في فخ الرجعية العربية- الأردُوغَانية!!
إن دم اليمنيين أغلى من دَمِ إنسانٍ مثقف تراوح بَيْن تأييد النظام الدكتاتوري ببلاده، وبين انتقاده انتقادًا ناعمًا، وبَيْن (…).
إنّ دم اليمنيين لن يُسقط النظام الكُمْبرادوري الخليجي، التابع، ولا التبعية العربية- الإسلامية برُمّتها فقط، بل سيَفِيض على كل عالَم الشرّ.
وثِقُوا أنّ كلامي ليس إنشائيًّا: إنّ الحكمة (كل الحكمة الإنسانية) يَمانية؛ وإنّ العُروبة (كل العروبة) يمانية؛ وإن الإسلام (كل الإسلام)، أصْلَ كل الإسلام وكلِّ مستقبله، يَمانٍ. ولن تبق السماء تنظر إلى هذا الموت التدريجي المريع لليمن / الإنسان إلى ما لا نهاية…
فأبشِرُوا آل ياسر (وهم من اليَمن أصْلا) فإن موعدكم تغيير كل العالم والإطاحة بكل شرّه...

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023