دور الإعلام الوطني لا يقتصر على تقديم الأخبار والتحليل…بقلم عمران الخطيب  

دور الإعلام الوطني لا يقتصر على تقديم الأخبار والتحليل…بقلم عمران الخطيب  

في الصراع الذي يخوضه الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري، أهم أنواع الأسلحة التي يتم إستخدامها من قبل العدو، هي الحرب الإعلامية وترويج الدعاية وإطلاق الشائعات، وما يطلق عليه الطابور الخامس، وفي نفس الوقت يقوم الاحتلال الإسرائيلي بمساعدات بعض من العملاء في الترويج لهم وتقديمهم على أنهم نشطاء ومقاومين، ويتم في بعض الأحيان زجهم في المعتقلات وسجون حتى يتم خلط الحابل بالنابل، ويتم في العديد من الأحيان إبعادهم عن الأراضي الفلسطينية، من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي إلى الدول العربية المجاورة ويتم الترويج الإعلامي من قبل إعلام الاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى، حتى يتمكن القيام بدورهم الأمني والسياسي، والتنظيمي وقد يصل البعض منهم في مواقع قيادية داخل التنظيمات.

وقد لا ينكشف البعض ويستمر في دورهم داخل الجسم الفلسطيني، والبعض الآخر قد ينكشف وينتهي الأمر، وهذا ما حدث في الساحة الفلسطينية منذ إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، لذلك ليس من الغريب أن يتمكن بعض من عملاء وجواسيس الاحتلال الإسرائيلي، من الاختراق داخل الساحة الفلسطينية، وقد يصل البعض إلى مواقع قيادية، ولا تنحصر مهمة هؤلاء العملاء والجواسيس فقط في جمع المعلومات الأمنية، بل هناك مهمات وادوار مختلفة عما هو سائد، هناك من يروج الفتنة ودعاية وفبركة الأخبار وأطلق الشائعات والتشكيك وهناك من يعمل على الإفساد الأخلاقي والأسقاط في رزيلة وترويج المخدرات.

مختلف هذا الوسائل يتم إستخدامها من قبل العدو الإسرائيلي، لذلك ليس من الغريب أن يتمكن أحد أو البعض من زبانية الاحتلال وعملائهم من الوصول إلى مواقع متقدمة، والأخطر من كل ذلك أن يتمكن البعض منهم في بناء قاعدة شعبية وإن كانت محدودة، بسبب ما توفر لهم من إمكانية التحرك وتقديم الدعم المالي والتسهيلات في بناء ثروة مالية هائلة جداً حتى يتمكن من النجاح في إطار الدور الوظيفي للمهمة الموكل فيها، ومن الطبيعي أن تجد من يستمر في الترويج لهم بل والمقارنة بين هؤلاء العملاء والجواسيس، والقيادة الفلسطينية. ولا يمكن المقارنة بين القيادات التاريخية في صفوف الثورة الفلسطينية وهؤلاء الأقزام.

صحيح أن الرئيس الراحل ياسر عرفات والبعض من فتح والقيادة الفلسطينية وافقوا على إتفاق أوسلو، والبعض كان يعتبر أن هذا الاتفاق محطة من محطات الصراع مع الإحتلال الإسرائيلي، لحين تتوفر عوامل متعددة الجوانب في خلق وقائع جديدة، لذلك قبول الرئيس الراحل ياسر عرفات ورفاقه لا يعني التسليم، لذلك كانت تعتبر مراكز للدراسات والأبحاث الإسرائيلية أن قبول الرئيس ياسر عرفات مرحلي في إطار الصراع وقبول التسوية السياسية من قبل الاحتلال، هو أيضا مرحلة موقوتة، حيث يتناقض السلام مع الأهداف الإستراتيجي للمشروع الصهيوني الاستيطاني في فلسطين والمنطقة العربية، وفي مجمل ما يحدث يحاول بعض من الإعلاميين والمأجورين والمطبعين، أن يقارن بين دوافع القيادة الفلسطينية التي قادة مسيرة الثورة الفلسطينية بكل مكوناتها الإيجابية والسلبية وما هو ممكن وما هو غير ممكن. 

وبين من كان للاحتلال الإسرائيلي دوراً في صناعتهم وزجهم في الساحة الفلسطينية، من عملاء روابط القرى وعملاء الاحتلال إلى “مايسمى التيار الإصلاحي” من الجواسيس والعملاء والمئجورين من هم في داخل أو الخارج، ودورهم الساطع في التطبيع بين بعض الأنظمة العربية والاحتلال الإسرائيلي، هؤلاء الأقزام يحاول الاحتلال في تمكينهم من شرعنة وجودهم، هم وغيرهم من السماسرة واتباع المنسق الإسرائيلي في الضفة الذين قدموا اوراق اعتمادهم للاحتلال الإسرائيلي والدوائر الأمنية المختلفة، فقد تبخرت احلامهم بعد قرار الرئيس أبو مازن الشجاع والقيادة الفلسطينية تأجيل الانتخابات الفلسطينية حتى يتمكن شعبنا في القدس من المشاركة الأصلية في الإنتخابات التشريعية من الترشح والاقتراع، لذلك فإن تأجيل الانتخابات يتطلب المراجعة الداخلية والتدقيق من غير الممكن والمقبول أن يتمكن العملاء والجواسيس وزبانيته الإحتلال أن يصبح جزءا من شرعية تحت بند صناديق الاقتراع والانتخابات إذا كانت الديمقراطية تنتج هؤلاء الأقزام لتذهب هذا الديمقراطية إلى الجحيم، وفي مسيرة التحرر الوطني وإنهاء الإحتلال قد تكون هذا النوع من الديمقراطية تؤدي الى التفريط في الحقوق والثوابت الوطنية، وقد يكون الحل هو التوافق الوطني في تشكيل حكومة توافق وطني، ويتبع ذلك عقد مجلس مركزي فلسطيني جامع وتفعيل مؤسسات ودوائر منظمة التحرير الفلسطينية، لحين التحضير للعقد دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني. 

قد يكون أحد الحلول الفاعلة والممكنة في الوقت الحاضر، لكل تلك التداعيات والأسباب يحاول سماسرة والمئجورين والمطبعين من يعمل في و سائل الإعلام وكتابة المقالات الترويج لهم وزجهم في الصفوف الأولى داخل الساحة الفلسطينية، ويدعو إلى الوحدة الوطنية وحدة حركة فتح، وهناك فرق بين التباين في الرأي والتحليل وبين الخيانة العظمى. 

 

Omranalkhateeb4@gmail.com

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023