سلاح التطبيع من مجرد العلاقة إلى الاندماج…بقلم صلاح الداودي

سلاح التطبيع من مجرد العلاقة إلى الاندماج…بقلم صلاح الداودي

بأقصى درجات الوضوح:

1- المشاركة في صناعة رأي عام متعاون مع العدو ويعتبر أن الاندماج الإماراتي مع الصهاينة شأن سيادي وشأن داخلي يهمهما يعتبر عدوانا من أي جهة جاء ويعتبر خيانة مهما كان فاعلها ومهما كان تبريره ويعتبر تنفيذا لمهمة صهيونية أنجزت

2- التسويق للرأي العام بأن التطبيع مسألة قانونية اجرائية أو مجرد حق لا مسألة وجودية مصيرية وأمر لا يتم إلا بعد التزام الصهاينة بإعطاء شبه كيان دويلة مسخ وشبح وبالتالي التفريط في فلسطين والقبول بتسليمها للعدو وقسمتها معه وكأنه شريك معنا او لديه حق فيها لا يعتبر خيانة ولا يعتبر عدوانا وإنما يعتبر دخولا رسميا في عقيدة الصهاينة وتحول هؤلاء المسوقين الوسطاء رسميا إلى أعداء

3- الاكتفاء بالتهليل فرحا بسقوط الإمارات مجرد موقف صبياني مرضي وهو أيضا مجرد خدمة للعدو. لا يجب أن نفرح بسقوط احد في المنطقة في أيادي العدو بل علينا التنبيه إلى خطورة ذلك والعمل على منع ذلك ومحاصرة ومقاطعة وعزل من يقوم بذلك وإن لم يرتدع فالعمل على مقاومته من أجل تحرير كل مربع يسقط منا. يرتكز هذا الموقف على خطورة الاكتفاء بالشماتة ولأن بقية سلسلة الكيانات الخليجية قابلة للسقوط في أي وقت

4- الموقف المهون والمستسهل لما يجري عدواني تماما ومستهتر تماما بما يحدث عمدا وفي خدمة العدو حتى يتمكن أكثر ويتغلغل أكثر فلما نغرق يصبح من غير الممكن النجاة. كذلك الموقف المهول الذي يقول بأن كل شيء انتهى والوطن ضاع والدولة ضاعت والأمة ضاعت، هذه أيضا مساعدة خبيثة للعدو في تحقيق أهدافه بأقل كلفة وباسرع وقت وبلا مقاومة

5- إن من يقول كلنا أبناء ابراهيم كما تدعي الصفقة المشؤومة الصهيونية – الإماراتية – الأمريكية (صفقة أبراهام) وهي صفقة حقيقية ستوقع في خلال أسابيع معدودة قليلة كمن يقول كلنا ضد التطبيع مع فارق طريقة فهم هذا التطبيع وتوقيته وشروطه وفارق الفارق بين القول الكاذب والعمل الدؤوب من أجل منعه لأن العدو والذين معه ادخلوا بعض الناس حقا أخطر مرحلة على الإطلاق وهي مرحلة ما بعد التطبيع وما بعد الدول وما بعد الأوطان وما بعد الأمة وما بعد فلسطين وما بعد الإسلام وما بعد الحقيقة (وكان التمهيد بمقولات حالة بلا وجود وعالم بلا مقاومة ومنطقة بلا فلسطين وأمة بلا وحدة وشعب بلا حق وواقع بلا حقيقة واقتصاد بلا سياسة وسياسة بلا جماهير وبلا قوى شعبية واجتماعية وبلا أحزاب ودول بلا سيادة وشركات بلا عقل سياسي وعقل بلا فكر وفكر بلا روح ولغة بلا مضمون وإنشاء بلا حقيقة) ولم تعد القضية قضية انتماء وعقيدة وأرض وإنسان ومقدسات وسياسة وأمن قومي وتحرر واستقلال وتنمية سيادية مستقلة وحفظا للوجود. وإن من لا يريد أن يعترف أن ما يقع أكثر من مجرد تطبيع وأكبر من مجرد حق وأبعد من مجرد خيانة محلية وما أبعد من مجرد إتفاق هو حقا تجاوز أوهام وتطلعات العدو الإستراتيجية.

* ملاحظة أولى:

يستثنى الذين هم على نواياهم (وهذا أيضا مشكل لأن الفطرة لوحدها تكفي) والذين يعانون من محدودية الفهم (وهذا أيضا مشكل ناتج عن أمور معقدة مثل التربية والتعليم وتنشئة الناس على قضاياهم من العائلة إلى الدولة) والذين تم التلاعب بعقولهم (وهذا مشكل معقد أيضا من الإعلام إلى السياسة).

** ملاحظة ثانية:

اكرر لبعض الاخوة والأصدقاء والرفاق قولي:

الخيانة العظمى لا تنطبق الا على المحلي وبمقاربة الاستعمار القديم بينما الاحتلال الصهيوني شيء أكثر تعقيدا وهو إرهاب دولي شامل وحرب كونية شاملة تطال كل شيء. إنها خيانة أمة وهي الخيانة الأعظم ولا حل لها سوى بتجريم التطبيع ببعد داخلي وتأثير خارجي وهو غير كاف دون مقاطعة وهي غير كافية دون مقاومة أو دعم للمقاومة في الحد الأدنى.

وأكثر من خيانة، هو عدوان صهيوني مباشر باياد أصبحت صهيونية وليس في قاموسها مفهوم الخيانة ولا يهمها وجود مبرر والخيانة اصلا فعل منفصل لا يعتمد على التبرير وإنما الانتقال إلى الخندق المقابل ويدخل في أدوات الحرب واسلحة الحرب ولذلك كنا نقول من سنوات في نصوص منشورة ان مقاومة التطبيع تمهيد لازالة كيان العدو من الوجود وتصفية الاستعمار من المنطقة وبناء جبهة مقاومة عالمية والمرور بها إلى عالم جديد يحقق كل الأهداف الإنسانية الأخرى من هذا الباب حصرا وليس مجرد ردة فعل نفسية وان كانت مطلوبة.

***ملاحظة ثالثة

#التطبيع_سلاح_حرب (صلبة وناعمة) وليس علاقة طبيعية أو مجرد حالة خيانة أو علاقة سلمية.

هذه #البوصلة يجب أن تكون مفتاح كل عملنا مستقبلا.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023