#سيدي الرئيس.. الشعب لا يريد..!!

#سيدي الرئيس.. الشعب لا يريد..!!

بقلم: #الناشط_السياسي محمد البراهمي |

البلاد في منعرج صعب وخطير جدا .. أدعو الأطراف السياسية إلى التحرك بسرعة فقد بلغ الوضع مستوى من الخطورة لا ينبئ بخير.. و على رئيس الحكومة ان يتحمل مسؤوليته فهذا الوضع لا يمكن أن يستمر ، و أدعو رئيس الجمهورية إلى تهدئة الوضع و بعث رسائل طمأنة إلى الشعب التونسي..

سيدي الرئيس قيس سعيد :

كل متابعي الشأن العام يدركوا ان الوضع المأساوي الذي تردى فيه اقتصاد البلاد هو نتيجة طبيعية لمسار سياسي خاطئ و تعفن المشهد السياسي و الصراعات العقيمة و المكايدات مما أدى إلى ضعف الدولة إقتصاديا وسياسيا ، و إتساع رقعة الإحتجاجات الإجتماعية و الاضرابات والاعتصامات وقطع الطرق وغلق مصادر الانتاج، و الأخطر من ذلك، ان كانت هذه الإحتجاجات لها ارتباطات بجهات داخلية وخارجية لتدمير الوطن مما أصبح الوضع ينذر ويؤشر إلى أن تونس تسير بأقصى سرعة نحو الهلاك والافلاس.. و المرحلة القادمة تتطلب تضافر جهود أبناء الوطن وتوحيد الصف لبناء دولة قوية من خلال مراجعة هادئة لمسيرة عشر سنوات عجاف بعد الثورة لبناء مشروع وطني لا يقصي أحدا..

سيدي الرئيس :

إزاء هذا الوضع الذي تمر به تونس يتساءل الشعب أين رئيس الجمهورية، أين رئيس الحكومة، أين رئيس مجلس نواب الشعب، أين المنظمات الوطنية ، أين الأحزاب، أين عقلاء تونس،؟ الجواب لا أحد منهم قال ان هذا غير معقول وغير مقبول ،فهؤلاء بصمتهم ووعيهم بعجز الدولة ماديا وماليا عن تلبية والاستجابة لهذا النزيف الجارف والسيل المهول من الطلبات مشاركون في خيانة الوطن وتدميره وإلا ما معنى أن تقوم مجموعات بإحتلال مصادر الانتاج وغلقها وتكوين هياكل وهمية ولجان تنسيق ولجان مكلفة برسم الطلبات مما يدل على أنها هياكل ومؤسسات دولة، ومع ذلك تتفاوض معها الحكومة وهي غير واعية أن تفاوضها مع هذه المجموعات التي تعمل على تدمير الوطن، يغري غيرها، او بتسيس هذه التحركات من أطراف فوضوية داخلية او خارجية للزج بالبلاد في فوضى عارمة غير محمودة العواقب و للقضاء على الوطن بصفة نهائية نحو الإفلاس والإنهيار.. الحكومة أصبحت مكبلة ومسلوبة الإرادة نتيجة ما فرضته حسابات سياسية ضيقة و مجبورة إزاء صمت كل المسؤولين، كل الأحزاب، كل الاعلاميين باستثناء البعض منهم الذين كانت لهم الجرأة والشجاعة لمطالبة الدولة بإعلان هدنة اجتماعية و الدعوة لحوار وطني لإخماد نار الفتنة التي يمر بها الوطن اليوم.. اذ لا بد من هدنة اجتماعية و حوار وطني شامل بين كل الأطراف على قاعدة تغليب المصلحة الوطنية والترفع عن الحسابات السياسية الضيقة وإيجاد حلول جذرية كفيلة بتفكيك عناصر الأزمة الراهنة..

سيدي الرئيس :

أنتم الأن على قمة السلطة، وأنتم تمثلون الدولة ، تسلمت مقاليد البلاد وأمور العباد في أسوأ وأحلك الظروف، وورثت ميراثا ثقيلا من الفساد والتدني الأخلاقي والتجريف العقلي والفكري وتفشى الأوبئة، و إنهيار الوضع الإقتصادي و الإجتماعي وانتشار البطالة و موجة إحتجاجات إجتماعية في كل البلاد .. إضافة إلى الصراعات السياسية العقيمة.. أدعوك سيدى لاستكمال قراراتك الجريئة بإقصاء جميع الفاسدين، والتخلص من كل المعرقلين وأصحاب المصالح الذين لا زالوا على العهد القديم باقين، و فاسدو النظام السابق، و القوى العابثة بوحدة الشعب والمصالح العليا لتونس و الفوضاويين و تكالب قوى الشر الداخلية و الخارجية..

سيدي الرئيس:

الشعب يريد، يريد منك الكثير مما اعتقد أنه من السهل عليك تنفيذه، يريد حقه في العيش الكريم وحقه في الحياة والأمن والصحة الذي يكفله الدستور التونسي.. الشعب لايريد يا سيدي الرئيس ان يستمر هذا الوضع المشؤوم.. تونس على صفيح ساخن و الوضع خطير و غير مطمئن و يتجه إلى المجهول.. ندعوك وبكل صدق، إلى احترام إرادة الشعب وقراره، لإنقاذ البلاد قبل سقوط الوطن والإنهيار..

سيدي الرئيس:

من أجل ذلك ندعوك لتحمل مسؤلية الأمانة التي تحملتها أمام الله والشعب والوطن، والوفاء للشعب وللثورة والجمهورية ولمبادئها العظيمة وهو أمر يحتاج إلى إرادة وتصميم وخروج عن الصمت،و ندعوك إلى وقفة جادة وممارسة كل صلاحياتك كرئيس للجمهورية التونسية، منحك الشعب ثقته فلا تجعلها مهزوزة أمام أعين ناخبيك،

تونس في منعرج خطير و يجب التصدي لكل النزعات الفوضوية، و القوى العابثة بوحدة الشعب والمصالح العليا للوطن، و عليه فأني أوجه نداء إلى الشعب التونسي، إلى كل الأحزاب، إلى كل الاعلاميين، إلى كل عقلاء تونس للقيام بمسيرات تطالب بهدنة اجتماعية إذ لا حل لانقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية و إمتصاص الغليان الشعبي إلا بهدنة شاملة ومتكاملة .. لابد من هدنة سياسية و إجتماعية عاجلة إزاء عجز الدولة عن تلبية هذا النزيف الجارف والسيل المهول من الطلبات و الإحتجاجات المطلبية الاجتماعية..

عاشت تونس
عاشت الجمهورية

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023