صنائع الاستكبار وعملاء الصهيونية

بقلم: محمد الرصافي المقداد |

منذ أن أذنت أمريكا لعملائها في الخليج، بفتح صفحة التطاول على إيران، وتهديدها بنقل معركة مواجهتها إلي داخل أراضيها، مفتتحة بذلك مرحلة جديدة من الإرهاب  الدّولي، مستهدفة دولة عضوا في منظمة المؤتمر الإسلامي، شقيقة في الدين، وجارة لصيقة لم يصدر عنها يوما شيء يسيء لجيرانها، بل العكس هو الذي حصل، مثلما رأينا في حرب الخليج الأولى التي  استمرت ثماني سنوات، وخلف ما خلف من ضحايا ودمار للبلدين، كان من باب أولى أن تستثمر نفقاته في تنميتهما، وكان الهدف الغير معلن إسقاط النظام الإسلامي في إيران  وهو في مهد أيامه الأولى.

إيران التي تحظى بشعبية نالها نظامها اثر ثورة إسلامية عارمة، انفردت بها وتميّزت بمضامينها، وسط دول أخذت شرعيتها من العمالة أو اتخذت سبيل حكمها بديمقراطية مزيفة أو نتيجة انقلاب عسكري.

استمر مسلسل استهداف إيران بالإرهاب تارة، وبالعقوبات الاقتصادية الظالمة تارة أخرى، ولم يهدأ التحريض الإعلامي عليها يوما، خصوصا وأن اللوبي الصهيوني العالمي مسيطر على ثلاثة أدوات كبرى) المال/ السياسة/ الإعلام(

ما حصل اليوم من اعتداء إرهابي ،استهدف حافلة تقل عددا من أفراد حرس الثروة الإسلامي في بلوشستان سيستان شرق إيران، يدعونا أولا إلى التنديد به كعمل جبان، اقترفته عصابات إرهابية وهابية، وضعت نفسها في خدمة سياسة أمريكا العدوانية الخارجية، وليس هذا الاعتداء الأول من نوعه، فقد تكررت عمليات مشابهة له، وتركزت خصوصا في محافظة بلوشستان سيستان، ووصلت جرائمه إلي استهداف العاصمة طهران في رمزين هامين من رموز الثورة والنظام، هما مرقد الأمام الخميني، ومقر مجلس الشورى الإسلامي سنة 2017، يقصد مقترفوه الحط من قيمة مفجر وقاىد الثو رة لدي الشعب الإيراني، وإرباك مسيرته باستهداف نواب الشعب الإيراني، وهذه حماقة مشغلي الإرهاب المستهدف إيران الإسلامية.

سوء تقدير منافقي خلق، أوقعهم في عداء لا حد له مع الشعب الإيراني، فقلع جذورهم من إيران، بعدما كشفوا عن عمالتهم وعدائهم للنظام الإسلامي،وعمالة جماعة  جند الله أتباع الإرهابي عبد الله ريغي، انتهت بهم إلى اعتقال زعيمهم أثر عملية استخبارية إيرانية دقيقة أذهلت أمريكا وحلفاءها وعملاءها ، وأظهرت بشكل لافت مدى التفوّق الإستخباري الإيراني، وبعد التحقيق معه ومحاكمته، صدر بحقه حكم الإعدام على ما ارتكبه من جرائم سنة 2010، وبإعدام زعيمه لم يبق للتنظيم الإرهابي أثر يذكر، ويرجّح أن مشغّليه أعادوا جمع ما بقي منه، لتشكيل فصيل إرهابي جديد سنة 2012، حمل اسم جيش العدل، ويتواجد هؤلاء العناصر في الجانب الباكستاني، على الحدود الإيرانية، والعملية الإرهابية التي استهدفت عناصر من الحرس الثوري، تأتي ضمن مخطط أمريكي صهيوني، تنفذه أياد ظلامية وهابية تدعي الإسلام، لكنها لا تفقه منه شيئا يحيي الناس وينفعهم في الدنيا، هذا الاعتداء الجديد يريد النيل من هيبة النظام  الإسلامي المقاوم، وقوّته الثورية الضاربة التي تبنّت تحرير فلسطين، وهو اعتداء لن يمر بدون رد، ينتظر أن يكون مزلزلا لأقدام من تعود على العمالة للقوي المعادية للنظام الإسلامي في إيران.

العالم بأسره أصبح اليوم يعلم أن فيلق القدس هو جناح عسكري مقاوم يحمل على عاتقه المشاركة الفعالة في تحرير فلسطين، قد ظهرت جهوده في العتاد العسكري والدعم اللوجستي، الذي أصبحت فصائل المقاومة الفلسطينية تتمتع به في مواجهة  آلة العدوان الصهيوني وإيقاف عربدتها على غزة.

نجاح إيران في الإمساك بملف مكافحة الإرهاب، أتاح لها التواجد خارج حدودها، مقدمة اجل الخدمات لنفسها بالتصدي له، وهو في مواضع تفريخه ولجيرانها بإفشال مخططاته، في إقامة قواعد له في العراق وسوريا، وهزم جماعاته هناك، وزيادة حظوظ حركات المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني، وإنهاء وجوده على الأرض الفلسطينية، وهذا عامل آخر أزعج أمريكا، وأربك مساعيها، من أجل تثبيت الكيان الغاصب في فلسطين، وإبقائه قاعدة كبيرة متقدمة لها، تعمل على حماية مصالحها في الشرق الأوسط.

مشروع النظام الإسلامي الإيراني وقراره الذي لا رجعة عنه في تحرير فلسطين، هو العقدة التي جعلت أمريكا وبقية القوى الغربية الاستعمارية تقرر معاداة النظام الإسلامي الإيراني، والعمل على إنهائه بأي شكل كان، حتى لو كان باستعمال أساليب الخداع والكذب، وقلب الحقائق، مغالطة للعالم عن حقيقة إيران الإسلامية، وأهدافها التحررية المشروعة في مساعدة الشعب الفلسطيني، ومعاداة الظلم مهما كان مصدره، عملية إرهابية جاءت بتوقيت انعقاد مؤتمر عملاء أمريكا في العاصمة البولندية وارسو، الذي يراد منه محاصرة إيران سياسيا، والشروع في تأليف تحالف جديد تقوده أمريكا من أجل ضربها وتمرير صفقة القرن التي ترعاها، لكن طالما أن النظام الإسلامي الإيراني موجود فان صفقة القرن لن تمرّ ، وستبوء محاولات أعدائها بالفشل الذريع.

وبين هذا وذاك، يستمر النظام الإسلامي في التقدم بخطوات واثقة في تنفيذ مشاريعه الإسلامية الهامة، غير عابئ بتعدد أشكال العدوان الغادر عليه، مؤمنا بأنه على الحق، وان من يتصدى له من قوى معادية على باطل مهما كبر جمعهم.

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023