طبول الحرب تقرع في ليبيا بين تناحر الوكلاء وتدخل الأصلاء

طبول الحرب تقرع في ليبيا بين تناحر الوكلاء وتدخل الأصلاء

ها هي طبول الحرب التي تقرع في ليبيا تصم آذان العالم،.. لكن هذه المرة ملامح الحرب لم تكن بين الأعداء التقليديين في الساحة الليبية.. أي ليست بين قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا والجيش الوطني الليبي المدعوم من مصر والإمارات .. بل بين أطرافٍ اُستُقدِمَت من خارج الحدود الليبية، تحت ذريعة تقديم الدعم والمساندة لهذا الطرف أو ذلك.

المراقبون يعتبرون.. إن مساعدة تلك الدول للأطراف الليبية المتناحرة، لم تكن يوماً لوجه الله بطبيعة الحال .. بل إن رائحة النفط الليبي المعروف بجودته ونقائه المتصاعد من منطقة الهلال النفطي الحيوية الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط هي التي أنعشتهم، وفتحت شهية هذه الدول ودفعتها إلى الإنخراط في الأزمة الليبية.

ففي مصر.. وفي ختام لقاء جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع شيوخ قبائل ليبية. قالت الرئاسة المصرية اَنّها حصلت على تفويض منهم للتدخل في ليبيا، لمواجة اي تحرك، يهدد الأمن في البلدين حسب تعبيرها، فيما قال الرئيس السيسي خلال اللقاء، إن بلاده عازمةٌ على تقديم الدعم الكامل، لمن سماهم بالاشقاء في ليبيا حماية للامن المشترك، معلناً أن القوات المصرية ستعمل خلف الجيش الوطني الليبي.

لكن المصريين يتساءلون هل بإمكان بلادهم خوض حرب في المنطقة؟.. وأين ستكون جغرافية هذه الحرب هل على الساحة الليبية أم ضد اثيوبيا التي يقول المصريون أنها تعرض مصالحهم المائية للخطر.

التهديد والوعيد الذي أطلقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضد كل من يعرّض ما سمّاه بالأمن القومي المصري في ليبيا قوبل بتنديد حكومة الوفاق المدعومة دولياً والتي وصفت تصريحات السيسي بأنها لا تعني لليبيين شيئا داعية القيادة المصرية الى أن تدرك بأن مصالحها مع حكومة الوفاق.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعتبر ان خطوات مصر في ليبيا ودعمها للمشير خليفة حفتر غير شرعية، كما وصف التوجه الذي تتبناه الإمارات في ليبيا بأنه من أعمال القرصنة مشيراً إلى بلاده بصدد عقد اتفاقية جديدة مع ليبيا تكون الأمم المتحدة طرفا فيها.

أما الأطراف الدولية الأخرى التي لم تُبعد يوماً أنظارها عن الهلال النفطي الليبي، فقد إنشغلت هي الأخرى في تراشق الإتهامات .. فالخارجية الأمريكية، هاجمت دور الدول الأوروبية في ليبيا، خاصة فيما يتعلق بمراقبة حظر تصدير الأسلحة إلى هذا البلد، كما اعتبرت واشنطن أن عمليات الاعتراض البحرية، التي تُنفذها السفن الحربية الأوروبية، تقتصرُ فقط على تركيا، ولا تشمُل الطائرات الروسية والإماراتية والمصرية، وهو ما يتناغم بشكل واضح، مع توجهات الرئيس التركي عندما اكد ان الامارات، تُغدق الأسلحة والأموال، على المُشير المتقاعد خلفية حفتر.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023