على هامش الكارثة: هل هي الأولى وهل يمكن أن تكون الأخيرة؟

فرحان بن يونس |

ليست الأولى ولن تكون حتما الأخيرة والمتباكين خلف الحواسيب والمنادين بالقصاص… والمحلّلين والمفسّرين وجدوا شيئا يعلقون عليه بعض مللهم الرمضاني ويستسيغون به وجودهم العدمي… بين الفينة والأخرى تحدث الكارثة وبين كارثة وأخرى تمر مصائب لا نسمع بها… ثم نتباكى ونلقي العبء جزافا على الجميع ما عدانا… قرقنة جزيرة معزولة… أهلها معروفون لبعضهم وأغلبهم يعرف بعضه البعض أو حتى يستدل به بغيره…ما كانت لتكون منطلقا لرحلات الموت المنظم لو لم يكن الفساد مستشريا في جميع الأجهزة… وعند قطاعات واسعة من أهلها أيضا… فيهم من ينظم الرحلة وفيهم من يتكفل بالدعم اللوجستي والفني… البواخر تباع علنا ويدعي اصحابها أنها سرقت والحال أن ما تجلبه لهم من مال في حال بيعها يصنع لهم غيرها مرتين واكثر…من يأوي ومن ينقل ومن يطبخ ومن يبيع المؤونة ومن يتكفل بالإخفاء ومن يوفر المحروقات ” المدعمة “.. من يراقب ومن يتوه الأجهزة النائمة بنصف عين والعين ونصف الباقية مهتمة كمفتوحة لمراقبة من يفطر في رمضان… منذ سنة تم الإمساك بمجموعة الدعم اللوجستي وقلنا أن عقابهم سيكون صارما ولكن رغم الأدلة ورغم المال المكدّس الذي وقع الإمساك به لم يتخذ أي إجراء واطمأن الجميع بأن الانخراط في المسار مجلبة للمنفعة ولا خوف يمكن أن يطرأ… الكل مساهم لا استثني احدا… مساهم حتى بصمته تجاه مجموعة من “الباندية” الخارجين عن القانون… الذين لا يلتفتون سوى لكمية الأموال التي تدخل جيوبهم أما الباقي فتفاصيل لا تهم… قرقنة الحالمة أصبحت لأغلب سكانها كابوسا… وهذا غير منفصل عن حال البلاد بأكملها… تلك البلاد التي تسير إلى مستنقع لها والجميع يسعى لحماية رأسه… فقط ” ينطر الفرنك” مهما كانت الطريقة… لن أقول أين الدولة فهي فقدت مبرر وجودها وفي طريقها للانحلال ولن اقول أين الأجهزة الأمنية لأن لها مهام جسيمة تقوم بها في رمضان عوض الاهتمام بالحدود والحماية… ولن أقول أين القراقنة الأصيلين لأن أغلبهم مغلوب على أمره وانساق إما إلى صمت لا يليق به وإما إلى تمعش من كوارث ما زالت ستتالى… أقول فقط، ” اللي يلوّج على حل في الغرم… لن ينال سوى العفن” فهل هناك عفن أكثر مما نحن فيه يا أولاد ” شحيبر” تلطيفا لأولاد مظفر النواب.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023