عنتريات الكيان الصهيوني في أفول…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

عنتريات الكيان الصهيوني في أفول…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

انشغلت وسائل الاعلام والمحليين السياسيين والعسكريين داخل الكيان الصهيوني بحادثة اطلاق صاروخ من قبل حزب الله على طائرة اسرائيلية مسيرة دخلت المجال الجوي للاراضي اللبنانية. والبعض منهم ابدى استغرابا لهذا الحدث واستخلص خطأ ان هذا الحدث هو حدث عرضي للتقليل من شأنه ودلالاته, وربما هذا لانهم اعتادوا على دخول وخروج طائراتهم دون الرد من قبل الجيش اللبناني أو حزب الله. ويبدو ان ذاكرتهم قد اصيبت بالزهايمر ولم يتذكروا التهديد والوعد الذي اطلقه حزب الله عن طريق امينه العام السيد حسن نصرالله حفظه الله في خطابه الذي تلى اسقاط الطائرة المسيرة الاسرائيلية التي حلقت في سماء الضاحية الجنوبية. وللتذكير فإن السيد حسن اوضح ان حزب الله ولغاية ما قبل حادثة الضاحية الجنوبية تجنب إطلاق الصواريخ على هذه الطائرات المسيرة الاسرائيلية التي تعبر الحدود اللبنانية ليس لعدم قدرته على ذلك بل تجنبا ورعاية للحساسيات وإعتبارات سياسية في الداخل اللبناني. وكما ذكر وشدد سماحة السيد آنذاك من أنه من الان فصاعدا (اي بعد حادثة الضاحية الجنوبية) فإن حزب الله لن يسمح لهذه الطائرات بالتحليق او إختراق المجال الجوي اللبناني وعلى أن رجال المقاومة سيعملون على ضرب وإسقاط هذه الطائرات المعتدية على السيادة اللبنانية. وكان تحذيره للعدو الاسرائيلي واضحا كوضوح الشمس لا شك فيه. ومن يعرف السيد حسن يدرك تماما ان هذا الرجل متى يقول الكلمة يلتزم بها ويعمل على تنفيذها وأنه يعني ما يقول وينتقي الكلمة والعبارة الواضحة. قيادة الجيش في الكيان الصهيوني التزمت الصمت تجاه الحادثة ولم يقم المجرم نتنياهو بالتهديد والوعيد كما كان يعمل سابقا بعد كل حدث مهما كبر او صغر. آن الاوان للقيادات السياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني أن تعي ان التعرض للطائرة الاسرائيلية المسيرة من قبل حزب الله إنما تأتي في سياق قواعد الاشتباك الجديدة التي ارساها حزب الله كما وردت على لسان السيد حسن نصرالله الذي إن وعد ينفذ وعده دائما.

ومن يتابع الاحداث منذ فترة فإن القيادات السياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني بدأت إما الالتزام بالصمت او الالتزام بالنبرة المنخفضة بعدما كانت تهديداتهم نيرانية دائما وكانت عادة ما تكون مصحوبة بالاعتداءات الجوية على داخل الاراضي السورية لضرب مواقع الجيش السوري او معسكرات مدعية انها معسكرات تديرها إيران أو أن تضرب مواقع تحت ذريعة انها ضربت لمنع وصول اسلحة استراتيجية او صواريخ عالية الدقة ارسلت من إيران الى حزب الله. ولا بد من التساؤل لماذا هذا الذي يبدو وكأنه وقف لهذه الاعتداءات والعربدة التي اشتهر بها الكيان الصهيوني بقياديه السياسيين والعسكريين.

لا شك ان هنالك عوامل كثيرة ومعطيات في المنطقة أوجدتها التطورات في الاحداث الاخيرة لعبت دورا هاما فيما يبدو على تغيير في سلوك الكيان الصهيوني المعهود.

ربما أهم هذه العوامل هو ما تمخضت عليه الساحة السورية والتي ولدت القناعة التامة عند الاصدقاء والاعداء على ان سوريا بدأت الان المرحلة النهائية في استعادة ما تبقى من أراضيها وخاصة في شمال شرقي الفرات للبلاد والتي تتمتع بوجود ثروات مائية ونفط ومحطات لتوليد الكهرباء وغيرها ووصول الجيش العربي السوري الى المناطق الحدودية مع تركيا. هذا الى جانب الاصرار والتصريحات السورية ان ما يدور في الشمال السوري لن يلهي القيادة السياسية والعسكرية عن إدلب ومقاتلة عشرات الالاف من الارهابيين الذين تجمعوا في هذه المحافظة إن لم يرحلوا عنها. ولا شك ان تعافي الساحة السورية والفشل الذريع الذي منيت به الولايات المتحدة والدول الغربية والكيان الصهيوني وقوى إقليمية اخرى في عدم تنفيذ اجندتهم في تمزيق الوطن السوري وتحويله الى كانتونات طائفية ومذهبية وعرقية متناحرة فيما بينها أو إقامة دولة بحكومة موالية للغرب بشكل عام ومنخرطة في الاستراتيجية الصهيو-أمريكية بوجه خاص قد ولد شعور بالاحباط لدي الكيان الصهيوني. ولا بد لنا من التأكيد على ان هذا الفشل الذريع ربما لم يكن ليتم دون الدعم الذي قدمته روسيا وإيران وحزب الله اللبناني على جميع الاصعدة العسكرية والاقتصادية والسياسية.

والعامل الثاني الذي لا يقل اهمية عن العامل الاول هو تنامي القدرات العسكرية والقتالية لمحور المقاومة وقدرات التنسيق فيما بينها وخاصة في ميادين القتال والخبرات المتعددة التي اكتسبتها في قتال المجموعات الارهابية على إمتداد الاراضي السورية بتنوع تضاريسها الجغرافية وأحوالها الجوية مع إختلاف طبيعة المواجهات والقدرة على التكييف مع كل هذه الظروف وتحقيق الانتصارات. وهذا ما يخيف الكيان الصهيوني الذي اصبح يعمل له الف حساب بعد ان امضى عقودا من الزمن بقناعات مؤكدة وحتمية انه في حالة نشوب اي حرب فإن الغلبة ستكون الى جانبه هذا بالاضافة الى إمكانياته التي كانت تتيح له نقل المعركة الى خارج حدوده وبحيث انه وضمن فترة الحروب كانت جبهته الداخلية والحياة والانشطة الاقتصادية تسري بشكل طبيعي وعادي دون إنقطاع وكأن شيئاا لم يكن. هذه النظرة إختلفت الان كلية ومن هنا نرى التدريبات بين الحين والاخر داخل الكيان الصهيوني الخاصة لاستيعاب إحتمال قيام الحرب وتأثيرها على داخل الكيان. اليوم يعيش الكيان الصهيوني حالة من الشعور بالخطر والتهديد الفعلي الوجودي لكيانه. واصبحت قياداته السياسية والعسكرية مدركة الى ان اية حرب قادمة لن تكون مع دولة بحد ذاتها منفردة بل ستكون مع محور المقاومة وهذا ليس مجرد كلام بل انه فعل قائم.

في السابق كانت الدعاية الصهيونية تركز على فكرة أن اسرائيل هي دولة محاطة بالاعداء الذين ينتظرون اللحظة للانقضاض عليها ورمي اليهود في البحر. كانت هذه الدعاية تهدف الى تبرير السياسة التوسعية والعدوانية لهذا الكيان الى جانب استدرار العطف والدعم العسكري والاقتصادي والسياسي والاخلاقي من الدول الغربية. ولقد أظهرت حرب 1967 كذب هذه الدعاية عندما استطاع جيش هذا الكيان تدمير كل الجيوش العربية في أيام معدودة وإحتلال ما تبقى من فلسطين الى جانب اراضي دول عربية اخرى وقام بضم بعضها الى كيانه بعد ذلك. أما اليوم فالصورة مختلفة تماما فالكيان الصهيوني أصبح فعلا محاصر وفعلا يشعر بأنه مهددا وجوديا من قوى عربية وغير عربية واصبح يأخذ هذا التهديد على محمل الجد بعد ان كان لا يعير اي إهتمام وذلك لادراكه بتفوقه العسكري والتقني على الدول العربية مجتمعة.

وعامل آخر ذو أهمية وهو التواجد الروسي العسكري في سوريا وما قدمه هذا التواجد من دعم عسكري وسياسي للدولة السورية وخاصة بيع المنظومة الصاروخية س-300 الى سوريا ونصب هذه المنظومة على الاراضي السورية. هنالك من يقول بأن روسيا غضت النظر عن الاعتداءات الاسرائيلية التي تكررت في العديد من المرات داخل الاراضي السورية حيث قامت الطائرات الاسرائيلية بالعديد من الغارات على العديد من المواقع في الداخل السوري وأن روسيا لم تتعرض لهذه الطائرات وعلى ان هنالك كان تفاهم روسي-اسرائيلي على غض النظر عن الغارات التي تشنها طائرات العدو على سوريا. وفي تقديري المتواضع ان هذه النظرة هي نظرة خاطئة وسطحية الى حد ما.

أن التواجد العسكري الروسي على الاراضي السورية والذي جاء بناء على طلب رسمي من القيادة السورية لم ولن يكن الغرض منه التصدي للاعتداءات الاسرائيلية. إن التواجد الروسي العسكري كان هدفه الرئيسي هو محاربة الارهاب في سوريا الى جانب تقديم الدعم للجيش السوري والقيادة السورية في هذا الاطار. وللحقيقة يجب ان يقال أن الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي الذي قدمته روسيا لسوريا قد ساهم بشكل كبير على الحفاظ على الدولة السورية وتماسكها وإفشال مخططات التقسيم. قد يكون للبعض مآخذ محقة على الدور الروسي ولكن القول بأن روسيا تغض النظر عن الاعتداءات الاسرائيلية فيه نوع من الاجحاف للدور الروسي. والذي يبدو على العكس بأن روسيا قد ضاقت ذرعا بالكيان الصهيوني وسياساته العدوانية والمغامرة تجاه سوريا الى جانب شكواه المتكررة حول التواجد العسكري الايراني في سوريا. وكلنا يذكر الزيارات المكوكية المتكررة للمجرم نتنياهو الى موسكو لهذا الغرض بالتحديد حيث كان يطلب ضمانات روسية بعدم تواجد عسكري ايراني في سوريا بعد انتهاء الازمة وعلى ان هذا يعتبر بمثابة خط أحمر للكيان الصهيوني وكان الجواب الروسي دائما إن هذا الامر مرهون بالقيادة السورية فهي من تسمح او لا تسمح بتواجد قوات أجنبية على اراضيها, وعلى ان التواجد الايراني كما هو التواجد الروسي هو تواجد شرعي لانه جاء بناءا على طلب رسمي من القيادة السورية. الكيان الصهيوني يشعر بأن التواجد الروسي على الاراضي السورية يكبل يديه الى حد ما ويقف حجر عثرة في ممارسة عربدته وعجرفته واعتداءاته المعهودة.

أما العامل الرابع فهو الفشل في توجيه ضربة عسكرية الى إيران او شن الحرب عليها من قبل الولايات المتحدة بالرغم من كل التحريض الاسرائيلي بالدرجة الاولى. ويجب ان لا ننسى ان دخول نتنياهو في معترك الحياة السياسية في منتصف التسعينات من القرن الماضي ونجاحه في الانتخابات وشغله رئاسة الوزراء أتت على ورقة التصدي الى إيران وتوجيه ضربة الى منشأتها النووية ووصل به الحال الى التهديد الى ان اسرائيل ستقوم بفعل ذلك منفردة إن لم تقم الولايات المتحدة بذلك. وبالرغم من العدوان الاقتصادي الامريكي على إيران من خلال العقوبات الاقتصادية والانسحاب من الاتفاقية النووية بشكل منفرد وأحادي الجانب ومحاولة تعبئة كل الادوات الاقليمية العربية وعلى رأسها السعودية في حملة تحريض مذهبي وطائفي غير مسبوق في المنطقة فشلت في إجبار إيران عن التراجع عن مواقفها وسياساتها الخارجية الداعمة للمقاومة أو الى تراجع في دورها الاقليمي الوازن والفاعل. لقد ادت سياسة العداء لايران مفعولا عكسيا لما ارادته الادارة الامريكية وأدواتها وأذنابها في المنطقة ولعب الدور الروسي والصيني الداعم لها وكذلك الدور الاوروبي الرافض للانجرار وراء المواقف الامريكية العدائية في تمكين إيران وإحترام لمكانتها ودورها. ولقد قامت الدول الاوروبية الى إيجاد الية مالية لتتجاوز العقوبات الامريكية المفروضة على إيران. بالاضافة الى ذلك ابدت دولا مثل روسيا والصين والهند للتعامل مع الصادرات النفطية الايرانية وغيرها خارج منظومة الدولار الامريكي. وقد ينطبق هنا المثل الشعبي القائل ربما ضارة نافعة. واسرائيل بدأت فعليا تخشى من المنظومات الصاروخية على وجه التحديد التي تمتلكها إيران البعيدة والمتوسطة المدى والدقيقة للغاية. وربما تمرير الخبرات والتقنيات العسكرية في هذا المجال الى الجيش اليمني وأنصار الله في اليمن والدقة العالية في استهداف المنشأت النفطية السعودية التي شلت اكثر من نصف الانتاج السعودي من النفط قد ارسل رسالة واضحة الى الكيان الصهيوني لما قد تكون عليه الحال فيما لو اطلقت الصواريخ عالية الدقة من لبنان أو فلسطين على سبيل المثال.

وربما هذا يأخذنا الى عامل آخر على قدر كبير من الاهمية وهي القدرات الصاروخية المتنامية التي يمتلكها محور المقاومة الممتد من إيران الى سوريا الى لبنان وكذلك فلسطين. ففي السابق كان الكيان الصهيوني يحسم المعارك من الجو لقدرته وتفوق المنظومة الجوية التي يمتلكها من الطائرات والتي تعتبر جوهرة الصناعات العسكرية الامريكية مثل ف-16 و ف-35 الحديثة الان. أما الان فإن هذه الترسانة الجوية الاسرائلية لم تعد في إمكانها ان تحسم المعارك كما في السابق وخاصة كما كانت الحال في حرب 67 . وللتاريخ يجب ان نذكر بأن أول من فكر بهذا من القيادات العربية هو الرئيس الراحل حافظ الاسد بعد ان ادرك ان الاتحاد السوفياتي لن يقوم بتزويد الجيش السوري بطائرات متقدمة وأن سلاح الجو الاسرائيلي سيبقى له الغلبة في الاجواء فكان ان إتجه الى تطوير الصناعات العسكرية السورية في مجال الصواريخ وتطوير الصواريخ التي تقدم له من الاتحاد السوفياتي. ويجب ان نذكر ان إسقاط طائرة ف-16 الاسرائيلية من قبل الجيش السوري قد تم بصاروخ روسي مطور في سوريا وليس من قبل منظومة صواريخ س-300 الروسية المتواجدة والعاملة على الاراضي السورية.

الكيان الصهيوني يرى انه محاصر من أكثر من جهة بصواريخ تتميز بدقة عالية ويمكن ان تصيب اي هدف استراتيجي داخل هذا الكيان وان منظوماته المضادة للصواريخ من الباتريوت الامريكية اثبتت عدم قدرتها على التصدي للصواريخ التي تطلق من غزة او الجنوب اللبناني كما حصل أثناء العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 . واليوم يفصلنا 13 عاما عن هذا التاريخ ولا بد ان نتساءل عما تمتلكه المقاومة اللبنانية الان من المنظومة الصاروخية من ناحية الكم والنوعية. وعندما يقول السيد حسن نصرالله ان المقاومة تمتلك الان اضعافا من الصواريخ من ناحية العدد والدقة عما كانت تمتلكه عام 2006 فإن هذا يعني الشيء الكثير وهذا السلاح اصبح مقلق جدا لهذا الكيان الغاصب وجبهته الداخلية.

ويضاف عامل آخر ومهم هنا ايضا وهو “الانسحاب” الامريكي من سوريا. نعم إن امريكا لم تنسحب نهائيا من سوريا وستبقي على بعض قواتها هنا وهناك على الاراضي السورية وتقوم بنهب النفط السوري لحين ولكن انسحابها مهما طال الوقت امرا حتميا. ولا شك ان التواجد والتأثير الامريكي على الساحة السورية قد تراجع وبشكل ملموس واختفى مع هذا القدرة الامريكية على إعطاء الغطاء الجوي للغارات الاسرائيلية. وربما الاهم من ذلك للكيان الصهيوني انه كان يأمل في إقامة “اسرئيل” اخرى في الخاصرة الشمالية السورية وذلك بإقامة كيان كردي منفصل عن سوريا الأم عن طريق الدعم الامريكي لبعض المجموعات الكردية بعد ان قامت المخابرات الامريكية بتكوين “قوات سورية الديمقراطية” عام 2015 بغرض تقسيم الوطن السوري وهي بالاساس قوات كردية مطعمة ببعض العناصر العربية والاقليات في الشمال السوري. وكان تخلي الادارة الامريكية عن هذه القوات مؤخرا وتركها تحت رحمة الجيش التركي ضربة كبيرة تلقاها الكيان الصهيوني الذي كان يراهن الى حد كبير على ان الادارة الامريكية ستسعى الى خلق ودعم كيان كردي مستقل في الشمال السوري.

لقد تبددت الامال والاماني للكيان الصهيوني بتدمير الوطن السوري وتقسيمه وقد عمل هذا الكيان كل ما في وسعه عمله لاجل ذلك من الاعتداءات المباشرة على الجيش السوري وحلفاءه الى تدمير مخازن اسلحة ومراكز علمية عسكرية ودعم المجموعات الارهابية بالسلاح والتدريب والطبابة…الخ ولكنه فشل فشلا ذريعا والان اصبح يحصد نتائج سياساته العدوانية.

ولا بد من الاشارة في النهاية الى ان الحرب الكونية التي شنت على سوريا أدت الى تغيير جذري في الخارطة الجيوسياسية في المنطقة وهي بالتأكيد ليس في صالح الامبرايالية الامريكية ولا في صالح هذا الكيان الغاصب الذي يبدو الان في حالة من القلق على مصيره ووجوده. ومما لا شك فيه ان الانقسام الحاد الافقي والعمودي في المجتمع داخل هذا الكيان والذي كان من اكبر تجلياته نتائج الانتخابات الاخيرة تظهر الهشاشة الداخلية له والوهن الذي أصاب جبهته الداخلية مما يزيد الامور تعقيدا له سواء في الاقليم أو الساحة الدولية.

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023