فلسطين المحتلة: بعد فوزها ب13 مقعدا..القائمة العربية تقصي نتانياهو لفائدة غانتس

فلسطين المحتلة: بعد فوزها ب13 مقعدا..القائمة العربية تقصي نتانياهو لفائدة غانتس

استئناف جهود السلام الجادة مع الفلسطينيين أحد شروط الأحزاب العربية لرئيس الوزراء الجديداستئناف جهود السلام الجادة مع الفلسطينيين أحد شروط الأحزاب العربية لرئيس الوزراء الجديد.

 

أعلنت الأحزاب العربية الإسرائيلية الأحد، أنها ستدعم رئيس الأركان السابق بيني غانتس لترؤس الحكومة الإسرائيلية المقبلة في وقت تجري فيه الرئيس الإسرائيلي مناقشات حاسمة مع الأحزاب السياسية لمعرفة توصياتهم حول الشخصية التي ينبغي تكليفها بذلك.

وعبرت القائمة العربية المشتركة عن هذا الدعم في مقال لرئيسها أيمن عودة في صحيفة “نيويورك تايمز” قبيل اجتماعها بالرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.

ويعتبر دعم الأحزاب العربية الأول منذ العام 1992، حين أتاح دعم خمسة نواب من عرب إسرائيل لإسحق رابين الحصول على غالبية قبل اتفاقات أوسلو مع الفلسطينيين.

ويعقد ريفلين حاليا اجتماعات منفصلة مع جميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان ليستمع إلى توصياتهم بشأن اختيار رئيس الوزراء المقبل.

وتم تحديد مواعيد اجتماعات الرئيس ريفلين مع كل من الأحزاب بالترتيب وفق عدد الأصوات التي حصل عليها.

وعقد أولى المشاورات مع التحالف الوسطي أزرق أبيض بزعامة رئيس هيئة الأركان الأسبق بيني غانتس والذي حل في المرتبة الأولى في انتخابات الثلاثاء بفوزه بـ33 مقعدا من أصل 120 في البرلمان، ثم مع الليكود اليميني بزعامة نتانياهو والذي حل بعد “أزرق أبيض” بفارق مقعدين.

ثم سيستمع ريفلين إلى توصيات القائمة العربية المشتركة التي أصبحت القوة الثالثة في البرلمان الإسرائيلي بعد فوزها بـ 13 مقعدا، وفي وقت لاحق إلى حزب وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان “إسرائيل بيتنا” القومي الذي فاز بثمانية مقاعد.

وأيا كان الخيار، ليس من المؤكد أن ينجح الشخص المكلف في تشكيل ائتلاف حكومي، وصدرت دعوات عديدة إلى قيام حكومة وحدة وطنية وتجاوز هذا المأزق.

ومن المتوقع أن تستمر مشاورات ريفلين حتى يوم الاثنين وسيتم بثها على الهواء مباشرة من قبل مكتب الرئيس الإسرائيلي.

ولطالما أحجمت الأحزاب العربية في إسرائيل عن تأييد أي شخص لرئاسة الوزراء، لكنها هذه المرة ستدعم غانتس وذلك كجزء من الجهود الرامية إلى الإطاحة بنتانياهو.

وفي هذه الحالة، يمكن أن يلعب ليبرمان دور صانع الملوك بعد حملته الانتخابية التي رفعت شعار “لجعل إسرائيل طبيعية من جديد”.

ويشير ليبرمان في شعاره إلى التأثير المفرط بنظره للأحزاب اليهودية المتشددة في إسرائيل على سياسات الدولة، وهي أحزاب كانت جزءا رئيسيا من ائتلاف نتانياهو السابق.

ويرى زعيم “إسرائيل بيتنا” على غرار العديد من الإسرائيليين، أن نفوذ هذه الأحزاب سمح لها بفرض قوانين دينية على المجتمع العلماني.

ولن يكون الرئيس الإسرائيلي مجبرا على اختيار السياسي الذي سيحصل على غالبية التوصيات لتشكيل الائتلاف الحكومي، لكن عليه أن يختار من يعتقد أن لديه فرصة أفضل لإنجاز المهمة.

ليبرمان أيضا لديه الوقت لمنع تشكيل حكومة يسيطر عليها اليمين المتطرف للمرة الثانية

ليبرمان أيضا لديه الوقت لمنع تشكيل حكومة يسيطر عليها اليمين المتطرف للمرة الثانية

وكانت تكهنات أشارت إلى إمكانية أن يجتمع الرئيس بكل من نتانياهو وغانتس ويطلب منهما البحث عن خيارات لتشكيل حكومة وحدة.

لكن نتانياهو اعترف الأسبوع الماضي بعد نتائج الانتخابات المخيبة لآماله بأنه غير قادر على تشكيل ائتلاف يميني ودعا غانتس إلى الانضمام إليه لتشكيل حكومة وحدة.

وكان زعيم التحالف الوسطي دعا مرارا إلى تشكيل حكومة وحدة لكنه وبعد دعوة نتانياهو أوضح موقفه وقال إنه يجب أن يكون رئيسا للوزراء لأن حزبه كان الأكبر.

وأثارت هذه المواجهة بينهما احتمال إجراء انتخابات ثالثة خلال عام.

وفشل نتانياهو بعد انتخابات نيسان/أبريل في تشكيل ائتلاف حكومي وفضل الذهاب نحو إجراء انتخابات ثانية في غضون خمسة أشهر.

وقال مدير مكتب ريفلين، هاريل توبي لراديو الجيش الإسرائيلي الأحد إن الرئيس “سيشارك وسيبذل قصارى جهده لمنع جولة ثالثة من الانتخابات”.

وأضاف “ستشمل المشاورات عروضا جديدة لم يسمع عنها الجمهور بعد”.

وخطوة الأحزاب العربية تأييد غانتس لرئاسة الوزراء تعتبر علامة فارقة بعد أن أثار الخطاب السياسي لنتانياهو غضب الكثير من عرب إسرائيل خاصة وأنه ترافق مع خطوات بحقهم اعتبروها عنصرية.

ويُنظر إلى ذلك على أنه أحد العوامل التي ساهمت في زيادة إقبال عرب إسرائيل على صناديق الاقتراع وظهور القائمة المشتركة بشكل قوي.

لكن الأحزاب العربية ربطت تأييدها لأي شخص بمجموعة من المطالب التي على رئيس الوزراء المقبل أخذها بعين الاعتبار، وتتمحور هذه المطالب حول التعامل مع جرائم القتل والعنف في المجتمع العربي في إسرائيل واستئناف جهود السلام الجادة مع الفلسطينيين.

وستشكل نهاية حقبة نتانياهو الذي شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 13 عاما، وهي أطول فترة لرئيس وزراء، لحظة استثنائية في تاريخ السياسة الإسرائيلية.

ويواجه نتانياهو (69 عاما) تهما محتملة بالفساد في الأسابيع المقبلة بناء على جلسة استماع في أوائل تشرين الأول/أكتوبر.

وكان بيني غانتس أبدى في الماضي رفضه العمل في حكومة رئيسها متهم، ولو أنه لم يكرر ذلك في الأيام الأخيرة.

وما زال نتانياهو يحظى بدعم حزب الليكود والأحزاب اليمينية والدينية الأصغر، وهذا الدعم يمنحه 55 مقعدا في البرلمان الجديد لكن هذا الرقم أقل من الـ 61 مقعدا المطلوبة للأغلبية.

وبتأييد الأحزاب العربية غانتس سيحصل حزب هذا الأخير على 57 مقعدا وبدونها سيكون معه 44 مقعدا فقط.

ولا تشمل هذه الأرقام مقاعد حزب إسرائيل بيتنا الثمانية

 

وكالات

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023