في الذكرى الـ62 لإنتصار الثورة الكوبية…بقلم محمد النوباني

تحل اليوم الذكرى ال٦٢ لانتصار الثورة الكوبية المظفرة التي قادها الرئيس الراحل فيدل كاسترو وثلة من الثوريين العظام من ضمنهم الثائر الاممي العظيم الشهيد أرنستو تشي جيفارا.

لقد اطاحت تلك الثورة العظيمة بنظام الدكتاتور باتيستا العميل لواشنطن والذي كان قد حول هذا البلد إلى مزرعة خلفية للإمبريالية الامريكية وإلى كازينو كبير للقمار حيث كان يؤمها الامريكيون للهو وممارسة البغاء واقامت اول نظام إشتراكي في نصف الكرة العربي.
كما حققت الثورة الكوبية إنجازات اقتصادية وإجتماعية وصحية لعمال وفلاحي وكادحي كوبا واقامت بقيادة حزبها الشيوعي دولة مؤسسات لا تعتمد على الزعيم الاوحد ولا تنتهي برحيله ولذلك فقد استعصت على الهزيمة سواء من خلال التدخل العسكري من الخارج(عملية خليج الخنازير الفاشلة عام 1961)ومن ثم من خلال الحصار الاقتصادي المستمر الذي فرضته واشنطن عليها منذ اليوم الاول لانتصار ثورتها.
لقد ظن امبرياليو الولايات المتحدة الامريكية ان الثورة الكوبية سوف تنهار وتسقط من الداخل بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفياتي السابق وبلدان ما كان يعرف بالمنظومة الاشتراكية ولكنهم فوجئوا بانها لم تسقط بل آزدادت عنفوانا وقوة.
وسبب ذلك ان فيديل كاسترو لم يعتمد في رسم استراتيجيات بقاء الحزب الشيوعي و الدولة الكوبية على وجود او زوال الاتحاد السوفياتي السابق، اي على العامل الموضوعي، الخارجي،وانما على العامل الذاتي،الداخلي ممثلا بحركة الجماهير المنظمة والواعية والجاهزة دوما للدفاع عن انجازات الثورة .
لا شك بان غياب الظهير الاممي ممثلا بالاتحاد السوفياتي اثر كثيرا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في كوبا الا ان اعتماد كوبا على نفسها اولا وعلى اقتصادها المقاوم ثانيا ووقوف روسيا مجددا إلى جانبها في عهد بوتين ثالثا وتطور علاقاتها مع الصين رابعا مكنها من تجاوز تلك المحنة.
كما أن عظمة فيدل كاسترو تمثلت بأسطع صورها عندما قدم إستقالته من قيادة الحزب والدولة حينما شعر ان وضعه الصحي لم يعد يسمح له بمواصلة دوره في قيادة الثورة الكوبية حيث تم انتخاب راؤول كاسترو امينا عاما للحزب خلفاً له و ميغيل كياز كانيل رئيسا للدولة.
إن عظمة كوبا كانت ولا زالت تكمن في انجازات الثورة الكوبية حيث يعترف الامريكيون انفسهم ان مستوى الطب والخدمات الطبية في كوبا متقدم اكثر من مثيله في الولايات المتحدة الامريكية وتكلفة العلاج فيها اقل بكثير ولذلك فان المواطنين الامريكيين كانوا ولا زالوا يتسللون بحرا الى كوبا طلبا للعلاج.
كما ان موقفها الاممي المساند لنضال الشعوب المظلومة ضد الامبريالية والصهيونية ومن اجل بناء عالم متعدد الاقطاب على انقاض عالم القطب الامريكي الواحد ومن اجل بناء نظام اقتصادي عالمي جديد متحرر من الراسمالية المتوحشة والعولمة المجرمة ومن العبودية الاقتصادية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي جعلها محط احترام وتقدير كل احرار العالم..
اما بالنسبة لنا نحن الشعب الفلسطيني فان وقوفنا الى جانب كوبا وتضامننا غير المحدود معها هو واجب علينا لانها لم تبخل علينا يوماً رغم مصاعبها الإقتصادية لا بالدعم السياسي ولا الدعم الدبلوماسي وكانت ولا زالت تمنح الكثير من الطلبة الفلسطينيين الفرصة لمواصلة تحصيلهم العلمي في جامعاتها ومعاهدها العليا.
وبإختصار فإن الثورة الكوبية بقيت صامدة لأنها لم تغلب مصلحة الدولة على مصلحة الثورة ولم تقم بينهما سوراً صينياً عظبماً فبقيت ثورتها متجددة .
المجد للثورة الكوبية في ذكرى إنتصارها الثانية والستين والخلود لروح زعيمها التاريخي فيدل كاسترو ، والخزي والعار لإمبريالية اليانكي الامريكية التي تواصل حصارها الجائر والآجرامي عليها.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023