قائد وشعب ودولة يحتفلون رسميا بالمولد النبوي الشريف في سابقة غير مسجلة.. الدلالات والمؤشرات في ظل عالم منقسم عمودياً بالإنسان للتقسيم الأفقي الجغرافي طبقاً للمشروع الصهيوني

  بقلم: جميل انعم العبسي (اليمن) |

في سابقة غير مسجلة في التاريخ العربي والإسلامي إحتفل اليمن رسمياً وشعبياً وثورياُ بالمولد النبوي الشريف في يوم 12 ربيع أول من عام 1440هـ المعلن يوم عطلة رسمية في الجمهورية اليمنية كأول دولة عربية إسلامية في التاريخ المعاصر، اذا ماستثنينا الدولة الفاطمية في مصر والنظام الماركسي في جنوب اليمن الذي لم يتجاوز ولم يقمع مشاعر شعب الجنوب الذي يحتفل بالمناسبة من غرب العيدروس والحسيني في لحج حتى شرق جامع تريم في حضرموت بإقامة الولائم وإيقاد الشموع عند أضرحة أولياء الله الصالحين وارتداء الأطفال الملابس الجديدة ورش العطور والبخور وقطف الفل والرياحين وإقامة الموالد والمدائح في ذكر سيرة رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم حتى مطلع فجر اليوم التالي.

فكان يوم المولد النبوي عطلة رسمية في جمهورية اليمن الديمقراطية الماركسية كعنوان من عناوين شعب اليمن جنوباً، وماكان يحدث في الجنوب يحدث في الشمال في الجبال والسهول والوسط ليكتمل مشهد وحدة اليمن شعباً وأرضا في ظل رمزية الإحتفال بيوم مولد رسول الرحمة للعالمين، ومع تعرض اليمن للغزو الوهابي الإخواني تلاشت المظاهر الاحتفالية للمناسبة، فهي بدعة وابتداع وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار والنار مثوى الكافرين، وهو الحديث الذي استشهد به الشيخ الصهيوني أفيخاي أدرعي بوصفه إحتفال المسلمين بيوم القدس العالمي بدعة من بدع الفرس المجوس، والزعيم العلماني جمال عبد الناصر قال ان أكرم وأشرف وأطهر يوم في تاريخ البشرية هو يوم مولد الرسول محمد صل الله عليه وآله وسلم فهو يوم تطهرت فيه البشرية من الكفر والمادية، وشهيد المحراب محمد سعيد رمضان البوطي قال إن تجلي مظهر الوحدة الإسلامية في الحج الأكبر ووحدة المسلمين بكل لغات العالم يثير الرعب والخوف في نفوس يهود إسرائيل الصهاينة لأنهم يرون في ذلك التجمع زوال كيانهم الغاصب والمحتل لفلسطين المحتلة، تجمع 2 مليون وأكثر في الحج الأكبر يثير رعب بني صهيون، فما بالكم لو إحتفل مليار ونصف مسلم بيوم المولد النبوي الشريف رسمياً وشعبياً في كل أنحاء العالم فماذا ستكون عليه مشاعر الصهاينة المحتلين لفلسطين المحتلة.

وتلك هي الرسالة الأهم لرمزية إحتفال بضعة ملايين من الشعب اليمني المحاصر بالمولد النبوي الشريف، وحسب ماورد إلينا من وكالات الأنباء والقنوات الفضائية إحتفلت شعوب والعواصم العربية بالمولد النبوي، ففي سوريا ظهر الرئيس السوري المقاوم بشار الأسد في أحد جوامع دمشق بعد صلاة المغرب وبإحتفال خطابي رمزي عن المناسبة، وفي قاهرة المعز لدين الله الفاطمي إحتفل الشعب المصري بالذكرى بالمدائح الصوفية في شوارع القاهرة، وفي لبنان وحباً للرسول الأعظم توزع الحلويات والأكل والشرب للعامة وإقامة عروض مسرح الحكواتي في الشوارع وقراءة القرآن الكريم، وفي بغداد العراق تجلت الوحدة العراقية الشاملة وفي جامع أبي حنيفة النعمان وساحات بغداد يحتفلون بالمناسبة على ضوء إيقاد الشموع، وفي المغرب له مذاق خاص بتوزيع أنواع متعددة من الحلوى والمكسرات الخاصة بالمناسبة، وفي جامع الزيتونة بتونس للذكرى إحتفالية سنوية بقراءة الكريم وسيرة رسول الرحمة للعالمين، وفي الجزائر تقام ألعاب شعبية خاصة بالمناسبة إلى جانب تقديم الحلويات للعامة، أما شعب السودان الشقيق له طقوس احتفالية عريقة بالمناسبة مشابهة لاحتفالات الشعب اليمني من الانشاد والمدائح والموالد والعطور والبخور والفل والرياحين وإقامة الولائم الدسمة للعامة، وبقية عواصم وبلدان الشعوب العربية والإسلامية حتماً تحتفل بالمناسبة ولم تسعفنا الكاميرات التلفزيونية عن ذلك.

وفي كل الاحوال والظروف كل المسلمين يحتفلون بالمناسبة شيعة وسنة ومذاهب وطرق صوفية وأشعرية وغيرها، بإستثناء أتباع قرن الشيطان النجدي الوهابية واخوان التكفير الموالين لأمريكا واسرائيل، وفي اليمن كان المشهد إستثنائياً هذه المرة، شعباً وحكومة ومجاهدين ودولة وبالرغم من إعلان صعدة منطقة عسكرية وتطويق الحديدة جواً وبراً وبحراُ وحصار اليمن جوعاً وافقارا وقتلاً بالأمراض والاسلحة الحارقة للإنسان والحيوان والنبات والجماد، ومع شروق شمس يوم مولد النبوي الشريف من عام 1440هـ كانت الحشود البشرية الإيمانية اليمنية الأصيلة وبالملايين تتوافد إلى ساحات عواصم المحافظات الصامدة الباسلة، وقبل إطلالة السيد القائد تحولت الحشود الإيمانية إلى أمواج بشرية يمانية هادرة بلبيك يارسول الله لبيك يارسول الله، وبعد الكلمة المقتضبة للسيد القائد تفاعلت الأمواج الهادرة أثناء كلمة قائدها فأدرك الداخل الخائن والعميل أن الأمواج الهادرة ستتحول إلى تسونامي يمني أصيل سيجرف كل عناوين العمالة والخيانة والنفاق والفساد والإرتزاق إلى مياه البحر الأحمر وخليج عدن وسواحل الجنوب اليمني، ومع ختام الكلمة الإيمانية للسيد القائد أدرك وسيدرك عبيد أمريكا وإسرائيل أن الأمواج اليمنية الإيمانية ستتحول إلى طوفان جارف لكل مفاعيل وافعال قرن الشيطان وآل سعود وعيال زايد إلى تل أبيب وواشنطن لامحالة حرباً أو سلماً، ومابعد الحشود والأمواج والطوفان الكيان الصهيوني سيجد نفسه معزولاً ويتيماً ومحروماً من عصابة الموالاة وان استمرار الحياة لكيانه الغاصب محال واكثر من محال في ظل تنامي امواج الطوفان البشري اليمني الايماني الهاتفة قوياً مدوياً لبيك يارسول الله لبيك يارسول الله، طوفان يماني أصيل سيجرف صهاينة الاحتلال إلى ماوراء الصحاري والاحتلال تماماً كما جرف طوفان الأوس والخزرج الأنصار يهود خيبر وبني قينقاع والنظير وبني قريضة إلى ماوراء التاريخ والجغرافيا العربية والإسلامية.

ومابين هتاف أنصار رسول الله الأوس والخزرج بطلع البدر علينا، وهتاف أنصار الله المجاهدين بهتاف لبيك يارسول الله، اطل قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حماه الله في شمس يوم الثاني عشر من ربيع أول لعام 1440هـ والنور يشع من وجهة الكريم وهو بكامل صحته وعافيته من أخمص قدمية حتى ناصية جبهته الشريفة الشامخة وبرسائل مشفرة وغير مشفرة للخارج والداخل معاً للعدو قبل الصديق والرفيق والأخ الشقيق وغير الشقيق، مذكراً القوم بأن البداية كانت بثلاثة فقط محمد وخديجة وعلي رضوان الله عليهم، وبرغم الحصار والتجويع ومؤامرة دار الندوى بشيطان وإبليس نجد وتآمر اليهود والأحزاب والأعراب والمنافقين وبرغم كل ذلك فإن الدائرة إتسعت حتى بلغت الشرق والغرب ولا يكاد هناك من رقعة في الأرض إلا ويذكر فيها الله أكبر ولا إله الا الله محمد رسول الله، واليوم وماقبل اليوم الأمس ومابعد الغد والمستقبل وكانوا فتية في الكهوف والشعاع يمتد إلى كل جغرافيا اليمن وسيمتد إلى الشرق والغرب إن شاء الله تعالى الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام.

ومادون ذلك هناك اشارات ودلائل وعهد وميثاق وردت في الخطاب المختصر وكل مفاعيل الإستعمار والصهيونية والتكفير والخوان وعلى إمتداد ألف سنة يترنح ويهتز بتجديد الولاء لسيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صل الله عليه وآله وسلم في ذكرى مناسبة المولد النبوي الشريف، وفي حواضر ومدن أرياف أنصار رسول الله وأنصار الله بالدعوى للتمسك بالقرآن الكريم وأخلاق القرآن الكريم ووصايا الرسول العظيم لإفشال مخطط الفاسدين والإباحيين بضرب الشباب في هويتهم الإيمانية بالغزو المعادي الناعم، وللداخل اليمني نصرة المظلوم والملهوف والفقير بالتكافل الإجتماعي، وللجانب الرسمي فرصة نعم فرصة بالشعب للحفاظ والنهوض بمؤسسات الدولة ومكافحة الفساد والمفسدين قبل فوات الأوان.

وكما أسلفنا سابقا فإن مظهر توحد المسلمين يثير الرعب في نفوس اليهود الصهاينة المحتلين لأنه مشهد القوة الإسلامية الموحدة مقابل الطاغوت الصهيوني الكيان الإسرائيلي الذي لايستطيع أن يعيش في ظل وحدة العرب والمسلمين بالشعوب والأوطان والشرط الوحيد لإستمرار هذا الكيان وتوسعه هو إستمرار تمزيق العرب والمسلمين أكثر وأكثر بل وتمزيق العالم بأسره ومانشاهده اليوم في الوطن العربي والعالم من إنقسام عمودي في السياسة والأحزاب والإنسان والحروب المباشرة وغير المباشرة هو مقدمة للإنقسام الأفقي بالجغرافيا العربية والعالمية، وها نحن نشاهد الإنقسام بالجغرافيا في ليبيا وسوريا إدلب بالدواعش وسوريا شرق الفرات بأمريكا وتركيا، وفي اليمن أذرع عسكرية خارجية وداخلية تسيطر على الجنوب ومأرب وأجزاء من الساحل وتعز أذرع عسكرية تنتظر صفارة الحكم الصهيوني للإنطلاق في تقسيم الكعكة اليمنية بالسعودي والإماراتي وحتى العماني، وللخونة الفتات والعظام بالمحافظات الفقيرة بالثروات النفطية والغاز، وفي أوروبا هناك إنقسام بخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي وذهاب فرنسا ماكرون إلى كبد الحقيقة بالدعوى لقيام جيش أوروبي لحماية أوروبا من الفوضى العالمية القادمة كما قال ماكرون فرنسا.

وفي أمريكا هناك إنقسام بالسياسة تجاوز المراحل الإنتخابية إلى سنوات الحكم، فالديمقراطي ضد الجمهوري والحمار يريد الركوب على الفيل الجمهوري واللون الأحمر يتساوى مع اللون الأزرق نسبياً في الإنتخابات الأخيرة ومخابرات السي آي إيه ضد البيت الأبيض وقناة الفوكس نيوز مقابل قناة السي إن إن والواشنطن بوست مقابل النيويورك تايمز والاخوان مقابل الوهابية وقطر مقابل السعودية، وتركيا تتجه للشرق روسيا بإتفاقية الغاز وستتجه أكثر نحو ألمانيا والجيش الأوروبي، وحماس تعود تدريجياً نحو محور المقاومة، والخونة والعملاء لايزالون يتحدثون عن الميليشيات التي تحتفل بالمولد الشريف وهم يشاهدون وبأم أعينهم بأن الميليشيات أصبحت جيشاً ودولة وحكومة وشعباً بالملايين الملايين، ميليشيات إستدعى خروجهم للإحتفال أكثر من 30 ألف فرد لتنظيم الإحتفال رسالة مشفرة أخرى لمن يساوره الشك.

وهكذا في أوروبا هناك الشيء ونقيضه، وكذلك في أمريكا، وكذلك في الوطن العربي، وجميعهم في حلف بني صهيون يجمعهم متى يشاء ويفرقهم متى يريد تبعاً للمشروع الصهيوني، ومايحدث في أمريكا قد ينتقل للانقسام الأفقي الجغرافي بظهور نزعات حق تقرير المصير لولاية كاليفورنيا وولاية الجنوب الأمريكي وبحصول ذلك لن نفرح كثيراً لأنه مشروع صهيوني لتقسيم أمريكا وهو الطريق الصحيح لزوال أمريكا وحلول إسرائيل اليهودية مكانها لحكم العالم من أورشليم القدس، إنه المشروع الصهيوني بإختصار، ومن سيفشل المشروع الصهيوني ويجتثه هو مشهد الوحدة الإسلامية بالإلتفاف نحو رمز الأمة الإسلامية والإنسانية محمد صل الله عليه وآله وسلم وتنفيذ وصاياه والإلتزام بأخلاق القرآن الكريم والتمسك بالحرية والسيادة اليمنية والدفاع عن الوطن والعقيدة والتأكيد على تحرير فلسطين والمقدسات الإسلامية.

وتلك هي أهم محاور خطاب السيد القائد للملايين اليمنية المحتشدة في محافظات الصمود والشموخ كمظهر من مظاهر الوحدة الإسلامية في ذكرى مناسبة جامعة لكل المسلمين تضاهي في رمزيتها مشهد الحج الأكبر يوم عرفة وتلك هي الرسالة الأهم والأهم في مقاومة وهزيمة الطاغوت الأكبر الصهيونية العالمية ومن يتولاها من العرب والعجم، ومسك الختام والخاتمة نحن أولياء رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم وأنتم أولياء ترامب ونتنياهو وبن سلمان المجرم، نحن أخلاقنا القرآن الكريم ووصايا الرسول الأعظم في تاريخ البشرية، وأنتم أخلاقكم حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني الموالي للصهيونية والعاقبة للمؤمنين والمتقين والذل والخسران والهوان لأولياء أمريكا وإسرائيل وقرن الشيطان الرجيم كما ورد بالقرآن الكريم، وصل الله على محمد وآل محمد، اللهم صل على محمد وآل محمد.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023