كتب عارف العلي: أردوغان وأضغاث أحلامه العثمانية

يقال في الأمثال «العثماني إذا لم يجد من يقتله يقتل أباه».. ويبدو أن هذه حقيقة وقد عاشها أجدادنا كابوساً مدة أربعة قرون تحت نير الاحتلال العثماني الذي مارس فيها تحت راية الإسلام كل فنون القتل والصلب والتنكيل ونهب ما نهب وسرق ما سرق حتى جبة رسول الله سرقها أجداد أردوغان وهي شاهدة في عاصمتهم اليوم.
وهذا بائع البطيخ أردوغان سليل العثمانيين فتحنا له قلوبنا وأسواقنا وحدودنا وبيوتنا فلم يضمر به لا حسن جوار ولا حسن ضيافة ولا قدسية «زاد» ولا ملح، وفضّل الاصطفاف مع الإرهابيين فراح ينهب القمح والنفط والغاز من الجزيرة السورية ونهب عن طريق إرهابييه المعامل والمصانع والبضائع من العاصمة الاقتصادية حلب تحت جنح الظلام وفتح مطاراته لاستقبال الإرهابيين من كل حدب وصوب لقتل أهلنا وإخواننا بدم بارد ويحتل جزءاً من أراضينا تارة تحت مسميات لا أصل لها.
لا شك بأن المدعو أردوغان يمتلك مقدرة فائقة على القفز البهلواني واللعب على كل الحبال وفي كل الميادين، فتارة يؤكد على العلمانية والجمهورية وتارة أخرى يعتبر تركيا وريثة «الخلافة العثمانية» التي كانت تهيمن على نصف الكرة الأرضية.. وهو وحزب «العدالة والتنمية» من عتاة العثمانية الجديدة.
نعم يجيد المدعو أردوغان فن الاستدارة ويطلّق أمريكا والغرب بالثلاث علّه يطيل من عمره برهة ويغازل الروس وحلفاءهم اليوم لطيف الجانب عذب الكلمات معهم بعد أن كان يتوعد ويهدد.. يتصالح مع الأعداء أو الافتراق مع الأصدقاء حين تشتد العواصف كسباً للتعاطف حيث تعيش تركيا أردوغان اليوم حالة من الفوضى والاستدارات المكوكية لتخرج نفسها من المستنقع السوري الذي أدخلت نفسها فيه راغبة للحفاظ على ماء الوجه.. إلا أنه ولقدر مكتوب كلما تحرك وأينما اتجه يزداد غرقاً بسبب اللعنة السورية ولن يهرب منها وسوف تلاحقه أينما حلّ وبمن استنجد، ولن يكون «محمد الفاتح» كما يتمنى وليس بـ«الخليفة الذي سيؤم المسلمين في الجامع الأموي» كما حلم بل إن المستنقع السوري الذي أقحم نفسه فيه سيكون سبب نهاية حياته السياسية كما كانت سورية سبب سقوط الخلافة العثمانية.
وانطلاقاً من هذه الحقائق.. تكون الانتخابات المبكرة التي يصبو إليها أردوغان حلاً قانونياً مؤقتاً مأمولاً لاستغلال الوقت والهروب بأزماته الداخلية والخارجية إلى الأمام والمراهنة على كسب مزيد من الوقت وهذا بالنسبة له ولحزبه ضرورة وجودية لأن الاحتفاظ بالسلطة سيساعده على الأقل لتجنب السجن.. ولكن ما هي إلا حشرجات الموت بعينه.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023