لعنة الثروات تلاحق الدول الغنية بالموارد الطبيعية

لعنة الثروات تلاحق الدول الغنية بالموارد الطبيعية

محمد إبراهمي-ناشط سياسي |

الدول الغنية بالثروات الباطنية تكون هدفا سهلا للإنتهازيين، وكما انها تكون ضعيفة سياسيا فهي دول عميقة متجذرة البعض من هاته الدول مستقرة والأخرى مضطربة سياسيا يسهل إختراقها وتنهب ثرواتها بتعلة الإستثمار وفي الحقيقة هو إستعمار في حد ذاته،،
فالإستهداف الممنهج لتهميش وتشتيت أركان الدول الغنية بالموارد يساعد القوى الإمبريالية على إمتصاص الثروات بدون مقابل وإدخال هاته البلدان في حرب باردة بينها وبين شعوبها أسبابها عديدة منها التفقير والتهميش، وهي سياسة الإلهاء والتدخل الإستعماري .
حيث تتحول الثروة من نعمة إلى نقمة عند سوء التصرف أو الإستغلال من طرف القوى الإستعمارية القديمة أو الإمبريالية وتبقى تلك الشعوب رهينة الفقر رغم كونها في بلدان غنية بالموارد الطبيعية وللأسف ضعيفة سياسيا إما من سوء الإدارة أو التطبيع الأجنبي للمصالح السياسية الضيقة،
فسياسة التفقير وضرب إقتصاد وأمن وإستقرار هاته الدول لغز ربما لا يعرف حله إلا الدول الإستعمارية،
متى أو إلى متى ستبقى هاته المعادلة الغير عادلة، ولماذا الدول الغنية بالثروات شعبها فقير ومهمش ،فثرﻭﺍﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺗﻼﻋﺒﺖ ﺑﻬﺎ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺘﺮﺓ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﺧﺮﻯ..
فالدول النامية إقتصاديا وسياسيا تكون متماسكة وشعارها واحد وهو هيبة الدولة وكرامة شعبها، أرى ان في جل البلدان هناك أطراف فاعلة ونافذة تسيطر على الوضع السياسي والإقتصادي دون الظهور في المشاهد السياسية ولكن تلعب دور مهما في إنتهاز الفرص لمصالحهم الضيقة،
فتماسك الدولة العميقة مع شعوبها يعيد هيبتها وتستطيع تأميم ثرواتها دون اللجوء للتدخل الأجنبي،فإﻥ ﻛﻞ ﺗﺪﺧﻞ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﺑﺄﺧﺮﻯ خصوصا بتعلة ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ لإعادة النظام ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻠﻨﻬﺐ ﻭﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ ﻫﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﺇﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻲ ﺑﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﻭﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺿﺪ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، فلماذا القارة السمراء الأغنى بالموارد الطبيعية رغم كونها الأفقر عالميا !؟؟
بلادنا ثروة طبيعية وثروة بشرية وطاقات عصرية لابد من إستغلال هاته الطاقات لمجابهة التحديات والنهوض ببلادنا،
فاﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﻃﻨﻲ، ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﻫﻮ ﺧﻂ ﺃﺣﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻩ ﺃﻭ ﻳﻘﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ.
فلا عاش في تونس من خانها.

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023