لماذا كل ھذه المراوغة في إتخاذ القرارات المصیریة من قبل القیادة الرسمیة الفلسطینیة؟

الدكتور بھیج سكاكیني |

الاجتياحات المكثفة والهمجية والمستمرة لقوات الاحتلال الصهيوني بعد العملية البطولية لعملية عوفرا والتي ادت الى إصابة 11 مستوطنا صهيونيا القاطنين في إحدى الغدد السرطانية شمال رام الله تدلل بشكل واضح ومكرر على ان الضفة باكملها هي تحت الاحتلال وأن تقسيم المناطق الى أ و ب و ج لا يعني شيئا على الاطلاق سوى إعطاء الانطباع ان هنالك “عملية سلام” جارية وأن هنالك “سلطة” فلسطينية على جزء من اراضي الضفة الغربية. وصول الدبابات والاليات العسكرية واقتحام مؤسسات ” السلطة” الرسمية والاقتراب من مقر الرئاسة والضرب بعرض الحائط لاي من الاتفاقيات الامنية بين سلطات الاحتلال و “السلطة الفلسطينية” تدل ان الاحتلال يؤكد مرة اخرى انه لا يقيم اي وزن او ادنى إحترام لهذه الاتفاقيات هذا في الوقت التي تتمسك “السلطة” بالتنسيق الامني وتعتبره البقرة المقدسة هذا الى جانب التمسك ومن طرف واحد بإتفاقيات اوسلو والاتفاقيات التي تلت ومن ضمنها إتفاقية باريس الاقتصادية.

 العديد من الاجتماعات الفلسطسنية وعلى جميع المستويات تمت اتفق فيها على وقف التنسيق الامني الى جانب إعلان التخلي عن المشؤوم اوسلو ولكن الرئيس بقي يراوغ ويلف ويدور حول هذه القرارات وضاربا بعرض الحائط قرارات الاجماع الفلسطيني. والان نحن نستمع الى ان الرئيس وبعد ان وصلت الدبابات والاليات العسكرية على ابواب سكنه  انه سيتخذ إجراءات مصيرية فما هي يا هل ترى؟؟ سمعنا مثل هذه التصريحات من قبل وفي مناسبات عدة ولكن كلها انتهت على الفشوش كما يقال بالبلدي فهل يكون الحال الان مختلف؟    

 نعم حالة الانقسام في الصف الفلسطيني وخاصة بين فتح وحماس يضعف الطرف الفلسطيني.

 ونعم ان حالة الساحة العربية وخيانة النظام العربي الرسمي للجانب الفلسطيني ساهم في تمادي العجرفة الاسرائيلية وتصعيد سياساتها العدوانية ورفض تقديم اي تنازل يذكر للجانب الفلسطيني منذ المشؤوم اوسلو.

ونعم إن الدعم الامريكي المفضوح هو الذي يعطي اسرائيل القدرة على تحدي العالم والراي العام العالمي وقرارات الامم المتحدة .

 ولكن من يجلس ويبقى يجتر هذه المواقف ليغطي عجزه وعدم تحركه فشعبنا ليس بحاجة له مهما يكن موقعه, فالواقع على الارض يدل وبشكل لا لبس فيه ان الموقف الفلسطيني وحتى ضمن كل ما ذكر من تراجعات ما زال يمتلك من عناصر القوة إذا ما احسن استخدامها سيفشل كل المخططات لتصفية القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني في المقاومة بكل اشكالها لهذا الاحتلال الصهيوني. 

يحق لشعبنا الفلسطيني ان يتساءل لماذا كل هذه المراوغة والتهرب من إتخاذ القرارات المصيرية التي تنسف كل الاتفاقيات مع هذا الكيان الصهيوني الذي لا يعير اية اهمية لاي إتفاق موقع من قبله؟ ولماذا تبقى القيادة الرسمية الفلسطينية صامتة على تآمر النظام العربي الرسمي على القضية الفلسطينية والهرولة الى التطبيع مع الكيان الصهيوني وبشكل علني؟ لماذا لا تقف القيادة الرسمية الفلسطينية وتصارح الشعب الذي من المفترض ان تكون ممثلة له؟ والى متى تبقى هذه القيادة او بعض عناصرها يحارب بضراوة جزء من شعبنا حتى في لقمة عيشه حتى لا نقول اكثر من هذا؟

هذا الكيان يعمل ليلا ونهارا على قضم الاراضي وضم اراضي الضفة الغربية برمتها وهو ما اصبح يعرفه القاصي والداني وخاصة اهلنا اللذين يعيشون مباشرة تحت الاحتلال من خلال الممارسات اليومية على الارض وتغيير الوقائع الجغرافية والديمغرافية وبشكل متسارع وبدعم امريكي علني غير مسبوق. الكيان الصهيوني يرى هنالك فرصة ذهبية ضمن هرولة النظام العربي الرسمي للتطبيع معه والاعتماد عليه في تحقيق امنها وإعتباره الصديق والحليف الاستراتيجي ضد إيران وما يسمى ” بالخطر والتمدد الشيعي” في المنطقة.

 وللاسف فإن الموقف الفلسطيني الرسمي واصطفافه الى جانب السعودية بالشأن الايراني واليمني على وجه التحديد قد اودى الدول الخليجية بالتمادي في حرفها لبوصلة الصراع في المنطقة لا بل وحتى الى التآمر العلني على القضية الفلسطينية التي وصلت وبشكل وقح الى تهديد هذه القيادة الرسمية الفلسطينية بالانصياع الى المخطط الصهيو-امريكي وخاصة فيما يخص بصفقة القرن بشقها الفلسطيني.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023