ما حقيقة انشقاق ضباط مصريين وانضمامهم لـ”إمارة سيناء”..وتحريض “الجزيرة” القطرية؟؟

بعد ساعات من عرض قناة الجزيرة فيلما بعنوان «سيناء.. حروب التيه» الذي وثق انشقاق ضباط مصريين وانضمامهم لتنظيم «الدولة الإسلامية»، زار الفريق أول محمد زكي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، قوات التأمين المتمركزة في شمال سيناء، التي تؤدي مهامها في تنفيذ الخطط الأمنية في إطار العملية سيناء 2018، التي تهدف للقضاء على المسلحين في شبه جزيرة سيناء.
وعرض برنامج «المسافة صفر» ـ في الجزء الأول من التحقيق ـ وثائق سرية وصورا وشهادات حصرية قالت معدة الفيلم، سلام هنداوي، إنها توصلت إليها من قلب العمليات العسكرية في سيناء.

انشقاق ضباط

وتحدثت الوثائق والشهادات عن انشقاق أربعة ضباط منشآت أمنية من قوات العمليات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية وانضمامهم إلى تنظيم» الدولة» في سيناء، أثناء تنفيذهم مهمة في سيناء تحت إشراف الجيش، رغم أنه يُفترض أن هؤلاء الضباط خضعوا لتأهيل فكري ضد التطرف.
وأورد التحقيق كشف ضابط جيش يخدم في سيناء تجاهل غرفة عمليات الجيش لنداءات الاستغاثة عند وقوع بعض الهجمات على ثكنة عسكرية جنوبي رفح.
وسلط الفيلم الضوء على مجموعات قبلية مسلحة شكلها الجيش في سيناء بالاستعانة مع شخصيات ذات سوابق إجرامية أصبحت اليوم مقربة من النظام ولها معه مصالح اقتصادية كبيرة في سيناء. وصرح قيادي في هذه المجموعات بأن الهدف من تشكيل هذه المجموعات هدفه حماية تجارة التهريب مع قطاع غزة.
ووفق التحقيق، لا يكاد يمر أسبوع على قوات الأمن المصرية (جيشا وشرطة) في شمال سيناء دون وقوع قتلى ومصابين في صفوفها جراء هجمات تنظيم «الدولة» هناك.
وذكر أن هذه الهجمات وصل عددها بين عامي 2014 و2018 إلى ألف هجوم مسلح، وسقط خلالها ما لا يقل عن ألفي قتيل من الضباط والجنود وأكثر من ثلاثة آلاف مصاب، وهو متوسط الأرقام المذكورة في بيانات المتحدث العسكري المصري وتنظيم «الدولة»، سواء كانوا سابقين، أو حاليين إلى الجماعات المسلحة، وتزايد احتمال وجود اختراق في الأجهزة الأمنية والعسكرية في سيناء، ما يبرز التساؤل، تبعاً لمعدة لتحقيق، عما إذا كان ذلك واحدا من أسباب تأخر الجيش في حسم المواجهات منذ أكثر من أربع سنوات في سيناء.
ومنذ إعلان قناة الجزيرة عن عزمها بث الفيلم الوثائقي، خرجت 13 جريدة وقناة مصرية، بتقارير تحمل المعلومات نفسها والعنوان وهو «عودة الحياة لطبيعتها في سيناء».
فعلى مدار اليومين الماضيين، نشرت 8 صحف تقارير مطولة وتحقيقات عن الأوضاع في سيناء، كما تناولت 5 قنوات تلفزيونية الموضوع نفسه، وبثت تقارير مصورة لوضع المدينة عقب العملية الشاملة «سيناء 2018» التي أعلنت عنها القوات المسلحة.
وشملت التقارير المكتوبة والمصورة،جولات في أسواق مدينة العريش وشواطىء بئر العبد، وجولة تفقدية في أحد معسكرات إعداد الطلاب الراغبين في الالتحاق بالكلية الحربية، وتصريحات لمحافظ شمال سيناء، ورئيس جامعة العريش، ومدير أمن شمال سيناء، وشيوخ قبائل البياضية، العقايلة.
وجاءت عناوين التقارير شبه موحدة في عدد كبير من الصحف حيث جاء تحقيق «أخبار اليوم» بعنوان: «الحياة تعود لأهالي سيناء»، فيما نشرت «المصري اليوم» تقريرا بعنوان: «المصري اليوم في شمال سيناء.. الحياة تعود إلى طبيعتها»، أما صحيفة «الوطن» فجاء تقريرها بعنوان « عودة الحياة إلى شمال سيناء بعد نجاح العملية الشاملة».
كذلك نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط ـ الوكالة الرسمية ـ تقريرا بعنوان «عودة الحياة لطبيعتها في شمال سيناء.. والأسواق والشواطئ تفتح أبوابها للمواطنين»، ونقلت الصحف المصرية التقرير عن الوكالة.

تفقد قوات التأمين

وبعد ساعات من عرض الفيلم، زار وزير الدفاع المصري القوات المتمركزة في شمال سيناء، وبدأت الزيارة بتفقد مطار العريش وقوات التأمين؛ للوقوف على الاستعداد والكفاءة القتالية والاطمئنان على الحالة الإدارية والمعيشية للعناصر المشاركة في النقاط والارتكازات الأمنية، كما شارك القوات في تنفيذ بعض الأنشطة الرياضية والبدنية، مشيدا بالروح المعنوية والقتالية العالية التي يتمتع بها مقاتلو شمال سيناء.
وتفقد وزير الدفاع، مركز العمليات الدائم في قطاع تأمين شمال سيناء؛ لمتابعة مراحل سير العمليات العسكرية التي تنفذها قوات مكافحة الإرهاب على مدار الساعة، كما التقى القائد العام للقوات المسلحة، قوات تأمين شمال سيناء، وبدأ اللقاء بالوقوف دقيقة حداد على أرواح قتلى القوات المسلحة والشرطة.
وأشاد بالتنسيق والتعاون الجيد بين القوات المسلحة والشرطة؛ لرصد وتتبع الخلايا الإرهابية وتنفيذ الضربات الاستباقية الناجحة ضد هذه العناصر، مؤكدا أن أهالي سيناء هم خط الدفاع الأول عن أمن مصر القومي جنبا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة والشرطة.
وأشار إلى أهمية التطوير المستمر في الاستراتيجيات الأمنية التي يجري تنفيذها على الأرض لمواجهة العمليات الإجرامية في سيناء، مشددا على ضرورة الحفاظ على أعلى درجات اليقظة والجاهزية التي يتميز بها خير أجناد الأرض للتصدي لكافة التهديدات والمواقف العدائية واستعادة الأمن والأمان لهذا الجزء العزيز من أرض مصر.
وتنشط مجموعات مسلحة في شمال سيناء منذ عام 2013، وفي أواخر نوفمبر الماضي، كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة إعادة فرض الأمن في سيناء في غضون ثلاثة أشهر، وجاء القرار بعد أيام من هجوم استهدف مسجد الروضة في شمال سيناء موقعا أكثر من 300 قتيل.
وأطلق الجيش المصري في فيفري الماضي عملية عسكرية واسعة حملت اسم «سيناء 2018»، تهدف للقضاء على المسلحين في سيناء والدلتا والظهير الصحراوي.

الجزائر تايمز

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023