ما سيناريوهات تشكيل حكومة الفخفاخ بعد إشراك قلب تونس في المفاوضات؟…بقلم محمد إبراهمي

ما سيناريوهات تشكيل حكومة الفخفاخ بعد إشراك قلب تونس في المفاوضات؟…بقلم محمد إبراهمي

المشهد السياسي التونسي و سيناريوهات تشكيل حكومة السيد إلياس الفخفاخ أمام التحديات و التجاذبات السياسية و التشتت البرلماني ٠٠

بعد مرور شهرين كاملين على انطلاق المفاوضات الأولى و خلط الأوراق من جديد في المشهد السياسي، تم إسقاط حكومة الجملي حيث أصبح الرئيس التونسي قيس سعيد مسؤولا على تكليف رئيس حكومة جديد في أجل 10 أيام طبقا للفصل 89 من الدستور بعد التشاور مع الكتل البرلمانية والأحزاب..
تم إختيار و تكليف السيد إلياس الفخفاخ لتشكيل حكومة الرئيس و أراد رئيس الحكومة المكلف إعتماد النهج الثوري في تشكيل حكومته و كذلك وفق نتائج الدور الثاني للانتخابات الرئاسية و بالتالي يكون الحزام السياسي للحكومة يتركب من أربعة أحزاب وهي النهضة وحركة الشعب و حزب التيار الديمقراطي وحركة تحيا تونس، و ان تكون حكومة مصغرة منفتحة على الخبرات و الكفاءات الوطنية ، و اكد الفخفاخ على عدم إشراك كل من حزبي قلب تونس و الدستوري الحر و أراد ان يكون المشهد السياسي الجديد أكثر ديمقراطية حيث تكون حكومة منسجمة و معارضة قوية تتابع أداءها ، وفي الأثناء رفضت حركة النهضة هذا التمشي و إعتبرته إقصاء و تمسكت الحركة بتشريك قلب تونس في مشاورات تشكيل الحكومة ودعت إلى حكومة وحدة وطنية مدعومة بحزام سياسي قوي لتصمد أمام الكم الهائل من الأزمات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية ٠٠
حركة النهضة خيرت الفخفاخ بين تشريك حزب القروي أو إعادة الإنتخابات التشريعية و بالتالي وقعت حكومة الفخفاخ بين مطرقة النهضة و سندان إعادة الإنتخابات .. السؤال المطروح كيف سيخرج الفخفاخ من هذا المأزق السياسي؟
بعد إنطلاق مشاورات رئيس الحكومة المكلف مع ممثلين عن 9 أحزاب حول الوثيقة التعاقدية و رفضت الأحزاب المعنية بالمشاركة في المشاورات الحكومية الامضاء على هذه الوثيقة و بالتالي يواجه الفخفاخ تحدي و مأزق الحزام السياسي ،و من المؤكد ان النهضة ستصوت للحكومة و منحها الثقة حتى و إن تم حشر قلب تونس في المعارضة و لكنها ستقدم لائحة لوم بعد مدة من تنصيبها لسحب الثقة منها وإسقاطها دون حل البرلمان وهو ما أجبر الفخفاخ على الجلوس الى طاولة الغنوشي للتحاور معه و مع القروي على تكوين الحكومة و بالتالي تعود النهضة لمشهد تشكيل الحكومة بعد إسقاط حكومة الجملي، في الحقيقة لا أحد يريد ان يكون في مكان رئيس الحكومة المكلف في مواجهة هذا المأزق و سيناريو عدم منح الثقة لهذه الحكومة و إعادة الإنتخابات أو سيناريو الفصل 97 من الدستور و أرى ان عودة الفخفاخ لطاولة الحوار مع الغنوشي و القروي و إشراك قلب تونس في مشاورات تشكيل الحكومة خطوة إيجابية للفخفاخ يقابله تناقضات و تكتيكات حركة النهضة بعد تصويت قلب تونس للغنوشي لرئاسة البرلمان إنقلبت عليه و تم إبعاده في مشاورات تشكيل حكومة الجملي ثم تنزل النهضة بثقلها و تصر على تشريك قلب تونس في مشاورات تشكيل حكومة الفخفاخ أو لن تمر الحكومة ٠٠ أسئلة تطرح نفسها بشدة حول التناقضات السياسية ؟
هل فعلا حركة النهضة تبحث عن الإستقرار السياسي و تشكيل حكومة قوية يدعمها حزام سياسي قوي؟ أو تعتمد حزب القروي ورقة للضغط لتطالب الفخفاخ بمنحها أكثر حقائب وزارية؟

*ناشط سياسي

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023