مسؤوليات وزارة التربية بعد الكورونا…

مسؤوليات وزارة التربية بعد الكورونا…

بقلم صلاح المصري |

ستكون أمام وزارة التربية مسؤوليات كبيرة عند الرجوع إلى الدراسة بعد الكورونا، وهي أخطر الوزارات في قضية التباعد و ضمان التعايش مع النمط السلوكي الجديد الذي يبدو انه يحتاج إلى مدة طويلة نسبيا حتى تتأقلم البشرية كلها مع هذا الفيروس و تجد له الحل النهائي.
إنّ مشاكل كبيرة ومستعصية تطرح امام وزارة التربية و وزارة النقل و الحكومة كلها
كيف سيتم تأمين النقل لمئات الالاف من التلاميذ في ظروف التباعد ونحن نعرف أن حافلات نقل التلاميذ كانت عبارة عن محتشد ؟ و كيف يمكن ضمان التباعد في أقسام مكتضة؟
أتصور أن مسؤولية وزارة التربية في هذه المرحلة من العطلة الاجبارية أن تفتح أوسع حوار لبلورة مقترحات عملية يمكنها التعايش مع مرحلة ما بعد الكورونا، وهي اساسا ما تبقى من السنة الحالية والسنة الدراسية القادمة
و يمكنني هنا أن أقدّم بعض المفترحات بحكم الخبرة التي إكتسبتها في مجال التدريس والعمل النقابي والجمعياتي:
تعتمد مقاربة الحل على صناعة التباعد في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها وزارة التربية من حيث الميزانية ومن حيث صعوبة القيام بانتدابات كببرة.
وهي مجموعة خطوات متكاملة :
1 — تغيير حصة التدريس من 60 دقيقة إلى 40 دقيقة، وهذا سيجعل اليوم الدراسي بحتوي على 12 حصة او 13 حصة. بينما كان قبل الكورونا يحتوي على 7 أو 8 حصص.
و هذه الاضافة لها قيمة كبيرة .
2- تقسيم التلاميذ بشكل نهائي ومنذ بداية السنة الدراسية على قاعدة مجموعات تدرس في الحصة الصباحية وتغادر المؤسسة التربوية على الساعة 12 على أقصى تقدير .و مجموعات تدرس في الحصة المسائية مما يؤدي مباشرة الى قسمة الضغط على وسائل النقل وعلى المعاهد و المدارس إلى النصف .
3- تخفيف برامج جميع المواد حتى تصبح ملائمة للتوقيت الجديد،ونسبة التخفيف هي الخمس.مما يجعل عملية التكوين سليمة بنسبة عالية جدا.
4-اعتماد نظام سداسيتين مما و وأن ينجز الأسبوع المغلق الثاني انطلاقا من 1جوان 2021 مما سيضيف شهرا كاملا فعليا للسنة الدراسية.
5 – تخفيف عدد التلاميذ بالقسم على قاعدة انه لا يتجاوز عشرين تلميذا في أقصى الحالات.
6 – في المجموعة الصباحية و المسائية تتم قسمة ثانية عامودية للتخفيف على وسائل النقل،على اساس مجموعة اولى مع الثامنة و مجموعة ثانية مع الثامنة و 40 دقيقة،ونفس الشيء عند المغادرة.
وهذا سيقضي نهائيا على حالة الاكتظاظ في الحافلات.
7 – احداث نظام مدرسي خاص بهذه المرحلة يتضمن نظام عقوبات شديدة و رقابة حقيقية لحفظ التباعد و تجهيز جميع المؤسسات التربوية بضروريات التعقيم المستمر والمراقبة الصحية .وفي هذه النقطة تتحمل المجموعة الوطنية كلها مسؤولية دعم وزارة التربية.
8- إحداث وحدة التعبئة النفسية والاجتماعية في كل مؤسسة وهي التي تقوم بدور التثقيف المستمر و الترفيه ضمن الشروط الجديدة حتى نصل إلى إدماج أكبر عدد ممكن من الشباب في نجاح سنة دراسية بعد الكورونا. وتكون هذه الوحدات تحت إشراف مشترك بين رؤساء المؤسسات التربوية و لجنة وطنية تقودها وتراقبها بشكل مكثف،لأن أهم عامل في النجاح هو هذه التعبئة النفسية والاجتماعية.
9- إحداث معلوم استثنائي يشارك به جميع التلاميذ في منطلق السنة الدراسية 20-21 تحت مسمى تأمين كورونا لدعم الإجراءات الصحية الجديدة في المؤسسات التربوية،و يمكن تصنيفه حسب عدد التلاميذ في كل عائلة و حسب دخل العائلة و يترواح من 20 إلى 50 دينارا للتلميذ الواحد،و تتم قسمته على ثلاثيتين .

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023