منظومة الأكاذيب

بقلم: حاتم استانبولي |

من الواضح ان هنالك منظومة تعمل على فبركة الاكاذيب ومنتجها ومخرجها وكالة الأستخبارات البريطانية وهذه خرجت العديد من الخبراء في صناعة الكذب وارسلتهم ليكونوا اساس البناء لاجهزة المخابرات في دول نشأت على جماجم الشعوب الاصلية في كل من استراليا ونيوزلندا وكندا والولايات المتحدة الامريكية .وجنوب افريقيا وفلسطين. وفي دول اخرى كانت تحت استعمارهم المباشر استخدموا العبارة المشهورة لتشرشل ( فرق تسد) ليعبثوا بمكوناتها وقسموها الى دول وملل وزرعوا الفرقة والقتل بين شعوبها الآمنة. هذه السياسة التي اصبحت احد ركائز السياسة الخارجية البريطانية. وبعد تطور وسائل الدعاية والاعلام اصبح العبث يبث من خلالها . السياسة البريطانية هي منبع كل الشرور ووكر صانعي الاكاذيب ومروجيها . ومع تطور وسائل الاعلام وتعدد مصادره اصبح هنالك امكانية لكشف الأكاذيب . ولكنهم ولأمتلاكهم وسائل وادوات القوة والسيطرة فان اكاذيبهم اصبحت وقائع على الارض لتشاركهم وتدعم منظومتهم الكاذبة . فاكذوبتهم الكبرى هي اسرائيل التي انشأت على اساس كذبة تاريخية تم تسويقها وفرضها على شعوب المنطقة اصبحت تضاهي امها بريطانيا في فبركة الكذب . فهي شاركت ودفعت بالأكاذيب للعدوان على مصر 56 والعدوان على العراق وسوريا وهي سوقت من خلال اذرعها في الولايات المتحدة كل الأكاذيب من اجل الدفع بقرارات للضغط على البيت البيض في عدوانه على العراق وسوريا فهي من دعمت ومولت بشكل مباشر المنظمات الارهابية القائمة على اساس الفكرة الدينية المتطرفة للقتل والترهيب والتشريد. والآن يخرج علينا نتنياهو بمجموعة اوراق ليعطي مبررات لدميته ترمب للانسحاب من الأتفاق النووي الأيراني وليؤسس لسيناريو العدوان المباشر بعد ان استكملت التعبئة المذهبية واصبحت دول الخليج اداة طيعة في يد الأدارة الأمريكية واسرائيل. ان سياسة فرق تسد هي سائدة بين منظومة الدول الأسلامية وشعوبها هذه السياسة التي ستدخل المنطقة وشعوبها في اتون حرب طاحنة لا يمكن ان تنتهي . نتينياهو وادارته وترامب وادارته لا يهتمون لشعوب المنطقة ولا لمعتقداتهم هم يهتمون فقط لاستخدامهم كادوات لتعميم الفرقة والقتل في المنطقة لسلب مواردهم والأدهى انهم يصرحون بذلك ليل نهار اننا نريد اموالكم . السؤال المهم لماذا لا يدعون للحوار في حل مشكلاتهم انظروا الى كل التجارب الحروب دائما ما تنتهي الى التفاوض والسلم . المثل الأبرز الآن حوار الكوريتين هو مصلحة للشعب الكوري .منظومة الكذب الدولية لا يمكن ان تكون الا مع الفرقة والحرب والقتل فهي قامت على اساسه واي هدوء وسلم سيفرض واقعا وظروفا لمحاسبتهم على شرورهم . لكن هذه المرة وبعد كشف كذبهم في لندن ودوما وغزة التي اسقطت مصداقيتهم لن ينجح كذبهم في طهران وسيتحول كذبهم عبئا عليهم فقد تعبت حكومات وشعوب العالم من منظومة كذبهم . سياتي اليوم الذي سيقولون لهم كفى كفى كفى كذبا .
شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023