من الحروب الصليبية إلى الإرهاب؟؟…بقلم رابح بوكريش

من الحروب الصليبية إلى الإرهاب؟؟…بقلم رابح بوكريش

خرج الجزائريون في مظاهرات يوم 8 ماي 1945 ليعبروا عن فرحتهم بانتصار الحلفاء، وهو انتصار الديمقراطية على الدكتاتورية، وعبروا عن شعورهم بالفرحة وطالبوا باستقلال بلادهم وتطبيق مبادئ الحرية التي رفع شعارها الحلفاء طيلة الحرب العالمية الثانية، وكانت مظاهرات عبر الوطن كله وتكاثفت في مدينة سطيف التي هي المقر الرئيسي لأحباب البيان والحرية، ونادوا في هذه المظاهرات بحرية الجزائر واستقلالها. كان رد الفرنسيين على المظاهرات السلمية التي نظمها الجزائريون هو ارتكاب مجازر 8 ماي 1945، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل الجماعي واستعملوا فيه القوات البرية والجوية والبحرية، ودمروا قرى ودواوير بأكملها.

كان الجيش الفرنسي يقتل المدنيين ويحرك كل شيء يتحرك بجنون في كل مكان يصله، وارتكب جرائم وحشية نادرة المثال في تاريخ البشرية الحديث، وسبب مصائب خطيرة للشعب الجزائري، كان الجيش الفرنسي قاسيا للغاية، ولا يمكن لكاتب مهما كانت براعته أن يسرد تلك القسوة كاملة، وما نذكره هنا ليس إلا غيض من فيض من الجرائم التي ارتكبها الجيش الفرنسي في حربه العدوانية على الجزائر. ودام القمع قرابة سنة كاملة نتج عنه قتل أكثر من 45000 جزائري، دمرت قراهم وأملاكهم عن آخرها. وعدد المصابين بإصابات خفيفة لا يحصى.

الحقيقة الواضحة تماما هي :
أن الغرب يبني علاقاته معنا على أساس أن الحروب الصليبية لا تزال مستمرة بيننا وبينهم :‏ والدليل على ذلك: ما جاء على لسان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش دبليو بوش عام 2001 عشية غزوه لأفغانستان وبعد أسابيع قليلة من ضربة 11 سبتمبر 2001 لأمريكا “إنها الحرب الصليبية الحديثة ” . وما سربته ويكيليكس من مخططات أمريكية وإسرائيلية لإشعال مزيد من الفتن في العالم تنفيذا لأجندة عقائدية عنصرية مريضة تستهدف خلق واقع عالمي مشوه وعودة للعصور الاستعمارية ولكن في شكل أكثر سوءا “محاربة الإرهاب”. ولذلك لا يجب أن ننخدع بالشعارات الطنانة حول رفع المظالم والمساواة واحترام حقوق الإنسان والعدالة والشفافية، وحقوق المرأة والطفل وحقوق المساجين والديمقراطية وغيرها مما تطالعنا بها تقارير المنظمات الغربية ؟

والسؤال الافتراضي هنا هو : هل يدرك الحكام العرب أن الغرب استبدل عبارة الحروب الصليبية بعبارة الحرب على الإرهاب؟

بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، نسأل الباري عز وجل أن يتقبل دعواتنا وصلواتنا وقيامنا وصيامنا أجمعين .

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023