من يريد محو الربيع العربي؟…بقلم رابح بوكريش

من يريد محو الربيع العربي؟…بقلم رابح بوكريش

شهدت تونس في الأيام الأخيرة العديد من التصريحات والتصريحات المضادة ، وسطرت فيه العديد من الأسرار بالسلب أو الإيجاب ، كانت آخرها تصريح المرزوقي “يفتخر بسعيه لدى المسؤولين الفرنسيين لإفشال عقد قمة الفرنكوفونية في تونس، باعتبار أن تنظيمها في بلد يشهد انقلابا تأييد للديكتاتورية والاستبداد”.في مقابل ذلك صرح قيس سعيد “سيتم سحب جواز السفر الدبلوماسي من كل من ذهب إلى الخارج يستجديه لضرب المصالح التونسية في إشارة إلى سفر المرزوقي.
الحقيقة التي لابد من ذكرها في هذا الصدد وهي أن هذه التصريحات ليست بلا شك بدون فائدة ، ولكن ليس في إمكاني أن أتكهن إن كانت هذه التصريحات دقيقة ، وليس في إمكان أي أحد من الجانبين أن يبرهن ان تصريحاته هي الصادقة . وأنني أمنع نفسي من تصديق ما قاله المرزوقي عن قيس سعيد لأنه بكل صراحة ما تزال خطوات قيس سعيد مجهولة الأهداف.
هذه الخطوات ينطبق عليها قول احد الزعماء الأمريكان “تستطيع أن تغالط قسما من الشعب كل الوقت ، وتستطيع أن تغالط كل الشعب في بعض الوقت، ولكنك لا تستطيع أن تغالط الشعب كله في جميع الأوقات ” . هذه الحقيقة كثيرا ما تفوت السياسيين عندما يقومون بخطوات لا يعرفون مغزاها.
هذا وقد أثارت هذه الخطوات موجة من الاحتجاجات والمقالات المثيرة . فهذا يدلنا على مدى تضليل هؤلاء في تصريحاتهم المواطن البسيط . ولهذا فإننا نرى من واجبنا أن لا نسكت عن بعض التصريحات مثل تلك التي لها علاقة بالأمن القومي والتي تمس بسمعة تونس. بل الأمر يقتضي من العقول النيرة أن تندد بهذه التصريحات الخطيرة لمنع الانزلاق نحو المجهول .
بعد الثورة التونسية كانت خصومات بين السياسيين تدخل في إطار الصراع على السلطة ، ولكنها الآن تدخل في إطار عمل عربي لمحو الربيع العربي من الوجود .على كل حال أن ساعة التصريحات والتصريحات المضادة الجوفاء فقدت مصداقيتها في تونس الجديدة ولم يعد لمواقفها صدى لدى العام والخاص و قد تنتهي بنهاية عام 2021 . وأن ساعة التصريحات المفيدة للوطن قد دقت ولم “يبقى في الوادي إلا حجارة “.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023