هل بدأ عصر حرب (النمور) الذّكية بين إيران وأمريكا؟

هل بدأ عصر حرب (النمور) الذّكية بين إيران وأمريكا؟

عندما أصيب قسم حيوي من مفاعل ناطنز، وكان الغرض من ذلك عرقلة منطقة مهمة – بحسب وجهة نظر أمريكا واسرائيل- من برنامج ايران النووي السلمي، ولم يعرف العالم حين وقوع ذلك حقيقة ما جرى هناك، تحدث الأمريكيون ومعهم عملاؤهم، عن هجوم تخريبي، نفذته مجموعة سرية، عرّفوها ب(نمور الوطن)(1)، في محاولة لصرف انظار العالم عن الفاعل الحقيقي من جهة، والضحك على عقول المصدّقين لهذه الفرضية الخيالية من جهة أخرى.

ويبدو من خلال هذا الادعاء المضحك، أن الأمريكيون ما يزالون يعيشون بعقلية متخلفة عن عقلية العصر، في التغطية على اعمالهم الاجرامية، الموجّهة ضد أعدائهم في الخارج، والموقع الذي وقع فيه الإعتداء، شديد الاهمية والحساسية بالنسبة لإيران، فزيادة على كاميرات المراقبة المنتشرة بدقّة، يحظى المكان بحراسة مشددة، من فريق مختص من حرس الثورة الأوفياء لبلادهم وانجازاتها، بما لا يترك مجالا لا لنمور ولا أسود، حتى يخترقوا تلك المنظومة المتكاملة، من الحراسة والرقابة العالِيَتيْ الكفاءة، على مدار الساعة، ويضعوا عبوة ناسفة تتسبب في حجم الأضرار الحاصلة.

لذلك فإن دعوى نسبة الاعتداء الى عمل تخريبي داخلي، واهية وليس لها مستمسك يرجّحها، فاتجه الى ترجيح فرضية حصول عدوان، نفذه من له مصلحة في ضرب البرنامج النووي الايراني، وهما أمريكا واسرائيل، اللذان فشلا دبلوماسيا في اقناع العالم، بأن البرنامج النووي الايراني عسكري، وفي افشال الاتفاق المبرم بين ايران والدول 5+1 ، الذي خرجت منه أمريكا، بتحريض من اللوبي الصهيوني، المتنفّذ في اوساط السياسة الأمريكية.

أما كيف وقع فاعتقد أن ايران بعد انتهاء فرقها المختصة ستصل الى نتيجة معرفة كيف حصل الاعتداء وبأي طريقة بعد أن ثبتت لدينا جهة التنفيذ، وهنا لا بد من الاشارة الى أن عباس موسوي الناطق باسم الخارجية الايرانية، صرح بأن الجهة أو الجهات المتورطة، سوف تعاقب بشدة من طرف القوات الايرانية، بما يجعلها تندم على ما اقترفته، وتحسب بعد ذلك ألف حساب لأي عدوان آخر موضوع في حسبانها، وقال:” ان الجهات المختصة في البلاد، تضع اللمسات الاخيرة بشان التحقيق في حادث منشاة نطنز النووية، مؤكدا انه في حال ثبوت تورط أي دولة أو كيان بهذا الحادث، فمن الطبيعي أن إيران سيكون لها رد حاسم ومهم، وسيعلم المعتدون أن زمن أضرب وأهرب قد ولي.”(2)

تصريحات موزونة بعقل وقراءة صحيحة للأحداث، وإخبار متيقن من مصدره بأن زمن العدوان والافلات من العقاب أصبح في طي الماضي، وتغير الواقع سيفضي حتما الى المعادلة القرآنية التي تقول: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)(3)

عادة ما يلجأ مخرّبو أمن واستقرار بلدان العالم، الى اختلاق اسماء وهمية، لحركات ومنظمات  من أجل نسبة جرائمهم اليها، تنصّلا من تبعاتها أمام الدول المعتدى عليها، وهروبا من تحمل مسؤولية نتائجها أمام العالم، قائمة المنظمات الوهمية طويلة في هذا المجال، ومعلومة لدى اغلب المتابعين، ومع ذلك فإن تصدّر أسمائها في وكالات الانباء العالمية، غير مقنع لمتتبع اخبارها، ويراه أغلبهم بأنه مجرّد نسبة الى منسوب غير قانوني، ولا مقبول من حيث منطق التعامل الأخلاقي.

وقد كشف المتحدّث باسم جيش الكيان الصهيوني، (أفيخاي أدرعي)، في مقابلة له مع القناة:  i24news) ) أنّ ما حدث في سان دييغو التابعة لولاية كاليفورنيا الأمريكية، هو حادث غير مسبوق وجديد من نوعه، وفقا لما سمعته من قائد سفينة بونهوم ريتشارد، ان الاحتمال القوي بان الانفجار والحريق ناجمان عن عمل تخريبي، تم تنفيذه على يد مجموعة متطرفة من السود في الجيش الامريكي. واضاف اننا على يقين، وتوجد لدينا معلومات ايضا، بضلوع اياد تابعة لإيران خلف هذا الحادث.(4)

بينما صرح العميد قاآني ان احتراق السفينة الحربية الامريكية جاء نتيجة “العمل والسلوك والجرائم التي ارتكبوها”، مشيرا إلى أن قادة القوات البحرية الامريكية يعترفون منذ فترة، بأن هذه القطع البحرية، ليست سوى قطع حديدية مهترئة، وأوضح قائد قوة القدس: أن الايام الصعبة على أمريكا لم تحن بعد، وهناك أيام عصيبة جدا تنتظرها هي والكيان الصهيوني” (5)

من هنا نستطيع أن نقول بكل ثقة بأن صراع حق ايران ضد باطل امريكا من يقف معها قد دخل مرحلة جديدة في مجال الحروب الحديثة التي تعتمد على تقنيات غير مألوفة في تكتيكات المواجهة الغير مباشرة، وهو أسلوب في غاية الجبن، عرف به الكيان الصهيوني وحليفته الحمقاء، ستردّ عليه إيران كما يجب أن يكون الرّد.

يكفي ان اشير الى أن تقنية قدرة ايران على التحكم في الطائرات الامريكية المتطورة المسيرة وانزالها ارضا وتفكيك شفراتها والدخول بها في طور الصناعة المحليّة وتطوير قدراتها، هو مستوى بلغته ايران حتى اليوم بفضل الله وعنايته، ليس من السهل على غيرها الوصول اليه، ولولا التناغم القائم بين النظام الاسلامي، وقطاعات شعبه العاملة بالفكر والساعد، من أجل حفظ الوطن وسؤدده، مع البرامج والمخططات الصائبة، التي وضعها خبراءه كخارطة طريق، بلغت بهم أعلى درجات الاستفادة، من كل فرصة متاحة لشبابهم الثوري المضحي، لما أمكن لإيران أن تقف في وجه أكبر قوة عالمية، تتهيبها بقية دول العالم، بل ويسخر قادتها العسكريون على اساطيلها البحرية، فيطلقون عليها قطعا حديدية متهرّئة، إنّه المنطق الإيراني المقتدر بالله.

 *****************

المصادر

1 – ”نمور الوطن“ مجموعة سرية تتبنى تفجير منشأة نطنز الإيرانية

2 – إيران تهدد : زمن اضرب واهرب قد ولى

3 – سورة البقرة الآية 194

4 –  الكشف عن سبب التفجير في السفينة الأمريكية ” بونهوم ريتشارد”

5 – العميد قاآني: احتراق حاملة الطائرات المريكية جاء نتيجة لسلوك واشنطن العدائي

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023