هل تقاوم الديمقراطية التونسية التطبيع؟…بقلم  رابح بوكريش

هل تقاوم الديمقراطية التونسية التطبيع؟…بقلم  رابح بوكريش

لقد ابتدع الإعلام العربي عبر تاريخ وجوده أكذوبة كبرى تتمثل في الدفاع عن القضية الفلسطينية. أمام ضعف إعلام صوت صاحب الحق. وقد أدى استمرار ترديدهم مثل هذه العبارات ودسها في الأوساط الشعبية إلى ظهور جيل من الشباب المتعاطف مع هذه القضية. ويؤمنون ما تقوله شريعة الله “واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا”. لكنها للأسف الشديد لم تستوعب حقيقة التحولات في العالم العربي إما عن جهل وإما لأنها ترفض الأمر الواقع، فخلق فراغا كبيرا حول القضية. وقد تضاعفت أهمية هذا الفراغ، كونه جاء في وقت لا تستطيع فيه الدول العربية الاستمرار في هذه الطريقة، بسبب تراكم المشاكل السياسية والاقتصادية وغياب الديمقراطية. ولذلك جاءت عملية التطبيع. ويدخل الصهاينة على الدول العربية واحدة فواحدة كما دخل تسونامي اندونيسيا منطقة بعد أخرى.
لقد كانت أيدينا على قلوبنا قلقا على ما يجري في العالم العربي من تطبيع مشين، حيث أحاديث الشارع العربي كلها تتمحور حول التطبيع المحزنة والمقلقة في الوطن العربي. والسؤال الافتراضي هنا هو: ما هي الدولة العربية التالية في عملية التطبيع؟

تساؤلات كثيرة يطرحها الشارع التونسي والقوى السياسية والديمقراطية حول الصمت غير المبرر للدبلوماسية التونسية ومن ورائها الرئيس قيس سعيد، عن خطوة التطبيع، وأكثر من هذا فقد قال رئيس الوزراء التونسي، هشام المشيشي عن تطبيع المغرب “هذا خيار اعتمده المغرب بحرية، نحترم خيار المغرب الشقيق والبلد الذي نحبه كثيرا. بالنسبة لتونس هذه المسألة ليست مطروحة”.
هذا يعني في التقديرات أن تونس هي التالية في عملية التطبيع . المواطن العربي يعيش أزمة نفسية خطيرة بسبب ما تشهده المنطقة العربية من مظاهر تطبيع مع (إسرائيل)؛ بدرجة غير مسبوقة، وبشكل علني ومهين، من قبل بعض الأنظمة العربية التي لا تربطها علاقات معلنة سابقًا مع الكيان الإسرائيلي، في ظل حالة من الضعف، والصراعات التي تمر بها بعض الدول العربية، واستمرار الرفض الشعبي العربي للتطبيع، فلو تنظم هذه البلدان انتخابات حرة بورقتين البيضاء منها بـ “لا للتطبيع” والحمراء بـ “نعم للتطبيع” ستكون النتيجة بدون شك صادمة للحكام العرب، هذا يعني أن التطبيع العربي الإسرائيلي حبر عل ورق .

لدينا يقين أن التطبيع في تونس قادم ، والسؤال هنا هو : هل تفعلها تونس وتنظم انتخابات في هذا الصدد؟.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023