هل نحن أمام ظاهرة عودة عصابات شترين والارغون والهاغانا الإرهابية؟…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

هل نحن أمام ظاهرة عودة عصابات شترين والارغون والهاغانا الإرهابية؟…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

امام تصاعد الهجمات الإرهابية للمستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية امام اعين قوات الاحتلال والدعم السياسي من وزراء في الكنيست في الكيان الصهيوني ضمن أكثر حكومة عنصرية وفاشية في الكيان لا بد من طرح هذا السؤال هل نحن امام ظاهرة بعث المنظمات الإرهابية الصهيونية وانشطتها الإرهابية على السطح والتي ساهمت مساهمة كبيرة في إنشاء الكيان الصهيوني وممارسة سياسات التطهير العرقي والهجرة القسرية لمئات الالاف من أهلنا عام 1948؟

إن إطلاق اليد لهؤلاء المستوطنين وبهذه الاساليب الوحشية تجاه المدنيين العزل في القرى والبلدات الفلسطينية وبمباركة وحماية قوات الاحتلال تأتي على أعقاب الفشل الذريع الذي مني به الكيان الصهيوني وجيشه واجهزت مخابراته في تفكيك البني التحتية للمقاومة في الضفة الغربية على وجه التحديد التي تنامت وانتشرت جغرافيا كما ونوعا وأصبحت تؤرق مضاجع هذا الكيان في جرأتها وعملياتها النوعية وقدراتها العسكرية ونوعية وطبيعة السلاح الذي تستخدمه. فلم تنجح عملية “كاسر الأمواج” الذي أطلقها العدو الصهيوني منذ آذار 2022 في كبح جماح المقاومة وفشلت كما كان الحال لعملية “السور الواقي” الذي أطلقت قبل ما يقرب من 20 عاما.

كما وتأتي بعد فشل أجهزة الامن الفلسطيني ربيبة دايتون والولايات المتحدة والتي تلقت تدريبا مكثفا على قمع التظاهرات والتجسس على المقاومين واعتقالهم وأساليب التعذيب الهمجي في مسلخ أريحا أو حتى تصفيتهم او تبليغ الجانب الاسرائيلي عن موقعهم ليقوم بحملات التصفية الميدانية لهم او اعتقالهم.

وفشلت أيضا كل دعوات سلطة اوسلوا للتهدئة هذه السلطة التي أصبح هم زبانيتها هو تكديس الأموال عن طريق نهب المساعدات والمعونات الخارجية واستشراء الفساد المالي والإداري. وفشلت السلطة وزبانيتها في الضغط على الأهالي لفك الارتباط بين المقاومة وبيئتها الحاضنة أو ببث روح الهزيمة والخنوع والاستسلام والهزيمة والتي عبرت عنها تصريحات محافظ نابلس في العديد من المرات.

وفشلت أيضا كل محاولات الاغراءات الاقتصادية وتحسين الوضع المعيشي من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكذلك بعض الدول العربية التي تقوم بتقديم الخدمات المجانية للاحتلال في فك الترابط والتلاحم بين الحاضنة الشعبية والمقاومة.

بعد كل هذا الفشل الذي مني فيه الكيان الصهيوني واجهزته الاستخبارية وسياساته الأمنية وقوات احتلاله لم يتبقى له سوى أن يطلق العنان الى المستوطنين في الضفة الغربية اللذين يستمدون قوتهم و وحشيتهم من الحماية التي توفرها لهم قوات الاحتلال الى جانب الدعم السياسي لهم من قبل الحكومة الفاشية للقيام بكل ما يقومون به الان من اعمال إرهابية في القرى والبلدات الفلسطينية ضد السكان العزل من السلاح. ومن الجدير بالذكر ان هؤلاء المستوطنين تتلمذوا على أيدي الحاخامات اللذين يغذون الكراهية للجنس البشري جميعا فما بالك بالفلسطيني. وهم يعتقدون بأن الخليقة بأكملها للجنس البشري انما خلقت لكي تخدم اليهود وانهم لا يشكلون الا طوابير من العبيد تقوم على خدمتهم. وهذا ما تربوا عليه في مدارسهم الدينية التي أصبحت منشرة بشكل غير مسبوق.

امام هذه الظاهرة يحق لنا ان نطرح السؤال هل هذا يشكل البعث لكل المنظمات الإرهابية من الارغون الى شترين الى الهاغانا وغيرها للعمل على لمحاولة خلق نكبة أخرى على غرار تلك التي حدثت عام 1948؟ وربما يستذكرني هنا ما كان ينطق به بعض المستوطنين في القدس في مسيرة الاعلام اللذين كانوا يوجهون كلامهم الى الفلسطينيين من ان النكبة الثانية قادمة.

قد يقول قائل ان الظروف القائمة الان هي غير تلك التي كانت سائدة عام 1948 وأنه لمن الصعوبة بمكان حدوث شيء مشابه لنكبة 1948 وقد يكون هنالك صواب في هذا الكلام. ولكن من الضروري أخذ ما يحدث من قبل المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة على محمل الجد وليس تبسيط الأمور والارتهان الى المجتمع الدولي او الارتهان على النظام العربي الرسمي أو الارتهان على السلطة المهترئة وما يقرب من 70000 من رجال أمنها.  ولن نجد من يحمي شعبنا سوى مقاومته الباسلة وتسليح أكبر عدد ممكن من شباب القرى والبلدات فالحجارة لن تكون كافية لصد هذه الهجمات اليومية والمتكررة. ولا بد من تشكيل مجموعات حماية من شباب القرى المجاورة لبعضها البعض وتقديم كل الدعم اللازم لشعبنا في هذه القرى المتضررة.

كاتب وأكاديمي فلسطيني

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023