يا قمة “التخاذل” و “الفرقة” ويا أهل الكهف النيام

يا قمة “التخاذل” و “الفرقة” ويا أهل الكهف النيام

د. أنور العقرباوي: فلسطيني واشنطن|

سبق وأن قلنا في موضع آخر، أننا لن نستبق صدور الأحكام، حتى لا نصاب قبل الأوان بالإحباط، وتساءلنا عما إذا كانت قمة تونس، على قدر “العزم” في التصدي وإتخاذ القرارات، في مواجهة هول المحن والتحديات، في إنتظار أن يعيد “التضامن” العربي، توجيه بوصلته نحو صحيح المسارات، وفق أماني ومصالح شعوبهم، بعيدا عن الوعود والتمنيات!

لم يسعفنا الرجاء ولو قليلا، حين انفض سامركم وجاء في البيان، ما كان على أي حال في الحسبان، وهو يعيد ما سبق وكررته سالفا مؤتمراتكم من نسق الكلام، إلا المزيد من النكوص اللذي أضاف إلى مصائبنا قضية سرقة الجولان! إذ في الوقت اللذي كنتم فيه تجتمعون وعلى أمتكم تزايدون، كان الرئيس البرازيلي يتسلل فيه إلى فلسطين، وهو يعلن من هناك عن فتح ملحقية دبلوماسية في قدس مقدساتكم، في حين لم يتوانى الكيان الصهيوني، اللذي خبر ردود أفعالكم عن قرب وفي الخفاء، من الإعلان بدوره عن نيته المصادقة، على بناء 4900 وحدة إستيطانية إضافية، ناهيكم في الوقت ذاته اللذي كنتم فيه تتبجحون بنصرة القضية، عن البيان اللذي وقع عليه العشرات من وزراء وأعضاء الكنيست الصهيوني، اللذي ينص على الإلتزام في عدم التنازل عن أي شبر من “ميراث الآباء”، والعمل على تحقيق خطة إستيطان من أجل توطين مليوني يهودي، والتعهد بالعمل على إلغاء حل الدولتين، وإستبداله ببيان رسمي يعلن أن أرض الكيان الصهيوني، هي دولة واحدة لشعب واحد، وهو ما يفهم منه سلب الضفة الغربية أسوة بالجولان العربية!

أصحاب السيادة والجلالة والأمارة،

نصارحكم بأننا لم نكن يوما، نقيم الثقة فيكم أو نعول فيه على عزيمتكم، التي أكدت عليه اليوم مقدمات فقرات الختامي بيانكم، وأنتم لا تلبثون في ترديد نفس المفردات: نؤكد وندعو ونرحب ونتطلع ونلتزم وندين ونستنكر ونثمن ونعرب ونأمل، إلا في النأي عن الإشارة والتأكيد على حق أمتكم عليكم، في التصدي والتحدي والمقاومة، اللذي إن أكد على شيء، فهو إرتهان إرادتكم لأعداء أمتكم اللذي لا يفسره، سوى حرصكم بالحفاظ على عروشكم، تماما مثلما لم نكن نتوقع أو ننتظر منكم وقد عرفناكم، أن تطلقوا على هذه الدورة من الأسماء تيمنا بالشهداء، أمثال عمر أبو ليلى وسمير القنطار أو أحمد النجار، حتى تحفظ ولو قطرة من ماء على وجوهكم!

أما الآن وعلى الطائر الميمون تعودون إلى بلادكم، وأجهزة الإعلام التي في إنتظاركم، على غرار القادم من ساحة الشرف منتصرا، وهي تمجد قراراتكم ومواقفكم، فإن اللذي لابد له من ناحيتنا، أن نسجله ونحن نحسدكم عليه، هي تلك الحظوة لكم بين أمتكم، التي لم يضاهيهم فيها حتى أهل الكهف في طول نيامهم!

عاهات الحكام من الأمم،

بأس كل من يتولاكم أو يثق بكم، وقد خار العزم منكم والفرقة هي عنوانكم، خسئتم فإن الجولان وفلسطين لا يشرفهما، أن ينطق بأسمائها الأقزام والحثالات والعملاء من أمثالكم.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023