بداية لا شك بأن التوقيع اليوم في حدبقة الببت الابيض بواشنطن على إتفاقيتي إلإذعان بين دولتين عربيتبن هما الإمارات العربية المتحدة ومحميةالبحرين من جهة واسرائيل من جهة ثانية، برعاية، دونالد ترامب، الرئيس، الاكثر تصهيناً في التاريخ الامريكي،هو تطور في غاية الخطورة يرتقي إلى ذرى الكارثة القونية لانه في الاساس عبارة عن تحالف عسكري بين تلك الدول ومن ينضم إليها قريباً مع إسرائيل مما قد يورط تلك الدول في حروب إضافية ربما مع ايران تحديداً. وتحالف اقتصادي سيؤدي الى اشتراك حكومات الدول الموقعة في تهويد و استيطان الاراضي الفلسطينية المحتلة من باب الاستثمار الاقتصادي.
وكما كتبت في مقال سابق فليس مستبعداً البتة بعد هذه التحالفات الاقتصادية والعسكرية الجديدة التي لاسرائيل اليد العليا والكلمة الفصل فيها ان نرى جنوداً من تلك الدول تقاتلون مع الجيش الاسرائيلي ضد سوريا وإيران وأطراف محور المقاومة، فحاجز السادات النفسي قد زال بالنسبة لهؤلاء الأوغاد المتصهينين
والشيء المؤكد ايضاُ انه بعد توقيع هذه الإتفاقات التي تهدف في الاساس إلى تصفية القضية الفلسطينية فإن الجماهير العربية التي حاولت الرجعية العربية في العقود الماضية تشويه وعيها و الايحاء لها بان فلسطين ليست قضيتها القومية الاولى من خلال متلازمة الغنى الفاحش في دول الخليج و الاذلال والتجويع والفقر المدقع سوف تدرك أن من فرط بفلسطين التي هي القضية المركزية الآولى للشعوب العربية هو بالضرورة مفرط بقضاياها الاجتماعية والاقتصادية مما سيؤدي الى عودة تلك القضية محركاً رئسياً للأحداث الجارية في المنطقة العربية وينهي بالتالي محاولات استبدال الخطر الاسرائيلي على الامة بخطر ايراني مزعوم او خلافة.
وكما فشلت أوهام تحويل البلدان العربية الموقعة على إتفاقات سلام مع اسرائبل من مصر مرورا بالضفة الغربية ووصولا إلى الأردن الى فتربنات رأسمالية متطورة على غرار سنغافورة ومجموعة النمور الآسيوية السبع وولدت المزيد من الفقر والتبعية فإن اتفاقات الإذعان الجديدة ستؤدي إلى إفقار شعوب البلدان الخليجية المطبعة مع إسرائيل لأن اموال وثروات هذه الدول ستذهب إلى المدينتين الامربكية والإسرائيلية مما سيؤدي الى زيادة حدة الأقطاب الإجتماعي وبالتالي الصراع الطبقي
وطالما ان المرحلة التي ستلي توقيع اتفاقات الإذعان سوف تظهر للشعوب بوضوح اكثر من ذي قبل ان السعودية نحو التطبيع العلني مع إسرائيل ومعها عاصمة تبيض وغسل الأموال في العالم الإمارات أو ظبي تشنان الحرب على الشعب اليمني الشقيق لحساب امريكا واسرائيل في المقام الاول فإن هذا التطور سوف يؤدي الى زيادة منسوب التضامن الشعبي العربي مع الشعب اليمني ويؤدي إلى تقريب لحظة انتصاره الحتمي على قوى العدوان.
وعود على بدء فإن ما سيحدث اليوم من كرنفال سياسي رخيص في يقة البيت الابيض ، بقيادة التافه ترامب ، لا يجب على الإطلاق أن بكون مدعاة للبكاء والعويل وندب الحظ بقدر ما يجب ان يكون مناسبة لاستخلاص الدروس والعبر وفي مقدمها الانفصال عن الانظمة العربية العميلة والمفرطة والعودة الى الجماهير وبناء علاقة سليمة معها وشحذ هممها لاشراكها في الجهد الوطني والجهد القومي العام لتحقيق التحرر الاقتصادي والاجتماعي وتحرير الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
فمن الآن فصاعداً لن يعود مقبولاً الحديث عن التضامن العربي بشكله المهترئ السابق ولا عن جامعة عربية تم تحت لوائها شرعنة تدمير العراق وليبيا وسوريا واليمن ولتمكين الصهاينة من الانفراد بالشعب الفلسطيني،كما لم بعد مسموحاً لاحد بالحديث عما يسمى بمبادرة السلام العربية كأساس لحل القضية الفلسطينية وهي التي في ظلالها وعلى أساسها تمت الهرولة التطبيعية الحالية نحو الكيان الاسرائيلي والانتقال للتحالف معه اقتصاديا وسياسيا وعسكرياً على حساب القضية الفلسطينية.
ولأننا سنكون اليوم شهوداً بالصوت والصورة على جريمة مكتملة الأركان وخيانة عظمى يرتكبها نظامان رسميان عربيان قذران هما الإمارات والبحرين،والحبل على الجرار، بحق شعبيهما وبحق القضية الفلسطينية وقضايا الشعوب العربية والاسلامية وأحرار العالم فإن ما سيحدث البوم يجب ان يؤسس موضوعياً للدخول في مرحلة جديدة تمهد بدورها للنهوض العربي اللاحق. بما يؤدي الى إستكمال عملية فرز الدول والناس والقوى السياسية العربية بين إتجاهين او محورين لا ثالث لهما، محور الخير ومحور الشر ،محور المقاومة والممانعة ومحور التحالف الصهيو-امريكي-الرجعي العربي على هدي نفس القاعدة التي وضعها ذات يوم المحافظون الجدد في امريكا ،قاعدة من ليس معنا فهو بالضرورة ضدنا طبعاً مع الفرق في التوجهات و المنطلقات والأهداف.
وهذا يعني بانه يجب ان وضع الرجعية العربية في مكانها الطبيعي مع معسكر الاعداء بإعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الثالوث الدنس و غير المقدس الإمبريالي الصهيوني الرجعي العربي المعادي لأبسط اماني وتطلعات الشعوب العربية في استكمال التحرر الوطني وتحقيق التقدم الاجتماعي وتحرير الارض المغتصبة في فلسطين والجولان.
وعليه فإن هذا اليوم المشؤوم 15/09/2020 بجب ان يدخل التاريخ على انه البداية لميلاد حركة تحرر فلسطينية وعربية من طراز جديد تؤسس للإطاحة بكل ما هو قائم من بنى وهياكل و أحزاب ومؤسسات مهترئة وافكار غيبية بالية عفى عليها الزمن واصبحت عائقاً امام لحاق العرب بركب التطور والحداثة.
الوسومالتطبيع محمد النوباني
شاهد أيضاً
المطبعون العرب.. شركاء في حرب ابادة غزة…بقلم ميلاد عمر المزوغي
على ايام حكم العسكر, والتفرد بالسلطة لم نشهد انحطاطا في شتى المجالات كما نشهده اليوم, …